الأمور لا تسير دائما كما نريدها أن تسير فأحيانا تكون أجمل أمنياتنا ذكرى حداد للآخرين إثنان لا يجتمعان السياسة و الحب الكون كله يعيش على أوتار آله حساسة ذهبية لا مكان فيه للسواد إلا إذا تسرب اليه القليل من الأوتار التي لم تثبت كما يجب عندها تكون النغمة حقا يرثى لها
عندما تبحث عن الأمان في غير مكانه تلقى الخيانة بأبشع أنواع حيث تكون أنت الجاني على نفسك .....
كانت تلك بعض الكلمات التي رآها في التلفاز صباحا و قد أعجبته المعاني إلا أنه تجهم و هو يرى مساعده يميل برأسه إلى أذنه
(كنان زوجتك تريد أن تراك و ترفض الإنتظار حتى نهاية الإجتماع) قال مساعده الذي بجانبه بهمس و هو يبتسم في وجه العملاء تجهم كنان و هو يحارب ليخرج إبتسامة للموظفين أمامه ثم وقف و قال معتذرا
( آسف أيها السادة.... سيتولى مساعدي الباقي.... فلدي أمر طارء ) خرج وهو يعلم أن زوجته لن ترحل و لن تدخل .....لأن نادين ستكون لها بالمرصاد و ذلك بناءا على أوامره.... خرج قاعة الإجتماع ليجد سرين تحاول الإفلات من نادين لدخول قاعة الإجتماعات.... تنهد و أغلق عينيه وقال
( دعيها نادين) تركتها ....وتوجها نحو مكتبه و نادين تتبعهما ....حتى وصلا للباب.... توقفت نادين مع توقف سرين التي إستدارت إليها .... تنظر إليها بغضب ..... إستدار إليها ليشير بيده لعلها تدخل ليجد.... أنها تود أن تفتعل مشكلة مع نادين .....مجددا .....هذه المرة الأمر مختلف فهي لم تهنها أو تصرخ في وجهها..... نظرت اليها .....مطولا بينما الأخرى تنظر للأسفل دون أن تحني رأسها .....فجأة دوى صوت صفعة قوية..... لم تتحرك نادين من مكانها كأنها لم تتلقى صفعة.... من زوجة مديرها.... توجهت جميع الأنظار إليهم مع شهقاتهم .....فالكل يعرف أن نادين هي أكثر شخص شرس وقت القتال..... و لكن ما فعلته خيب ظنونهم...... و ان كان الأمر يختلف عنده فهو لم يتفاجأ تماما برد فعلها....كلما قالته هو
(آسفة سيدة سرين لأني أغضبت...)
لم تكمل لأنها تلقت صفعة أخرى منها !!.....
إلى هنا و يكفي.... لقد طفح الكيل أمسك يد سرين بقوة يديرها إليه قائلا بحدة
(سرين كيف تجرؤين على ضربها.... ؟ إنها موظفة لدي كيف ترفعين يدك عليها ؟.....إعتذري منها حالا و غادري المكان فورا....) أجابت بسخرية و هي تنظر اليها بكره
(عن أي موظفة تتحدث؟
هذه ليست أيه موظفة فهي تسكن معنا تأكل طعامنا و تحتل غرفة الضيوف لما يناهز ثلاث سنوات تقضي مع مديرها وقتا أكثر مما تفعل زوجته..... ) صرخت في آخر كلامها لتحاول صفعها مجدد لكن كنان أمسك يدها بقوة ....حملها على كتفه و اتجه بها خارج الشركة..... و نادين خلفهم بملامحة جامدة .....و ترافقهم نظرات الموظفين المستغربة..... أدخلها السيارة ليجلس بجانبها لتجلس نادين خلف المقود .....لتقول بهدوء تام
(إلى أين تود الذهاب سيدي؟....) تنهد بعمق كم يود أن يقول لها "إنزلي أنا سأقود خذي باقي اليوم إجازة " و لكنه لن يفعل يعلم الى أي درجة سيؤلمها شفقة الآخرين عليها تصنع اللامبالاة و الجمود تلك طريقتها في الحفاظ على قوتها كان يظن أنها لا تضحك و لكنه كان مخطئا فهي تضحك و ان لم تكن تلك الضحكات تصل لعينيها و تلقي النكات و لكن فقط لمن يحتاجها كالبستاني الذي تساعده أحيانا عندما يجبرها على أخذ إجازة لساعتين أو مع السيدة هدى مدبرة المنزل و إبنها الجامعي الذي تساعده ،تجعله يحس أحيانا بتقصيره معهم هي تضحك حتى مع والدته و تساعد والده و إخوته هي كتلة من المواهب..... حتى أبناء أخته الوحيدة يحبونها أصبح يظن أنهم لا يأتون اليهم إلا لرؤيتها لكن كل هذا لم يشفع لها لدى سرين... فسرين تكره وجودها كثيرا .....يود لو يبعد نادين عنها ولكن ذلك يعني إبتعاد نادين عن المنزل.... لن يستطيع حمايتها حينها .....سمع صوتها العميق ذو البحة الناعمة و الجامد يسأله مجددا
(سيدي لم تخبرني إلى أين أذهب....؟ )
أجاب بهدوء عكس ما في قلبه من غضب
(إلى المنزل نادين)
.................................
أنت تقرأ
أمانك أنا فإستوطني
General Fictionينظر إليها و لا يدري كيف يساعدها عجزه هذا يزعجه هو ليس بضعيف أو حتى عاجز .... على الأقل ليس فيما يخص الآخرين ....لطالما كان السند لكل من إحتاجه دون حتى الحاجة للسؤال إلا فيما يخصها .... و دون أن يدري أصبح يتعمق أكثر من اللازم في أمورها .... خصوصا حي...