🔖 وَحان اللقَى

33 3 0
                                    


⚫️  ⚫️   ⚫️   

 لكن ذلك كان صعبا أماه، لم يتركوني أبدا ولقد تعودت عليهم، لم أكن بذلك السوء الذي كنته قبلا لكني لازلت أدخن بل كثيرا حتى، وكنت أضيع أيام في ذنوب أعمق لكني كنت أحس بضمير يؤنبني فأعود تائبا مسرعا لكني أضعف أكثر لكن لم أرد أن أقنط من رحمة الله أبدا

أصبحت الآن بعد أربع سنين أستعيد توازني، التحقت بالجامعة و أصبحت لي شلة أصدقاء لم يكونوا جيدين فعلا لكن لم يكونوا أسوأ. أصبحت أستقل الحافلة وأسكن بعيدا عن مدينتي، أصبحت أكثر استقلالا على ما كنت، كنت أكثر انفتاحا و بذلك اكتسبت صحبة جديدة وكان لي مظهر وسيم أو أحسه غرُورا، ذلك راجع لتقاسيم وجهك الفاتنة أمي؛ بدأت حياتي الجامعية، كنت متحمسا جدا فهناك قلت أن عهدا جديدا ينتظرني حيث سأصبح أكثر سعادة و سأحقق شيئا أفخر به و بالتالي لن أعود كما كنت أبدا، أصبحت أتعود ألم غيابك بل اعتدته أماه

يوما بعد يوما، أصبحت أكثر جدية في دراستي، وأصبحت أحاول ضبط نفسي أكثر بعد أن رأيتها. كنت لم أؤمن يوما بالحب الأفلاطوني من نظرة أولى، أو كيف سيؤمن واحد ضاع في المتع اللحظية السهلة مثلي بذلك، لكنها كانت شيئا مختلفا، واقعة لم أعرف لها أثرا من قبل، من هي أو كيف هي؟ سأتلو عليك كل شيء أماه. رأيتها بعد أسبوع، كنت أقول في نفسي أن فكرة وقوعي في حب إحداهن شيء صعب، لكن قلبي أحبها قبل أن أدرك حتى، شيء يصعب وجوده في هاته القرنية أمي، هادئة كحبة لؤلؤ وسط صدفة بيضاء صافية، لم يكن جمالها صاخبا لكنه زعزع كياني كاملا، كنت أظنها فقط نزوة واحدة و ستضيع لكن ذلك دام لأكثر من شهرين و أنا أفرح فقط برؤيتها رغم أنها لم تكن تراني، كان وجودها فقط كافيا

 جالسا لوحدي أتأملها، هي التي على ما يبدو أحست أني أشع لها فقط و بها، لكن كيف ستسمح لنفسها بذلك ؟ أنا الضائع بلا سبيل حتى، لا يحتاج المرء إلا لنظرة ليضمني مع فئة الفاسقين، ما كانوا يريدون أن يسمعوا ما حدث لي أمي أو ما كانوا ليزعجوا أنفسهم بذلك، لأني فاسق و كفى، لكن أماه أتعلمين قد يكونون محقين فعلا، أليس أنا من سمحت لنفسي بكوني هكذا وعندما عجزت و أدمنت على هذا الحال قلت قدر و ما كُتب لي، أليس الذنب ذنبي أصلا؟ فمع كل أمل يلمح لي به ربي كنت أحاول الهروب و الضياع لأني آمنت أن هذا قدري أن أكون مجرد حثالة و علي العيش مع ذلك و الموت معه. لكني لم أعد أريد ذلك ، لم أعد أريد، لم أرد أن أخسرها، ستقول لي أنها مجرد نزوة و ستمر، لكنها ليست نزوة ولا أريد التفكير بذلك، لطالما أردتها لطالما أحببتها لطالما قمت بما لم أقم به يوما من أجلها، لا أريدها أن ترحل أمي ، لن تكون خسارتها كخسارتك أبدا، لكن ستكون أليمة وأنـا حقا لم أعد أطيق الألم

أراك فيها، كانت كل مرة تدنو أمامي أذكر خطواتك الرشيقة. أتعلقت بها لأنني كنت أراك فيها؟ أم لشدة تعلقي بها صرت أراك فيها؟

  سأعيد عليك أول ذكرى لي بها

لَعلي أتَناساك 🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن