البارت الرابع

275 29 2
                                    


استيقظنا في الخامسه لصلاة الصباح وهممنا بالرحيل فودعنا السيد مرتظى وابن أخيه السيد جعفر وهم يحملوننا الدعاء والزيارة ...
وبدائنا السير نحوة قبة المولى ابي عبدالله الحسين ( ع ) ...
كنت اسير واتصور في عقلي مسير السيدة زينب ( ع )
وأطفال الحسين ( ع ) نحو الكوفه وهم مقيدين ولم يعطوهم الى القليل من الماء وانا انظر لكل هذا الحشد الحسيني المليوني ...
وكل تلك المواكب في خدمته من المأكل والمشرب والمبيت ... وحال زينب ( ع ) وبقية الفواطم والأطفال وهم يتعرضون لاشد أنواعه التعذيب والشتم ... وتلك السيده العظيمه تنادي :.

( اللهم تقبل منا هذا القربان )

اَي صبر هو صبرها اَي تحمل كان هو تحملها ..
امرأة بين جيش بـ 30 الف رجل وهي لا تبالي بهم .. شقت الجيش تنادي ابن امي ابن والدي
حسين
حسين
حسين ...
اَي امراه هي تلك التي لديها طاقه بالتحمل لهذا الحد ..
كانت تلك الصوره تمضي كما امضي في سيري وانا أراها وأتخيل صعوبة موقفها فهي وحيده بلا اخوها الامام الحسين ( ع ) وبلا كفيلها ابى الفضل العباس ..
الصور كانت كبيرة المعنى ولا يمكن لاحد تصورها الا وفاضت دموعه على خديه كلنهر الجاري ..
توقفت للحظة فتذكرت احد اموات عائلتي وكيف كان بيننا يحيا بشبابه وبضحكاته وبروحه الجميله وكيف كان خبر استشهاده صعب جدا علينا ،
فهو كالوردة التي نبتت في صحراء جافة تملؤها الأشواك ونبات العاكول وكمية الالم التي صاحبتنا لمدة طويله من الزمن لفراقه،
ربما الأموات اموات ولكن في عين الله احياء وهذا ما قاله الله في كتابه الكريم ..

مر الزمن والصورة عالقه في ذهني كيف كان صبر وتحمل تلك الامرأة التي كان ظلها لا يراه احد وهي الان مقيده بالحديد ترى راس اخوتها على رماح معلقة ،وهي وأطفال الحسين سبايا من بلد الى بلد ...
جاء في ذهني مشهدا صغير هو ان زينب ( ع ) قد ورثت ذلك الصبر من جدها نبي الله محمد ( ص ) فهو كجبل الصبر وهي تماثله في ذلك ..
بعد لحظات سمعنا صوت الأذان وهو يتلى على مسامعنا فهممنا بالتوجه للصلاة ..
بعد الصلاة نهضنا لإكمال طريقنا لكربلا وعيوني تتجه صوب ذلك الضريح الذي ينصع بلونه الذهبي
المميز بالراية السوداء ...
يتبع ...
كاتب عشريني
علي محسن ✍🏻✨

| مذكرات زائر | ✍🏻 علي محسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن