الحلقه الاولى 1

8.7K 119 9
                                    


القاسي
الحلقه الأولى
#نجلاء_لطفي
تشدو أم كلثوم وتقول: ( ياقاسي بص في عينيه وشوف إيه إنكتب فيها..دي نظرة شوق وحنيه ودي دمعه باداريها) لم أستطع منع دموعي فقد عانيت من قسوته الكثير والكثير،حتى مزقت قلبي ،نعم أحبه ولكن قلبه يبدو أنه لا يعرف الحب. منذ أول يوم رأيته فيه لفت نظري بوسامته وجديته وصرامته حتى أنه لم يحاول التعرف علي كغيره أو أن يبدو لطيفا أمامي ليجذب إنتباهي كعادة كل الشباب، أول مره كانت عندما جاء ليصطحب أخته سلوى- زميلتي في المدرسه الثانويه-بسيارته الصغيره ولم يلتفت إلي ومن يومها وأنا هائمه به،أفكر به ليل نهار،لا يفارق أحلامي ذلك المتجهم الجاد في حياته ،كنت أحاول دائما أن أراه وألفت إهتمامه حتى أني فكرت أن أبوح له بمشاعري في رساله لكن قسوة قلبه أخافتني وجعلتني أتراجع،كذلك خوفي من أن تهتز صورتي في عينيه ويظنني فتاه لعوب ،قررت أن ألتز الصبر ربما يشعر بما في قلبي يوما.كان يراني وكأنه لايراني لا يحييني ولا يبتسم في وجهي ولا يسلم علي،كم كنت أتمنى أن ينظر في عيني ولو للحظات لعله يرى شوقي ولهفتي. ذات يوم قابلني مره صدفه في غياب أخته في أحد المولات فابتسمت له وظننت أنه سيأتي ليسلم علي ويستغل الفرصه ليكلمني إلا أنني فوجئت به يتجاهلني كأنه لايعرفني رغم أنه كان يوصلنا دائما بسيارته الصغيره للدروس أو يأتي لإصطحابنا. كل أمالي في حبه أو أن يشعر بما في قلبي كانت تتحطم على صخرة قسوته وتجاهله، لكن حبي له كان أقوى مني فكنت مغرمه به بشكل يفوق التصور حتى أني حاولت نسيانه أكثر من مره وفشلت. كنت أحبه بجنون ولا أعرف لذلك سببا،فليس للحب سبب، ربما لأنه مختلف عن غيره من الشباب فهو مهتم بعمله ونجاحه وملتزم أخلاقيا ودينيا كما عرفت من أخته .من شدة حبي له إلتحقت بكلية الحقوق-رغم محموعي الكبير- لأصبح محاميه مثله لعلي أستطيع فهمه أو الإقتراب منه أوأن أنال إعجابه وقد تكون هناك فرصه لأتقرب منه .حرصت ألا تنقطع صلتي بسلوى رغم إلتحاقها بكلية التجاره حتى أتمكن من رؤيته فكنت أزورها كثيرا وعندما لا أراه أسألها عنه ليشرح لي بعض ما صعب علي فهمه ولاحظت سلوى تعلقي به فقالت :
-ياندى بصراحه أنا شايفه إنك متعلقه بإيهاب وأنا خايفه عليكي من الصدمه إيهاب مش بتاع حب ده مشاعره جامده وعملي جدا في حياته ومابيؤمنش بالحب نهائي، بابا الله يرحمه رباه على كده وعلمه إن الحب هيافه ولعب عيال، يعني بتضيعي عمرك ومشاعرك من غير فايده..أنا بحبك زي أختي عشان كده خايفه عليكي من مشاعرك.
كانت كلمات سلوى كالصاعقه لكنها كانت حقيقيه وبالفعل حاولت النسيان لكني لم أفلح فمن يملك قلبه؟؟ ومن يستطيع نسيان رجل كإيهاب إنسان ناجح وجاد في حياته وملتزم دينيا وأخلاقيا؟؟ كنت أعشق حتى صرامته وكم تمنيت لو يلين لي ولو مره واحده.
عرفت عنوان المكتب الذي يعمل به فسعيت لكي أتدرب فيه وسألت كل أقاربي ومعارفي حتى عرفت أن أحد أقارب أمي يعرف المحامي صاحب المكتب فرجوت أمي أن تطلب منه أن يتوسط لتدريبي عند صديقه لأنه من كبار المحامين ، حصلت على فرصة فعلا للتدريب فيه ومن حسن حظي أن صاحب المكتب عهد لإيهاب بمسئولية تدريبي وكعادته تجاهلني أمام صاحب المكتب وكأنه لا يعرفني من قبل ولم يقابلني الأسبوع الماضي في بيتهم، ياله من قاسي. اصطحبني إيهاب لمكتبه و راح يشرح لي ما هو المطلوب مني وقال لي بحسم إنه لن يقبل أي أخطاء وأشارللمكتب المقابل له وقال لي أن هذا مكتبي فسعدت جدا لأني سأكون بجواره ،أتعلم منه وأتحدث إليه والأهم أستطيع فهمه والتقرب إليه.كنت حريصه على تنفيذ تعليماته بدقه متناهيه حتى لا أغضبه وخاصة أنه شديد في تعاملاته مع الجميع حتى أن كل من في المكتب كانوا يسمونه السفاح، لم أبال بما يقولون إنما كنت سعيده بقربي منه وتعلمت بالفعل منه الكثير، كما كنت أحرص دائما على أن أنال رضاه ، لكن قلبه القاسي كان يضن علي بنظرة رضا أ و إبتسامه أو حتى كلمة مدح وكأنه لايراني، حتى كدت أفقد الأمل في حبه ولكن قلبي كان يطالبني دائما بالصبر.
#حب

#قصص

#رومانسية



القاسي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن