عَودَة بالذاكِرة.

203 58 49
                                    

لكِنَهُ قلِق..

و مِن زُجاجِ النافِذةِ يَرى قَطَراتِ المَطر

قَطَراتٌ تُشبِهُ دُموعَه.

عَادَ بِذاكرتِهِ للوَراء..

عَادَ لِيَنظُرَ لِلماضي؛

المَاضي الذي يَسكُنُه.

مَرَّ بِذاكِرَتهِ على رِحلةِ عُمرِه

لكِنهُ لم يَبكِ..

هل جَفَّت دُموعُه؟.

إنَهُ يَنظُرُ لِرحلةِ الذِكرى..

اهٍ مِن الذِكرى!.

صاحَ الديك..

جفَل الرّحالة : الدِيكُ صاح؟!.

لم يَنَم الرَّحالةُ او يَشعُر بِالوَقت..

ليلُهُ الطَويلُ مَر!.

ارتَدى ثِيابَهُ و خَرَجَ يَجلِس كَئيباً كالعَادَة؛ مُراقِباً المُقبِلينَ و المُدبِرين..

علّهُ يَراها..

ياللحَنين..

لا يَزالُ يَأمَلُ رُؤيَتَها بَعدَ طُولِ السِنين..

كَالعَادة مَضى نَهارُه.

ثُمَ عِندَ الغُروبِ جَلسَ في ذاتِ المَكان..

المَكانُ الذي كانَ يَجلِسُ مَعها فِيه يَتأمَلانِ غُروبَ الشَمس.

هُو مَنظَرٌ يَفتَحُ جِراحَهُ و يُؤذِيه..

إنتَهى الغُروبُ و عَمَّ الظَلام..

و دَخَل الرّحالةُ بيتَهُ.

و في نَفسِ الليلةِ الحَزينةِ كَما الرِيح..

فَتَحَ الرحَالةُ النافِذَة و نَظَرَ بَعيداً عَلى مَدِّ بَصرِه..

البَحرُ هادِئ!.

هدَأَ بَعدَ عواصِفٍ كَبُركانٍ يَلفِظُ لهَبَهُ لِيَهدَأ.

فَتحَ البَاب..

- ما هذا ؟.
يبدو انهُ شخصٌ ما !

يتبع ...

رَحالة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن