⏺ ⏺ ⏺
كَانت قصة تهدم كهفي المُوحش
( بعد 5 سنوَات )
عُدت إلى مَسقط رأسي، و بدَأت العمل و مسَاعدة وَالدي. اصبحت عَلى يقين أن مَا حدثَ ساَبقًا ليس مَا أخطط أن أكونه بعدَ أن قرأت رسالتهَا، أتذكرين يا أمي بعدَ أن رغبت في شَخص يسَاعدني، ظهرت رسَالتها. لم تَكن طَويلة و لا مليئَة بالأشعَار، ' لا تَفقد الأمل بعد، الله معك.' و رحَلت
كَان ذلك مَا أرسل فقط و بعدَها لم يعد لها أثر. علمت أن البحث عَنهَا سيكُون بلا جَدوى فلقد رحلت برغبتهَا، كَان ذهني مبرمجًا منذ تلك اللحظَة عَلى تلك الرسَالة فقط ؛ فلَم أفقد الأمل أبدًا و توكلت على خَالقي دَومًا، و كَأنك يا أمي من أرسلت تلك الرسَالة لي و كأنهَا كَانت آخر كَلمات رددتهَا لي قبلَ رحيلك. فقدَانك علمني أن كُل الأشياء راحَلة سوَاه، فقدَانك علمني أن لا أعَلق رجَائي إلا به، فقدَانك علمني أن أحب أحبائي أكثر و لا أقسُو على أعدائي أبدًا، فقدَانك علمني أن الحَياة غير دَائمة و إن بدَت كذلك، أنها بنهَاية أولية فقط و بعدَها حَياة أبديّة
عندهَا سقط كُل زيف عن حَياتي و رحَل كُل شيء لا يقربني إلى خَالقي. بتلك الرسَالة صرت أكثر وعيا بما أقوم به و مَا أؤمن به. جَاءت كمحَاولة نهَائية لإنقَاذي، و له الحمد. لا لن أقُول بعدها أصبحت الأمور سَودَاوية مرَة أخرى و لا أصبحت نَاصعة البيَاض حتى، لكن سقُوطي أصبح لا يدُوم كثيرا و كلمَا بعدت تقَربت أكثر. لم أعد مُستَلمًا لإخفاقاتي، أدركتُ أن الأمَل يستَطيع أن ينبت أرضًا قاحلة حتى، أنا الذي كُنت أرضًا قَاحلة من كُل معنى، أنَا الذي كُنت أركض بلا اتجَاه؛ أصبحت أدرك أينَ الاتجَاه و أينَ المَعنى
لقد حَل الخَريف الآن، كُل شيء زَائف بدَأ يتسَاقط و كذَلك تساقط جُل أصدقَائي، تَساقطَت عادَاتي السيئة التي مَا عَادت تؤنسني وَلا آنس بهَا، تسَاقط كُل شَيء يربطني بمَاضي سَواك أمي و هي. لَم تذهب بَعيدًا عني رَغم بعدهَا، لازالت سَاكنة دَاخلي كَما لا تَزالين. و لا أريد زَوالها، لأنها الشَمعة التي أضاءت دَاخلي، هي التي كَانت سبَبًا في مَا أنَا عليه و شكري لهَا سيكون عَدم اطفَاءي لنُورها أبدًا
قَد نَلتقي يَوما أو قد لا نَلتقي، لكنني لَن أخمد نُورهَا أبدًا سَأظل محبًا لهَا و ممتَنًا لهَا و سَأظل مُنتظرًا عَودتها، فمن السخيف يَا أمي أن أقول أنني لم أبحَث عَنهَا. بحثت لكني لَم أجدهَا، لَم أتوقف لأنني فَاقد الأمل من عَودتهَا، بَل لأني متأكد من عَودَتهَا. لَا أعلم مَتى و أين لكنهَا سَتعود، سَتعود ربمَا في هيئة شَخص آخر لكنهَا سَتعود
كُنتها يَوما أنت يا أمي، و كَانت هي يَومًا يا أمي، و كَنت دَومًا يا الهي فَألقني بهَا مرة أخرى و سَأسطَع لهَا دوري بكل نور منحَته لي، أسألك رزقا طَيبا يا خَالقي، أسألك هي رزقَا
⏺ ⏺ ⏺
