سيجارتي..

411 17 10
                                    

ذكريات ؛

ليست مجرد كلمة..

و إنما هي سيجارة لعينة ،

ندمنها صحيح ،

لكن ندري أنها ستقتلنا في الأخير ؛

لا أستطيع التخلي عنها ،

و لا أستطيع العيش كليا فيها ،

أرجوكم يا سادة ،

أخبروه أنني أتألم ،

صدمة ،

أشعر بالنشوة في جسدي ،

أشعر بمخدر النسيان يسري داخلي ،

اقتليني ،

أرجوك يا ذكرياتي اقتليني ،

كوني لي نوبة مميتة ،

او سرطانا لعينا ،

أنا أترجاكي كوني أي شيء مؤلم ،

لقد أدمنت الألم كثيرا ،

جدراني لم تعد تستطيع حملي ،

و جنتي بدأت بالانهيار ،

انفصامي يريد جسدي ،

و أنا فقط أحترق بالنار ،

نار الاشتياق أم نار اللهفة ،

ﻻ يهمني فالمهم هو الشعور ،

كل جزء في جسدي يتمايل مع أنغام الموسيقى ،

كراقصة تتحرك على خشبة المسرح ،

أين الجمهور ؟

أنا لا أرى غيرك ؛

أشعر بقطع الزجاج تحت قدماي ،

و مع هذا لا زلت أرقص ،

يا سيجارتي اغمريني بالسم القاتل ،

أريد الموت ببطئ و بروية ،

ليكتمل الجمال داخلي ،

و يتوقف الصوت اللعين في رأسي ،

أعذروني يا سادة ،

الكلمة لانفصامي الآن ،

أنا سيئة و لكن  لست الأسوء ،

و بالنسبة له ،

إما أكون الأسوء أو لا أكون ،

تراني من بعيد كوردة ،

و إن اقتربت لن تجد غير الشوك ،

ضياع ،

الفجوة داخل عقلي تسحبني ببطئ ،

و لا أدري لم لا زلت أشعر بالانجذاب ،

اقترب و عانقني يا صغيري ،

أشعر بحضني الدافئ ،

لا تقلقوا حين يعرف أنها النار تأكله ،

سيكون قد فات الأوان ،

أسمع تصفيق الجمهور ،

انتهى العرض أسدلوا الستار يا سادة ،

يا سيجارتي كوني لي رفيقا وفيا ،

و انتقمي لي مني ،

أدمنتك و أعرف أنك تحفرين قبري ،

و لكن لا أمانع ما دمت ألما تسقيني   ،

أحبك و لكنني أكرهك ،

أحبك لأنك ملجأي حين أشتاق الألم ،

و أكرهك لأنك غير كافية لجعلي أنسى ،

داخل رأسي هناك العديد من الأبواب ،

و ها أنا ذا أقف هناك ،

هل تراني ؟

بالطبع لا ،

أنت فقط تشعر بانفصامي خلفك الآن ؛

تنفسي يا سيجارتي ،

و لأتذوقك أنا قليلا ،

أشعري بي و بجسدي ،

هم لا يعلمون ،

كم أن قبلاتنا المحرمة جميلة ،

لكن الذكريات اللعينة لا تتوقف عن مطاردتي ،

أشعر بها تمشي جسدي ذهابا و رجوعا ،

و أشعر بها حين تختبئ تحت الوسادة ،

عليكم اللعنة جميعا ،

ليموت العالم كله و أبقى فقط  أنا و سيجارتي ،

أؤنس أحتراقها و تؤنس هي وحدتي ،

كم هي جميلة صحيح ؟

لم لا يزال الجميع هنا ؟

لقد انتهى العرض مسبقا يا سادة ،

أين هو ،

لم أعد أستطيع رؤيته بين هذا الجمع الغفير ،

و اللعنة اتركوني لوحدي أقولها بصراحة ،

أتركوني أذهب للموت من يدري قد يبيعني بعض الراحة ،

سيجارتي ،

سأحرقها و أحرقكم و أتنفسكم قليلا ،

كل ما تبقى هو الرماد ،

تعال يا صغير و ألهب روحي ،

أشتقت لهذا الألم كثيرا .

#بقلمي










منتهى العبث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن