4

151 11 4
                                    

دخل الغرفة و هو على يقين بأنها لا تزال على رأيها و لكن مع ذلك عليه المحاولة .... مايزعجه في الموضوع ليس مقارنة نفسها بنادين فهو يعلم أنها ترى نفسها أهم و افضل من نادين .... لكن ما يزعجه هو عدم ثقتها به و كأنها لم تعرفه سوى آنفا .... هذا يجعله يحس بالطعم الصدىء في حلقه .... لو أنه تهاون معها في ذلك قليلا لكانت إحدى الصفعتين من نصيبه.... هي صديقته و زوجته .... ربما لو لا حادثة الإغتصاب التي حدثت معها لما تزوجها و لكنه حقا قرر نسيان الأمر و المضي قدما و إسعادها فهي لطالما ... وقفت بجانبه و شجعته ربما لم يحتج ذلك الدعم فعلا فلم ينقصه شيء من قبل ..... ولكن فقط إصرارها على ملازمته جعل من موضوع الزواج ناجحا على الأقل من وجهة نظره .... فمؤخرا أصبح يحس بالثقل من تصرفاتها .... و ما يجعله يحس بالذنب أنه لم يعد يقوى على مصارحتها بذلك فمنذ تزوجا تغيرت تصرفاتهما مع بعض تماما فلم يعد هناك مرح و حتى المزاح المبالغ فيه لم يعد بينهما... أصبحت جادة جدا كل الأوقات و لكنها كانت سعيدة بالزواج منه و هو أيضا لن ينكر بأنه كان راضيا معها .... ولكن مايحدث الآن يجعله يحس بأنه غير صادق معها مع أنه لم يخنها أبدا ....
ينظر إليها الآن وهي مولية ظهرها له مستلقية على السرير و الشلال الأسود الكثيف الأملس يغطي الوسادة ......تنحنح علها تلقي له بالا و لكنها تصرفت و كأنها تمثال حجري و هذا الأمر يزعجه و لكنه إعتاد عليه منها لذلك جلس على السرير و أحاط خصرها بذراعه كي يجعلها تلتفت إليه و لم تقاوم حقا و لكنه يريدها جالسة لذا ببساطة أجلسها و أصبح يعيد شلالاتها للخلف أذنها إلا أنها لم تتجاوب معه ..... فقط تنظر للفراغ أمامها .... نظر إليها لوهلة ثم إنحنى إليها يتذوق كرزتيها الحمراء يحاول أن يبثها الأمان و الحب و حتى الإحترام حتى إنحرفت شفتاه لرقبتها و عنقها و لكنه تصلب حين سمعها تسأله ببساطة و بصوت جليدي
(هل تحبني يا كنان ؟) نظر إليها بإستغراب حقا لا يدري ما يقول عنها أو حتى لها هل هذا سؤال يطرح في حالة كحالتهما الآن ؟.... إبتعد عنها قليلا لينظر في عينيها البندقيتين و إستعاد رباطة جأشه و أجاب مستفسرا
(لما هذا السؤال .... ألا يبدو حبي لك واضحا علي وضوح الشمس ....؟) نظرت إليه قليلا ثم أشاحت بوجهها عنه لترفع ركبتيها إلى الأعلى و هي تقول
( أقصد هل لا تزال تفكر في ..... موضوع .... ال..) لم تستطع أن تكمل.... فقد علقت الكلمات في حلقها نظر إليها بتمعن كأنه يريد ان يقنع نفسه قبل ان يقنعها بأنها مخطئة و أنه لا يفكر في الموضوع تماما ....
أجلى صوته و هو يقول واضعا يديه على ذراعيها بكل هدوء
(ألم تعديني ألا تذكري الأمر ثانية .... لقد مضى زمن على هذا الأمر فلما تعذبين نفسك به حبيبتي ؟) نظرت إليه بنفس الهدوء الثابت .... هي حقا أحبته... لم تكن تلك الخطة أبدا لم ترد يوما أن تفقد صداقته و لكن كونها بدأت تلاحظ الشباك التي بدأت المترصدات برميها عليه لصيده بعيدا عنها جعلها تخاف من إبتعاده عنها إلى حدث و تم إغتصابها و إنتهاكها ظلما كانت تعاني كثيرا .... أكثر منه خائفة من ردة فعل المجتمع حيث الفتاة التي تغتصب تتعتبر مستحقة لما لحقها بجدارة لذا حين جاءت إلى كنان تودعه و هي تقول باكية (لقد أنتهى أمري يا كنان علي الرحيل سأرحل مع عائلتي ... لقد تسببت في جرح عائلتي ... أمي تبكي ليلا نهارا بأني أسأت إلى العائلة .... لن يتزوجني أحد الكل سيوجه أصابع الإتهام لي أنا ) لم يتحمل حينها رؤيت إنهيارها الفظيع فغادر الغرفة تاركا إياها تبكي ما إن إنتبهت أنها أصبحت وحدها حتى غادرت هي الأخرى مكسروة الخاطر ظنا منها أن الشخص الوحيد الذي لجأت إليه ليواسيها قد تخلى عنها .... و حين عادت إلى بيتها كانت منهكة لا تكاد تقف على رجليها فوجئت بوالدتها تضمها لصدرها بقوة .... و مهنئة لها على تلقيها عرض زواج من صديقها .... كنان الذي كان مقبولا بلا ريب .... ما إن دخلت غرفة الجلوس حتى فوجئت به و عائلته لذا هي ممتنة لهم .... و لكنها في الآونة الأخيرة تحس بإبتعادهم و إنحيازهم للمصيبة المسماة نادين .... كم تتمنى لو تحمل طفل كنان طفل يمحو مخاوفها يجعل من دوام زواجهما أمرا مفروغا منه ...... رفعت عينيها إليه بهدوء و كأنها ترى أنه قد كان هو الآخر مسافرا إلى نفس الذكرى لذا .... لم تجد نفسها إلا و هي تقترب منه بشفتيها ..... حتى أجفلته تماما فإن كان هناك شك بما كانت تظن فقد دمغ مصداقية ظنها باليقين .....
إلا أنه إستعاد هدوءه بلحظات و هو يمنحها حقها كما وعدها تماما بأن لا يقصر معها و لا يعاتبها على ما لم تقترفه و إن كانت قد ساهمت في الخطأ بطريقة أو أخرى ... مائلا بها إلى عالم غريب لا معالم له و لكنه لن ينسى ما إقترفته هي بحق الطفل الذي كان من الممكن يكون على قيد الحياة لو لا أن أجهضته سرين بكل برودة أعصاب دون حتى إعتبار له أو طلب رأيه كزوج لها..... أو لكون الطفل بريئا من هذا الذنب و أنه من كان من الممكن أن يكون طفلهما ..... و هو حين يرى إصرارها على الحمل الآن لا يستطيع التعاطف معها و لا حتى مشاركتها نفس الحماس..... فقد أجهضته و هي الشهر الثاني و قد عانت من نزيف حاد كاد يودي بحياتها متعللة بأنه لن يستطيع النظر إلى إبن ليس له و أنها لن تترك مجالا للشك في قلبها و إنتظار الولادة لمعرفة إلى من ينتمي و من ذلك الوقت تنازل عن التعاطف معها فيما يخص إشباع غريزة الأمومة لديها .... وأصبح يجمعه معها الواجب و الوفاء بالوعد ..... و الآن حيث هو الآن عليه أن يطمئنها بأنه لن يستبدلها بأحد لكي يضمن عدم أذيتها لنادين .... فأي منطق هذا؟ .... منطق بسيط "الغاية تبرر الوسيلة
.....................................................................................................................................................................................
تنظر إليه بهدوء و هو يدون الملاحظات .... تحب قضاء الوقت معه ..... و تدريسه تماما كما كانت تفعل مع أنيس ....
رفع نبيل رأسه و هو ينظر إلى شرودها المعتاد حين تدرسه تنحنح لتركز معه ليقول نفس الكلمات
(أنت تعودين للشرود ثانية ) لم تجبه كلما فعلته هو المعتاد ضربة قوية على الجبين بالقلم قائلة له
(لا تغير مجرى الدراسة مهما يكن السبب كي لا تتسلل منك المعلومات )أجابها مقربا الدفتر منها
(تتكلمين و كجندي في الخدمة .... خذي إشرحي لي هذا الفصل عن نقص الضرائب من الحسابات العامة و وضعه في الكتاب الكبير ) نظرت إليه بتفاجئ و هو يكمل كلامه بينما هي علقت عن كلمة "جندي " ليته يعلم وقعها سابقا عندها... نعم فقد كان تكوين حينها كما يتم مع العساكر حتى تم تنصيبها محققة جنائية كان حلما جميلا تحقق بسرعة بدلا من قضاء على الأقل سبعة سنوات إلا أنها إكتفت بثلاث ليتم توظيفها و عن جدارة مع أن الإستهانة بقدراتها في البداية كان واضحا وضوح الشمس في عيني زملائها اللذين قضوا سنوات طويلة في الدراسة .... أما هي فقد إستغلت الموهبة التي من بها الله عليها بسرعة الفهم و الحفظ و قلصت السنوات عليها كثيرا ..... أمر لا يصدق إلا أنها في فترة وجيزة كانت في المقدمة أمامهم حيث .... عينت الرائد عليهم و فوق ذلك كسبت إحترام زملائها قبل ودهم .... و مع ذلك كل التفاني و التضحيات التي قدمتها لم يمنع ذلك الوطن عن التخلي عنها و هي في أشد الحاجة إليها ..... أغمضت عينيها بقوة لترمي تلك السلبيات عنها علها تساعد المكروب الذي أمامها ..... حتى تخصصه يشبه تخصص الذي كان يحلم به أنيس...... المصرف و التأمين .... أخذت القلم و هي تشرح له بسلاسة الدرس و تدون له الملاحظات في دفتره .... مضى الوقت سريعا ساعتان من الشرح و التحفيظ في المطبخ كأنه طفل في الإبتدائية و هدى تأتي بالفواكه مرة و بالمخبوزات مرة أخرى و تعقب بالعصير فالحليب ..... لينضم إليهم سهيل مكملا فقرة الجلسة الطبية التي يقوم بها للكل تطوعا و بالمجان .... إلا أنها تعلم علم اليقين أنه ما يقوم بها الا ليغوص بأمورها هي بالذات و يحاول معالجتها حسب ظنه بأنها ليست طبيعية و هذا يزيد حنقها أكثر هي تكره المشافي و الأطباء .... وتكاد تفقد أعصابها حين تراه بالطقم الطبي إلا أنه في الآون الأخيرة توقف عن المجيء الى المنزل بها ..... و هي شبه متأكدة بأن لكنان دخل بالأمر ..... فهذا الأخير و إن كان قد وعدها بأن لا يبحث عنها إلا أنه لا يتوقف عن التحديق بها و كأنها مادة غريبة يجب إكتشاف كل شيء بها و هذا يكاد يكون تعديا على خصوصياتها ..... لذا و ببساطة نهضت لتستعد للذهاب إلى مخبئها حبيبتها ..... غرفتها ...... التي خرجت منها مع ثلاثي العجب الذين رحلوا مع أميرة منذ مدة لابأس بها و الآن عليها الإختفاء أمام السيد سهيل المزعج ..... ولكنه كان كمن قرأ أفكارها شادا كم قميصها قائلا بمرح مزعج
(لما العجلة سيدة نادين أم أنك تفضلين التهرب لم أعهدك هكذا نادين إجلسي قليلا أريد أن أكلمك في أمر ) فهم نبيل أن سهيل يريد التكلم مع نادين لذا إستغل الفرص ليهرب من المعلمة نادين على كل هي تبدو متعبة .....
........................
(لما صفعتك سرين اليوم ..... ؟) نظرت إليه بهدوء متنهدة
(سأخبرك حين تخبرني عن الغبي الذي ينقل إليك أخباري اليومية لأكسر عظامه و أقدمها للكلاب ....) نظر إليها بجدية لم تخفى عليها و هو يكمل الحوار
(متى ستكونين حالتي ) سألته بهدوء كالعادة
(لما هل تعاني البطاله .....)أجاب نفيا
(كلا .... لكن حالتك تحيرني و تتحداني كما انك تقلقينني ... لا اريد سوى تقديم يد العون ) ضحكت بهدوء خال من المرح و هي تعلم أنه لن يتوقف عن عرضه هذا و هي لن تتوقف عن الرفض و الإنكار إلا أنها أجابت بهدوء
(لا تقلق يا صديقي سأجد طريقي بنفسي ..... حين أضل ) و لكنه أجابها بحدة حين يصل معها إلى تلك إلحاقه المفرغة
(إسمعي يا أغبى أغبياء زمانك أنا لا أعرف شيئا عنك .... و لكن حين أنظر لك أعرف تماما أنك تحتاجين مساعدة فلا تهيني ذكائي يا فتاة ) حاولت مباشرة إستغلال الوضع لتغير الموضوع... و تهتف بغضب مصطنع
(فتاة .... فتاة .... أنا و أنت تقريبا من نفس العمر و تقول لي فتاة ) نظر إلى وجهها بإبتسامة حانية
(حسنا يا جبانة ..... فالتهربي و لكن لن أستسلم حسنا ؟ ثم إني أكبرك بخمس سنوات لا تنسي ذلك...) مطت شفتيها بإمتعاض و هي تحاول أن تتخطاه لكنه أوقفها بكلامه الهادئ الجاد
(تعلمين.... أسمع الكل يتكلم عن شجاعتك و قوتك، صلابتك حتى انه متفق عليه من الكل أنك لا تبكين أبدا حتى إنك لم تخرجي من أي معركة إلا و انت الرابحة تواجهين القتلة والمدمنين و السفلة لم تنزل هامتك يوما في ارض المعركة ..... كل هذا لتتصرفي بجبن أمامي في النهاية ..... فقط لأني أحاول جعلك تواجهين أكبر أعدائك ... نفسك... أحاول جعلك تحاربين نفسك في معركة حقيقية ثم التصالح معها ..... و لكنك جبانة أمامها تعتريفين بالخسارة أمامها قبل حتى أن تنزلي لأرض المعركة ... حتى لو كان كذلك وحسب أعلميها أنها و إن ربحت المعركة تبقى الحرب قائمة لأن الحرب لا تنتهي بمعركة واحدة بل بمعارك جمة و ضارية فلا تستلمي يا صغيرة )نظرت إليه و هو يخرج من المطبخ بهدوء و كأنه لم يفعل شيء و لم يقل شيء ثم تنفست محاولة إستعادة أنفاسها التي فطنت للتو بأنها كانت محبوسة و هي تتمتم بخفوت
(هو فعلا لم يقل أو يفعل شيء ...لا شيء أبدا) ثم خرجت متجهة لغرفتها لأخذ حمام ساخن
لم تدري أن هناك من كان ينظر إليهما بحزن عميق و هو يقول بهدوء
( و أنا الذي كنت أظن أنني أعرفك بما يكفي لأستطيع مساعدتك و ها هو أخي يثبت أن الثلاث السنوات الماضية لم تكن حتى فترة نقاهة ) أغمض كنان عينيه بهدوء و هو يضع يدخل يديه في جيبي بنطله متنهدا بتعب ...لم يظن يوما أن يطاله بل لم يظن يوما أن هناك نوع خاص من التعب ...يشعر الإنسان بأنه يكدح كي لا تنتزع منه روح ... و أي تعب هو ذاك التعب
........................................................
تنهد بغضب و هو ينظر الى سهيل الذي ينظر إليه بتسلي و تشفي بينما قال سهيل بإستمتاع هادئ
(لابد انها نهاية العالم ....السيد كنان بنفسه يطلب مساعدتي يجب أن يوضع هذا الموقف في كتب التاريخ لأنه يستحق ليس لعظمك بل لتنازلك لمستواي و طلبك المساعدة مني أنا شخصيا ) رفع كنان رأسه للأعلى مردد بنفاذ صبر
(و الله توقعت هذا ما كان يجب أن أكلمك أصلا و الآن هيا أرني عرض أكتافك يا سهيل قلت لنفسي أن الفكرة غبية منذ البداية و شكرا لك لأنك اكدت لي هيا .... حرر المقعد من خفة دمك و أخرج ) ضحك سهيل بشدة و هو يرى أن كنان مسيطر على أعصابه دائما مع الكل إلا معه لا يجالسه لدقتين إلا و أنفجر فيهما بصراحة راهن نفسه على ذلك قبل دخوله المكتب .... حاول التحكم بضحكه و نجح و هو يتكلم معه بهدوء
(تريد التكلم عن نادين صحيح ...) زفر كنان بهدوء و هو يؤكد له
(نعم هي تحتاج مساعدة و لن تقبل بمساعدتك لها .... و لعلي أعرف السبب .... لا تدع ذكاءك يأخذك بعيدا فلست انت سبب ..... و لكن أظن أنه ستكون لك طريقة تساعدها بها مع أنني أعلم أنك تعلم بأني أعلم أنك تحتاجني و أني لن أتردد أو أتهاون فيما يخص نادين ) تكلم سهيل بهدوء مستفسرا
(بأي حق لن تتهاون فيما يخصها؟... لما لا تتواصل مع زوجها؟.... من قد يستطيع مساعدتها أكثر منه؟... كلما يثبت وجوده هو ذاك الخاتم الذي لا تنزعه من يدها أبدا بصراحة بدأت أظنها طريقة لإبعاد الخطاب و المعجبين و هذا يذكرني بفتاة في أحدى مواقع تواصل الإجتماع تضع في صفحتها انها مخطوبة بينما هي زميلتي في العمل إستفسرت منها الأمر فقالت أنها معلومة كذبة تطرد به المتطفلين أمثالي ... فقط تصور هذا أخي ) إقترب كنان حتى إنتصفت ساعداه المكتب و هو يقول بحدة
(هذا ليس موضوعنا سهيل إعفني أنا لست مهتما بإهانات زميلاتك لك لأنك تستحق و نصف و ركز معي .... أنا أخذت مسؤوليتها منذ ثلاث سنوات .... و لم تعهدني أتراجع و الآن أخبرني ستساعدني أم أعتمد على نفسي ....؟) أومأ سهيل متفهما و هو يجيب
(حسنا انت أدرى سأساعدك..... و لكن أولا أبعد لسان و يدي سرين عنها.....تكون ساعدت في تسهيل الأمر ) أومأ كنان مؤكدا
(سأحرص على ذلك و الآن كيف سأساعدها ؟) قال سهيل بهدوء
(أول يجب أن أعرف عنها كل شيء و بالتفصيل علينا البحث عن كل ما يخصها...) قاطعه كنا و هو يقول
(إنسى الأمر وعدتها أن لا أفعل فقط أكتفي بملاحظتها أمامي هذا أقصى ما أستطيع ...) أجاب سهيل ضاحكا
(أنت من قطع لها ذلك الوعد و ليس أنا لذا .... سأبحث أنا عن ماضيها .... ثم أخي بعيدا عن كونها تحتاج لمساعدة ألا ترى أنها و رغم محاولاتها أن تبدو بخير و متكيفة ألا تجد أنها غامضة لا تتكلم عن نفسها أبدا و كأن كل شيء تفعله مدروس بإتقان حد شبهه بالحقيقة ....) أجابه كنان بإمتعاض متسائل
(ماذا تقصد ...؟هل تشك بأن ما تفعله تمثيل؟ إذا انت أحمق ) عقد سهيل حاجبيه و هو يقول متجهما
(أنا أثق بها أكثر من أي شخص هي بمثابة أختي و لكنها ليست طبيعية هي مثالية أكثر من اللازم لدرجة مؤذية لها حين تنهار فإنها ستتأذى كثيرا إدعائها المتقن باللامبالاة نتائجها ستكون عكسية تؤذيها بشدة .... و بصراحة زوجة أخي تزيد الطين بلة بتصرفاتها الصبيانية ..... انت قلتها نادين مسؤوليتك لذا إحرص عليها من الغير أولا ثم من نفسها ثانيا) نظر إليه كنان و هو يدرك أن سهيل على حق تماما و لكنه فضل سؤاله السؤال الأهم
(ماذا تقصد بأن أحرص عليها من نفسها هل من الممكن أن ...) قاطعه سهيل بهدوء
(لا هي مؤمنة لن تحاول خسارة آخرتها بتلك الأمور .... ولكنها تؤلم نفسها متأكد أنا أنها تملك ماض يكبلها يجعلها غير قادرة حتى على مواجهة شخصها في المرآة .... و أظنك تشاطرني الرأي ) همهم كنان كعادته لذا إسترسل سهيل في كلامه و هو يشرح له حالة نادين وخطته لمساعدتها و كنان ينصت إليه بكل ما يملك من إنتباه و جوارح ....
............................................................................................................................
دخل كنان مكتبه بهدوء بينما نادين تتبعه هذه المرة فهذا الإجتماع كان فكرتها لجمع أكبر عمالقة رجال الأعمال علهم يصنعون أكبر و أكثر دور و ملاجئ للأطفال و المحتاجين و توفير أعمال مناسبة للمعاقين و المحتاجين حيث تفتح في بلدان عدة و ذلك عن طريق العمالقة الأغنياء الذين لن يحسوا بنقص في المال في حين هذا سيساعد أناس كثر..... لكنها تقف فوق رأسه كالعمود رافضة أخذ مقعد.... إلى أن سألها و هو يريها بعض التصاميم
(نادين ألق نظرة على هذه التصاميم قبل وصول الآخرين .... إخترتها لتكون للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ) إنحنت نادين وهي تسند كفها على طاولة الإجتماعات الكبيرة و هي تنظر إلى التصميمات بتمعن و تعطي رأيها بجدية كالعادة لكنها تجمدت تماما و هي تسمع صوتا -مألوفا بالإنجليزية لم تسمعه منذ سنين - قائلا
(يبدو أن الحياة أودعتك لكمات كما توقعت .... و الدليل أنك تحملين مسدسا خارج موقع التدريب تماما كما أخبرتك يوما ) بقيت على جمودها دون أن تستدير و كنان الذي لاحظ جمودها و صدمتها مال جانبا قليلا ليرى الرجل المتكلم دون أن يتعرف عليه رجل و لكنه متأكد بأنه أحد العمالقة المدعوين بسبب بطاقة التعريف الخاصة بهذا الإجتماع..... أجنبي أربعيني على الأرجح يزين رأسه بعض الرثاث الفضي واضعا نظارات طبية بنصف إطار حسن الملامح واثق بنفسه غارسا يديه بجيبيه ... إنتفض كنان و هو يرى نادين تحرك يدها بإرتجاف نحو مسدسها ثم وقفت بإعتدال و هي تسترد رباطة جأشها ثم إستدارت بالكامل موجهة المسدس نحو الرجل الذي لم يتحرك ولو قدر مثقال ذرة بينما وقف كنان و هو ينظر إلى نادين التي تتصرف بغرابة إلى أن سمع الرجل يقول و هو يبتعد عن الباب مغلقا إياه بكل ثقة ثم متقدما منهما ( و أخبرتك من قبل أنك إن لُكِمتِ من قِبلِها بشدة فإنك ستحملين مسدسك خارج ساحة التدريب و حين تريني بعدها سترفعينه في وجهي ..... عليك الإعتراف بأني كنت و لا أزال على حق .....صغيرتي نادين ) كان العرق يتصبب حرفيا من جبين نادين التي أغمضت عينيها بشدة و كأنها تحاول الإستيقاظ لكن الرجل حاول نزع المسدس من يديها و هو يعلم علم يقين بأنها مصدومة و قد يفلت منها عيار لا إراديا إلا أن كنان منعه و هو يقول بحدة
(لا تلمسها... أنا سآخذه منها) وضع كنان يديه على يديها لتخفض هما مع المسدس آخذا إياه منها و هو يقول
(إهدئي نادين ما بك ... هذا أنا إفتحي عينيك ؟) فتحت نادين عينيها ببطء وقد تحولتا للون الدم و هي تسأله بعدم إتزان (كيف وجدني ... كيف وجدتني .... إسأله أرجوك كيف وجدني .... لا لا تسأله أنا سأسأله و لكن أنت لا تتركني ) أجاب كنان محاولا تهدئتها
(لن أتركك ...فقط إهدئي ) حينها تخطت كنان متجهة إلى الرجل و كنان ينظر إليها بحزن و هي تسأل الرجل
(أخبرني بالور كيف عرفت مكاني .... هل عدت لعالم الإجرام ... هل انت هنا لأذيتي ...؟) كانت الصدمة الآن حظ المدعو بالور و هو يقترب منها متسائلا هو الآخر
(أنا يا صغيرة؟....هل آذوك لتلك الدرجة ...؟) فجأة صعد ضحكها الحزين و هي تهمس بإختناق
(إشتقت لك كثيرا أيها العجوز) إبتسم بالور بحزن واضح و هو يضمها إلى صدره قائلا وهو يربت على ظهرها
(و انا أيضا صغيرتي..... قلقت عليك كثيرا حين إنقطعت أخبارك عني و كان قلقي بمحله فقد أطفئوا بريق مقلتيك الجميلتين..... و لكن نحن لها سنتخطى الباقي معا .....آسف إذ لم أساعدك كما ساعدتني من قبل لكني كنت مشغولا بتحقيق الوعد الذي قطعته لك منذ سبع سنوات ....) ضحكت نادين مرة أخرى وهي تقول مازحة
( أرى ذلك لقد أصبحت كبيرا صديقي العجوز ..... لكنك تعلم أنه لا يحق لك ضمي هكذا شرحت لك الأمر أكثر من ألف مرة) ثم إبتعدت عنه و هي تنوي لكمه إلى أنه أمسك يدها بسهولة
(لا زلت فاشلة في فنون القتال .... منذ متى أصبحت تحملين مسدسك خارج قاعات التدريب؟!! )رفعت حاجبها بسخرية ساحبة يدها و هي تقول
(أصبحت أحمل معي المسدس خارجها منذ ثلاث سنوات تقريبا منذ إستلمت وظيفة الحارسة الشخصية للسيد كنان .... و تعلم لما لا أريد تعلم القتال )أجاب ضاحكا
(نعم .... نادين العظيمة تكره اللمس خصوصا من الرجال و أنا آسف يا صغيرة إذا لمستك و آسف أيضا أنك لم تعترضي و آسف أيضا لأنني لست آسف على ضمي لك و إن حدث و أعاد الزمن نفسه فإني سأعيدها .....) إلا أن كنان كان قد إكتفى منهما و تقدم ليقف بينهما دون ان يدخل بينهما فعلا ....و بفظاظة غريبة عليه قال بالإنجليزية
(نادين هلا عرفتني على السيد القادم من الماضي ....) عقد بالور حاجبيه و هو يستفهم بعينيه عن الرجل الواقف أمامه بلغة العيون المكشوفة مع نادين التي قالت و هي تنظر إلى المدعو بالور بإبتسامة تكاد تقسم وجهها نصفين .... و بعينيها نوع من ال...... الفخر ...
(هذا صديق عزيز علي إسمه آرثر بالور ..... شخص ساعدني في الغربة كثيرا حين كنت طالبة و متدربة ) ظل كنان متجهما و هو ينظر إليهما بعدم فهم و هو يتساءل إن كان هذا الشخص ساعدها في الغربة و هو صديق عزيز فمن يكون هو بالنسبة لها ...؟ و إن كان يقول ان نادين لم تكن تحمل المسدس خارج موقع التدريب ....فهذا يعني أنه يعرفها حق المعرفة ربما عليه أن يخبر سهيل عن هذا الأمر.... و لكنه آثر الصمت عن تلك الأفكار بينما سألت نادين آرثر بهدوء
(و لكن كيف وجدتني بالور ...؟) إبتسم آرثر بحنان و هو يجيب
( لم أكن أنا من قدم المساعدة بل أنت ...بعد أن سمعت ببعض ما حدث معك بحثت عنك حتى فقدت الأمل .... في إيجادك خصوصا أن أبحاثي كلها أسفرت عن نتيجة واحدة و هو أنك تعمدت إخفاء كل أثر قد يوصل أي شخص إليك ومن غيري يعرف ذلك عنك حين تريدين الإختباء ..... و لكن شيء واحد كنت أنا متأكد منه و هو أن الطبع أملك... و انت طبعك العدل و حب الخير الذي وصل للعالم أجمع لذا تسلحت بالإنتظار دون كلل ....حتى وصلتني تلك الدعوة عن إتحاد عمالقة رجال الأعمال للدور و الملاجئ وتوفير لذوي الإحتياجات الخاصة ما يسمح لهم بالإحساس بأنهم مفيدين لا عالة ... حلم أخبرتني عنه من قبل.... حينها تأكدت أن إنتظاري لم يذهب سدا و أنه لابد أن يكون لك دخل بالأمر لذا جئت قبل الكل بمدة و أنا أقول لنفسي أن تلك الصغيرة تحقق حلمها عن طريق مدللي المجتمعات الراقية ..... ) صمت و هو يشاهد نظرات نادين و كنان التي تطلق الشرر و كأنه أطلق إشارة حرب فكانت نادين أول من تكلمت و هي تقول بإتزان مشبوه
(كان هذا قبل سبع سنوات ..... ) إلا أن كنان أجاب بسخرية
(بل من ثلاث سنوات فقد وصفتني بمدلل المجتمعات الراقية هل مازلت تريني هكذا ...يا نادين؟) هزت رأسها نفيا ثم نظرت نادين إلى آرثر و هي تمط شفتيها بغضب
(نعم هذا بالور أينما حل .... حلت لعنته علي ..... ألم تعدني أن لا توقعني في المشاكل أبدا ) ساد صمت غريب بين الكل حتى قال كل من آرثر و كنان بتساؤل
(مشاكل ...؟ أي مشاكل ....؟) وزعت عينيها عليهما بإستغراب و هي تقول لكنان بهدوء
(ليس هناك مشاكل سيدي فقط لا أريدك ان تظن أنني أراك أحدهم فأنت أنت .... أما هو فسليط اللسان )إبتسم كنان لها و هو يقول بهدوء
( و من الماضي ) ضحكت نادين قليلا و هي تقول
(نعم من الماضي) لم يعجب الأمر آرثر لذا قال مفسرا
(أنا هنا على فكرة و أسمعكما و أنا لست من الماضي بل مجرم سابق ..... و انت أخبريني ألم تقولي أنك تكرهين كلمة سيدي تلك افهمها جيدا فقد شرحت لي معناها و قلتي أن لم يولد بعد من ستلقبينه به فلما تقولينها له ؟ ثم إنك تبدين غبية و انت تتكلمين الإنجليزية لتقولي سيدي بالعربية ... ) رفعت نادين عينيها إلى الأعلى بنفاذ صبر و لسان حالها يقول "بالور لن يرحل قبل أن ينشر كلما يعرفه عنها .....في نهاية الأربعينيات و مع ذلك عقله بقدر حبة فستق ...الرحمة يا رب" بينما كان آرثر يكمل كلامه و كأنه يتكلم عن شخص غائب
( على ما أعتقد أن إسمه كنان راشد إبن المحامي المشهور عادل راشد ... عربي إكتسح عالم الأعمال بضراوة و قد نفذ بريشه قبل جلده من المجرمين الراغبين بالشراكة معه و إزداد الأمر آخر ثلاث سنوات... حتى أنهم توقفوا عن عروضهم بقي يتعرض لبعض الهجومات الطفيفة عن قصد .... هل يستعبدك ؟) نظر إليه كنان بغضب يكاد يهدد بالإنفجار إلا أن نادين سارعت بالكلام و هي تقول
(كلا بل هو من أنقذ حياتي و قد كان حينها غريبا بينما تخلى الآخرين عني مع أنني من طلبت منهم عدم التدخل إلا أنني لا أملك منع نفسي عن الإحساس بالخيانة... و أرجوك هلا أمرت عقلك الفذ بأن يتفتق بفكرة رهيبة عجيبة ألا و هي إرسال رسالة غبية إلى لسانك مفادها إنقطع كي لا أتولى أنا المهمة و صدقني سأسر ... و أنا أفعل ذلك) توقفت قليلا عن الكلام و هي تتنفس بسرعة بينما أصيب كنان بالذهول منها و هي كلم هذا الرجل هكذا بعفوية صادقة بينما ينظر إليها الآخر بلامبالاة كمن إعتاد تلك النبرة منها الا أنه صدم أكثر و هو يستمع إلى إعترافات نادين الجدية و الصادقة
(لأني متأكدة أن السيد كنان لن يتخلى عني حتى لو طلبت أنا ذلك لذا لم أجد رمز إحترام أهبها له غير هذا اللقب ... و غير ذلك أنا مدينة له بحياتي ) تجهم آرثر و هو يقول (إسمعي نحن ممتنون له لكن دوره ينتهي هنا عليك المجيء معي الآن .... فأنا لا أعتبرك كفرد من عائلتي لأنك بالفعل فرد منها سارا تكاد تموت شوقا لرؤيتك و كذلك جيمس و زارين و تخيلي ماذا ؟أنجبت و سارا فتاة عمرها خمس سنوات و أصر الكل على أن يكون إسمها نادين على إسم الفتاة الصغيرة التي كانت في الثامنة عشر و قد أنقذت رجلا أحمق مجرم.... كانوا يريدون رأيتك و قد أصروا على المجيء معي حين أخبرتهم عن ظني بأنني قد وجدتك إلا أنني إستطعت بصعوبة إقناعهم بالعكس ) كانت تنظر إليه بإبتسامة متزنة و الفخر يزداد بعينيها أكثر فأكثر بينما ينتظر كنان جوابها بفارغ الصبر قالت نادين بهدوء
(حين ساعدتك حينها كنت متأكدة بأنني لن أندم و شكرا لأنك أثبت لي أنني كنت على حق أنا فعلا فخورة بك و بكل ما أنجرته كنت أتابع كل إنجازاتك من بعيد و أتابع كل الأعمال و الجهود التي تقوم بها و لكني كنت مشغولة .... إنشغلت بأمور عدة خصوصا في الخمس سنين التي مضت و صدقني لو كنت إلتقيتك بظروف غير هذه لما إنتظرت دعوتك و لكنت حملت نفسي و أتيت اليك إلى عائلتي... لكني الآن مع عائلة لطيفة أستطيع أن أؤكد لك أنهم يحبونني كثيرا و الأهم يحترمونني إنهم عائلة السيد كنان ..... و انا آسفة على رفع السلاح في وجهك للتو لقد تفاجأت بك و ظننت أنك هنا لأذيتي )أومأ لها بهدوء و هو يؤكد لها مساندته لها لذا قال
(حسنا يا صغيرة كما تريدين و تعلمين كيف تجديني حين تحتاجيني و مازال هناك كلام كثير بيننا عليك شرحه بالتفصيل الممل الذي لدي له الوقت كله ..... لكن الأهم أن العائلة كلها هنا سافرت خصيصا لرؤيتك فقد نجحت فقط في ثنيهم عن دخول قاعة الإجتماع و ليس البلد خصوصا و أن سارا تساندهم ضدي لذا سيكون عليك المجيء لرؤيتهم..... فهم لم يروك من قبل إلا في الصور و باقون هنا لأسبوعان فقط ) نظرت إلى كنان و هي تقول (سيدي هل تذهب معي إلى عائلة بالور أريد التعرف عليهم ) إبتسم كنان بهدوء و هو يفكر و أخيرا نادين تدخله دائرتها و إن كانت ترسم له حدودا داخل تلك الدائرة إنها ممتنة لكل ما تظن أنه قدمه لها ... و الحقيقة أنه لم يقدم لها أي شيء كل شيء جميل حدث و يحدث و سيحدث لها يحدث لطيبتها... لا يملك منع الماضي عنها و علته الجهل و لكنه موجود في حاضرها و ذلك أكثر من كاف ...أجابها بقناعة نابعة من ثقاتها به التي تجهل حقا بأنها تمنحه إياها رغم البعاد و الجفاء الذي تكيله له ... (انت لست مدينة لي بشيء و هذا ليس السبب الذي يبقيك معنا ... إذ ان السبب هو أني لن أسمح لك بالإبتعاد .... و سيكون لنا حديث عن هذا الصديق ) سكت قليلا ثم تنهد و هو يقول (إن وعدتني أنك ستنادينني كنان بدل سيدي سأفكر في الأمر ) أجابت نادين بمرح
(كنت تنتظر فرصة كهذه صحيح ؟ كل هذا تحت رأس المدعو بالور.... و لكني سأدعوك سيد كنان كي لا تعلق مشنقتي )ضحك كل منهما بينما ظل آرثر ينظر إليها بعمق و هو يرى مدى تغيرها و تأذيها الواضح وخاتم الزواج بإصبعها .... ما يعرفه عنها هو أنها مطلقة منذ ثلاث سنوات فهل تزوجت مرة أخرى؟ أم أنها طريقة أخرى لتضليل الآخرين و لكنه يعرفها حق المعرفة و لا يمكن أن تلجأ لأمر رخيص كهذا مهما قست عليها الأيام ....الرب وحده يعلم مالذي عانته تلك الصغيرة.... لكنه متأكد أنها تبحث عن أمان هي به أصلا لكنها ببساطة لا تدركه.... أراد التكلم إلا أن العمالقة كانوا قد وصلوا لذا قرر إستأناف الكلام معهما لما بعد

أمانك أنا فإستوطنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن