🔖 وَماذَا بعدَ بعدك؟

27 2 0
                                    

⚫️ ⚫️ ⚫️ 


هكذَا كان المشهد و هكذا كَانت المشاهد تتوالَى، أنظر من بعَيد و أكتَفي. خفتُ من أن أتقدَم و لا يعُود لهَذه السعَادة طعم من بَعد، خفت من أن يكُون مَا يسعدُني الآن سببًا في أحزَاني و لكنني لاَ أستَطيع دَفن ما بقلبي للأبَد. بدَأت كُل يَوم أقَاطُع طُرقهَا عَلى أنهَا صُدف، و هي تُقَاطع طرقي عَلى أنها فخَخ؛ و كَأنهَا تفعل ذلك عمدًا أمي و كَأنهَا تعلم بأمري و لا تَهتم. ما الذي كُنت أنتظره صدقًا؟ أن تتبعَني في الأرجَاء و ترددُ لي أشعَارًا؟ أن نكُون ماذَا؟ 

لقد اعتَدتُ أن لا يستَمر الأمر لأكثر من أسبوع قبلَ أن نتَحدث، لكنّه استغرق شهرًا و لَم أستَطع عَلى خُطو خُطوة اتجَاهها، وكأن حَاجزًا يبعدُني كلمّا اقتربت و كُلما تجرأت تألمتُ لا غير. بعدَ تلاث أشهُر و قلبي يردُد اسمهاَ، و لكنهُ لم يقترب أبدًا. كيف لذلك أن يَحدث؟ كيف لي أن أتألم و أنا لم أحدثهَا حَتى؟ كيفَ لها أن تَكون بهَذا البعد و هي أقرب لقَلبي؟

في طوَال هاته الأشهر و أنا أسال نَفسي، ما الذي كُنا سنَقوم به؟ أي شيء مُستَفاد سيكُون؟ ألن يتَحطم قلبي فقَط مرة أخرى؟ ألست سأتعلق و بعد مدُة أحَاول أن أتنَاسى؟ لم يكُن لذَلك مَعنى حَتى، فلازلنا في حَياتنا نشقَى و لا زالت أحلامنَا تتقلص و تتلاشَى و تَارة تكبر و تزهَى. لا زلنَا لا نَعلم أين نَمضي و لأين حَتى، لازلنا بدُون أهداف طويلة الأبد إن كانت هُنَاك أهدَاف حتى. لازلنا نصَارع أهواءنَا نخضَع تَارة و نقَاتلها في أخرى. مَاذا سنقدم لبعضنَا حتى؟ شيء من الأحلاَم المزَركشَة و آمال مرقَعة، سنُردد لأنفسنَا اللحظَة أهم و سنُوهم ضَميرنا ان المُستقبل لازَال بَعيداً

نعم، اللحظَة مهمَة فعلا إن عشنَاها بطريقَة مثمرة، هي مهمَة إن استمتَعنا بهَا بعيدًا عن كُل ما قد يثقل كَاهلنا بالنَدم و الأسى ليس عندَما يكُون ما نَقوم به تَخدير لأنفسنَا ليس إلا. لَم يكُن الأمر سيجدي نَفعًا أبدا أمَاه، كنَا سنَدعي الأفلاطُونياَت مُدة ثم يصبحُ الشيطَان رئيسَ مجلسنَا؛ كَان ذَلك بلا مَعنى يا أمي، لكن لاَزال لوقعهَا مَعنى و هَذا مَا يجعَلني لا أقدر أن أنسى

سَتقولين حَمتك من شرك آخر يا بني؛ قد تَكون نَعم، قد تَكون حَمت نَفسهَا يا أمي، و أنا؟ لقد كُنت نَافذ الصبر يا أمي فوجَدت لنفسي أخرى تشَاركني قدري. قد حَمت نَفسَها مني: شَخصٌ قلبه لازال يرمقهَا كمَا مَضَى و لكن عَينَاه ترمق لأخرى

 لم أعُد أريد أن أخبرك بشيء أمي، فكُلمَا حكَيت أجد بئرًا أظلم في دَاخلي، وكلمَا كرهت نَفسي و كرهت كلَ نَفس أستَنشقه عبثًا. أما لهذَا من نهَاية؟ أما لضعفي نهَاية؟ ألن أستيقظ يومًا و أراني فَارغا من كل سودَاوية؟ ألن أستفيقَ يومَا على واقع تكُون هي فيه؟ ألا أستَحق ان أكون عَبدًا صَالحا؟ كلَ يوم و كل فعل أقوم به يكون نَدما فقط، كُل مَا أريده هو من يمسك بيَدي و يَرشدني إليكَ يا إلهي، كُل مَا أريده هُو أنت

عندَها أغميَ علي لخَمس سنَوات يا أمي، قصة أصحَاب كهف أخرى؟ لا 

بل نوعا مَا 

لَعلي أتَناساك 🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن