في طريق عودتي للمنزل بعد انتهائي من عملي مررنا بمحل للدمى والذي لفت انتباه يول
مما جعلنا ندخل اليه " اووه انظر بيكي! ذلك الدب اريده " اشار على دب متوسط الحجم
وردي اللون بني العينان حقا شكله لطيف
اخذته وخرجنا من المحل " يولي احب هذا الدب هو يشبه بيكي فهو صغير ولطيف ودافئ
مثل بيكي يولي يحبك بيكي " نظرت له فوجدته يبتسم ويحتضن الدب لصدره مما جعل تلك
العقدة في صدري تنحل كما ولو انها ليست موجودة شعرت بابتسامة شقت وجهي
وبنبضات قلبي تزداد وبشعور افتقدته بحق فقد كنت مهموم اغلب الوقت مما جعلني
اهمله قليلا
دخلنا للمنزل وجلست على الاريكة رافعا رأسي لأريحه قليلا اشعر بالإرهاق جميع
جسدي ينبض الما شعرت به يضع رأسه على فخذي مما جعلني ادخل كفي بين خصلات
شعره عابثا به فلطالما احب هذه الحركة
" بيكي يولي لديه سؤال ؟ " جذب انتباهي بهذا السؤال مما جعلني انظر له مبتسما
بدفيء عند رؤيتي لتوتره وتردده في اخباري " هل يولي مريض ؟ " قالها وقد نظر لي
مما جعلني اعقد حاجبي " لا حبيبي انت لست مريض لماذا تفكر في هذا ؟ " قلتها بقلق
خوفا من كونه فهم ما يحدث " اذا لما بيكي يأخذ يولي للطبيب؟ ولماذا الناس ينظرون ليولي
عندما نمشي في الشارع ؟"
" حبيبي الناس ينظرون اليك لأنك جميل ولطيف ونحن نذهب للطبيب لنتأكد انك بخير
فقط عزيزي " قلتها قارصا انفه بلطف مما جعله يبتسم بلطف " لا تشغل بالك حبيبي
فقط ابقى سعيدا واخبرني بما تريد حسنا " قلتها محاولا تغيير الموضوع
استقام من الاريكة " اذا يولي يريد ان ينام في حضن بيكي الليلة وان يستيقظ
وبيكي يحضنه لا تذهب بيكي ارجوك " قالها عابسا مما جعل قلبي ينبض بعنف
" كل ما تريده حبيبي انا اعدك " ابتسم بسعادة مما جعلني ابادله
-----------
12:30 منتصف الليل
احتضن رأس يول لصدري بينما يلف هو ذراعاه حول خصري وقدمانا متشابكتان
اعبث بشعره بلطف خشية ايقاظه فقد غفى لتوه وانا لم استطع النوم كلام الطبيب
يدور في رأسي ولا يدعني ارتاح فمن اين استطيع توفير المال
سأكثف عملي ولكن من سيبقى مع يول لا استطيع تركه عند احد ما اللعنة التي
تحصل معي ؟ كلما اظن ان الامور اصبحت افضل اجد امامي الأسوأ اتي ليوقفني
من التقدم
تنهدت بصوت منخفض اشعر برأسي وكأنه ينبض ألما علي النهوض لا استطيع
الاستمرار اشعر بالاختناق اسف يول ولكنني سأخلف الوعد ..استقمت ببطء مع
تأكدي من عدم استيقاظه
ذهبت لغرفة الضيوف والتي كانت غرفتنا سابقا نعم صحيح لم استطع النوم فيها
او البقاء بدونه فتحت الباب والاضواء جلت بنظري في المكان وسرعان ما امتلئت
عيناي بالدموع والتي انزلقت فورا شعرت بالجحيم في قلبي وكأنه يحترق
فتحت الخزانة والتي تحتوي على ثيابه سحبت احد قمصانه وبدأت باستنشاقها
رائحته ما زالت فيها ! مما جعل دموعي تزداد وبالذكريات تتدفق اكثر لعقلي
استقمت محتضنا القميص
جلست على السرير مررت يدي ماسحا عليه اتذكر جميع لحظاتنا عليه ليلتنا
الاولى ..عناقه لي كل ليلة همساته المنحرفة ليجعلني اخجل دفنت وجهي في
وسادته خشية استيقاظ يول
الالم الذي اشعر به لا يوصف جسدي محطم اشعر وكأن احدهم رماني من سفح جبل
رأسي يؤلمني اللعنة انا مصاب بالحمى ! استقمت مترنحا الى حمام الغرفة
فتحته نظرت اليه ما زال كما هو لم ادخل هذه الغرفة منذ سنتين هي متسخة
ولكن لا مشكلة لا يهمني ملئت الحوض بالماء البارد ودخلت فيه بملابسي
وبقميص يول اسندت رأسي على الحائط سمعت اصواتا غير واضحة
انزلت رأسي واذا بي اراك تساقطت دموعي عند رؤيتي لك
-
" اشش حبيبي لما البكاء ؟ انا هنا " قالها عشيق الفتى الصغير مما جعل شهقاته
تخرج من ثغره اقترب الفتى من عشيقه محاولا لمسه ولكنه عندها تلاشي وكأنه رماد
التفت الفتى في ارجاء ولكن لا احد مما جعل بكائه يزيد عندما علم انها احد احلامه
والتي تنتهي بتلاشي عشيقه
اعاد رأسه للخلف مسندا اياه على الجدار وليوقف بكائه بدأ بغناء تلك الاغنية
التي غناها له عشيقه فأول موعد لهم ابتسامة نمت على شفتاه عند تذكره لذلك
اليوم اللطيف
وكيف كان يحاوط خصره النحيل بذراعه السميكة ويلقي تلك العبارات الغزلية
التي تجعل الفتى يشتعل خجلا عندها يقترب الاطول مقبلا وجنتيه قائلا له كم
يحب خجله ويحبه وانه لا يستطيع العيش بدونه وانه الشخص الوحيد الذي
يريد اكمال حياته معه
احبك اكثر من أي شيء اخر ~ لم اعتقد ابدا بأنني سأجد شخص رائع الى
هذه الدرجة ~ انت كل ما احتاجه ~ انت كل شيء بالنسبة لي~ لا احتاج
أي شخص غيرك ليبقى معي ~ وذلك لأنني افضل الموت بين ذراعيك
على العيش بدون حبك ~ لأنني لطالما احببتك لفترة طويلة ~
ولن اتركك ابدا ~ للابد معك هذا كل ما اعرفه ~ اعدك بأنني لن
اتركك ابدا ~ ذلك لأنني احببتك لفترة طويلة
توقف عن الغناء عندما منعته شهقاته من الاكمال لذا استقام وغسل وجهه
بالماء نظر للمرآة لوجهه الشاحب ولتلك الهالات السوداء تحت عيناه ولوجنتيه
اللطيفة والتي اختفت حقا يبدو وكأنه ميت الا انه حي
ابتسم بسخرية على حاله المثيرة للشفقة وما جعله يسأل نفسه هل حقا يستطيع
التقدم واستعادة حبيبه ؟ لكنه لم يجد أي رد مما جعله يتنهد بإحباط وخرج من
الحمام متوجها للأسفل بتلك الثياب المبللة وقميص عشيقه والذي ما زال
يحتضنه دخل للمطبخ واخذ بعض المسكنات وخرج عائدا لغرفة عشيقه
دخلها وخلع ثيابه واخذ احد قمصانه والتي تصل لمنتصف فخذه دخل اسفل
تلك الاغطية المتسخة احتضن نفسه لعله يشعر بالدفء
امسك وسادة عشيقه واحتضنها مستنشقا رائحتها المخدرة له اغمض عيناه
بتعب معلنا نومه
-
فتح الفتى عيناه محدقا بأرجاء الغرفة تنهد واستقام جالسا وقبل ان يستقيم ناويا
الخروج فتح باب الغرفة واذا به يرى عشيقه يدخل ببدلته الرسمية توسعت عيناه
عند رؤيته لنفسه تتقدم وتحتضنه مقبلة اياه
عندها تذكر ذلك اليوم عندما عاد عشيقه من لقاء له في الشركة ابتسم بألم عند
رؤيته لسعادتهما لذا استقام متوجها له والمفاجأة ان عشيقه التفت له محدقا به
تقدم منه وامسك بوجنته وبيكهيون يقسم حينها انه شعر بيده
لم يستطيع بيك كبح نفسه لذا تقدم واحتضنه بسرعة خشيت تلاشيه وتحوله لرماد
" حبيبي ماذا هناك ؟ " هامسا قالها الاطول وقد بادل الاقصر الاحتضان مما جعل
بكاء بيكهيون يزداد هو يشعر بلمساته حقا
" يول انا اسف اسف ارجوك سامحني " بين شهقاته قالها الصغير مما جعل الاكبر
يفصل العناق محدقا ببيكهيون " حلوي لا داعي للاعتذار انت ليس لك ذنب "
ارتجف ذقن بيكهيون محاولا كبح بكائه قليلا ليستطيع التحدث
"يول ا.." وقبل ان يكمل اخرسه الاكبر بقبلة جعلت الدفء يتسلل للصغير
وبتلك المشاعر اللطيفة تعود وبشكل مضاعف " جميلي لا ترهق نفسك واعتني بها
انظر لحالك انت تشبه الاموات فلتعدني ان ترجع وجنتا المارشملو تلك وألا تبكي مجددا
وان تكون قويا لحين عودتي حسنا حبيبي ؟ "
اؤمى بيكهيون مجيبا باعدك عندها اقترب الاطول مقبلا جبين الاصغر
وتلاشى بعدها مثل كل مرة مما جعل بيكهيون يفتح عيناه ويجد نفسه
ما زال مستلقي على السرير والساعة تشير للخامسة صباحا
استقام الصغير مرهقا متوجها لحبيبه مغلقا باب الغرفة , دخل الغرفة واستلقى
بجانب حبيبه محتضنا اياه واغمض عيناه محاولا قدر الامكان عدم التفكير في
ذلك الحلم الغريب
-
10 : 00 صباحا
فتح الصغير عيناه عاقدا حاجبيه بانزعاج من اشعة الشمس رأى انه ما زال على
حاله لذا بدأ بمناداة عشيقه " حبيبي ..يول ..استيقظ " عندها فتح الاكبر عيناه محدقا
به احتضنه اكثر " صباح الخير بيكي انت وفيت بوعدك " ابتسم بيكهيون ماسحا على شعر
يول بلطف " نعم حبيبي هيا لنفطر ونخرج لمكان ما " توسعت اعين الاكبر بلطف وبنبرة
متحمسة " حقا !!بيكي ليس لديه عمل " انزل بيكهيون نفسه الى ان اصبحت اوجههم متقابلة
وداعب انفاهما بنعومة " نعم ليس لدي عمل لذا لنستمتع اليوم "
استحما معا تحت خجل بيكهيون من رؤية جسد حبيبه والذي فقد عضلاته ولكنه ما
زال جذابا في نظره خرجا من الحمام وارتديا ملابس قد احضرها بيكهيون من غرفتهم
القديمة والتي كانت لثنائي
" بيكي انظر نحن نرتدي ذات الثياب يولي سعيد " احتضن يول بيكهيون مقبلا خده
بلطف مما جعل بيكهيون يقهقه بنعومة نعم فقد قرر بيكهيون ان يفي بوعده حتى وان
كان مجرد حلم هو سيعيد حياته كما كانت حتى وبوضعه هذا سيخرج بمواعيد مع عشيقه
خرجا الاثنان بعد تناول الافطار متشابكين الايدي " بيكي اين سنذهب ؟ " بفضول سأل
الاكبر " سنذهب لمدينة الالعاب ما رأيك ؟ " لمعت عينا الاكبر بفرح لذا اؤمى بقوة مبتسما
بسعادة مما جعل بيكهيون يقهقه على ردة فعله اللطيفة
دخلا لمدينة الالعاب ويول ينظر في الارجاء بدهشة فهو لأول مرة يذهب لهنا
" هيا يول لنذهب لتلك ما رأيك ؟ " قالها بيكهيون مشيرا لعلبة الاحصان الدوارة
هز يول رأسه رافضا " لا لا هذه للأطفال يولي يريد تلك " قالها مشيرا للعبة القطار المخيف
بالنسبة لبيكهيون
" لا لا حبيبي ستخاف ما زلت صغير " قالها بيكهيون بقلق على حبيبه ولكنه ما زال
مصرا مما جعل بيكهيون يتنهد بيأس ويذهبا اليها وابتسامة يول تشق وجهه ..ركبا اللعبة
وعند بدأ تشغيلها داهمة تلك الذكريات بيكهيون فما حصل قبل قليل كان قد عاشه قبلا ولكن
بالعكس
يتذكر كيف الاطول حاول اقناعه بألا يركب مستخدما طرقه وهي تقبيله على خده واحتضانه
وهمسه بكلمات لطيفة ليقنعه ولكنه كان عنيدا ليركب وعند ركوبه بقي متمسكا بحبيبه بخوف
ويصرخ والاخر يضحك مخبرا اياه انه قد قال له ولكنه لم يستمع له
وعند نزولهما كيف كان شكله مبعثر بشعر منكوش وبعينان دامعة وبشفاه محمرة
لمنعه نفسه من الصراخ وكيف احتضنه الاطول متمتا له بأنه اسف على سخريته منه
وقبله بعدها ثم اكملا موعدهما
ابتسم بألم و بدأ بتهدئة نفسه هو لا يريد البكاء ابدا اللعنة على هذه الذكريات التي
تأتي في اوقات خاطئة مسح طرف عيناه من الدموع والتي كانت ستسقط شعر بذات
الالم في قلبه يعود شعور وكأن احد يقبض عليه لدرجة عدم استطاعته التنفس
لم يدرك الا واللعبة تتوقف وعشيقه يهزه " بيكي بيكي اللعبة انتهت " استقام مبتسما
بتكلف الحزن طغى عليه وهو الان يحاول تناسي الامر " بيكي ما بك لم تستمتع باللعبة
يولي اسف "
" لا حبيبي كنت افكر لا عليك اللعبة رائعة أعجبتك ؟ " قالها بيكهيون محاولا تغيير
الموضوع كالعادة ودائما ينجح فها قد ابتسم يول " نعم رائعة هيا لنلعب غيرها "
-
انتهيا الاثنان من الالعاب وها هما في مطعم يتناولان الغداء " اذا حبيبي اين تريد ان تذهب ؟ "
بحماس بيكهيون قالها " يولي يريد الذهاب سوبر ماركت والشراء العديد من الحلوى " بلطف
قالها الاكبر محاولا استعطاف الاخر ليسمح له
ونجح بذلك فها هو بيكهيون يؤمى مما جعل يول يهتف بسعادة " يولي يحب بيكي "
ابتسم بيكهيون اثر هذه الكلمات اللطيفة " وانا احبك ايضا
![](https://img.wattpad.com/cover/160593433-288-k889841.jpg)