الحلقه السادسه 6

2.9K 94 3
                                    

القاسي
الحلقه السادسه

غرقت في دوامة العمل معه حتى نسيت مشاعري او تناسيتهافما فائدتها إن كان لايشعربي؟؟ أويشعر ولا يبالي؟؟ لقد صرت مثله أعمل بجديه بلا راحه حتى أصل للنجاح أسرع كأننا مجرد تروس في ألات بلا قلوب ولا مشاعر.
كانت لدينا قضيه في أسيوط وأصر على أن أحضرها معه لأول مره،جهزت الأوراق والمستندات طوال الليل وسافرت بلا نوم ، كنت قد أعددت معي بعض الطعام والعصائر لنفطر معا ونحن نراجع الأوراق، تناولنا الطعام ونحن نراجع القضيه وبعد أن إنتهينا ساد الصمت بيننا، أشعر بالخوف فتلك أول مره أحضر معه جلسات أحد القضايا المهمه إنما كان يكتفي بإرسالي في القضايا الصغيره أو عندما يطلب التأجيل ،لكن تلك القضيه مهمه لي وله.وصلنا لأسيوط وذهبنا للمحكمه وراجعنا القضيه للمره الأخيره ودخلت معه القاعه لأشاهد المرافعه التي كانت قويه ولها تأثير على القضا ه وعندما رُفعت الجلسه للنطق بالحكم شعرت بخوف شديد حتى أعلن القضاه حكمهم وكسبنا القضيه فكانت فرحتي لاتوصف وأنا أشاركه الجهد والنجاح وكم أتمنى لو أستطيع مشاركته كل لحظه في حياته. كان سعيدا بهذا النجاح الذي حققناه بكثير من الجهد حتى كدت أسقط من شدة الإرهاق، عدنا بالقطار وأخرجت مامعي من طعام وتناوله بشهيه وقال:
-والدتك أكلها حلو قوي
-ده مش أكل والدتي أنا اللي عامله الأكل
-معقولة بتعرفي تطبخي؟؟
-من زمان جدا وأنا في ثانوي إتعلمت كل شغل البيت من ماما لأن البنت مهما كان نجاحها في دراستها وشغلها مهم جدا إنها تكون ناجحه في بيتها لأن شغلها بره البيت يقوم بيه أي حد لكن جوه البيت محدش يقدر يقوم بدورها ولايحل محلها.
نظر إلي تلك النظرة التي تُسعدني وتُحيرني وقال:
- كل مره بأكتشف إنك فعلا مختلفه عن غيرك
إبتسمت وسعدت بكلماته لكن غلبني الإرهاق فنمت ولم أدر كم مر من الوقت على
لم أنت سعيد يا إيهاب لوجودها بجوارك؟؟ ولم أصررت على حضورها رغم أنه لم يكن ضروري؟؟ لقد أردتها أن تتعلم ولا تخاف من تناول أي قضيه، حقا؟؟ أم أنك تعلقت بها ولم تعد قادرا على الإستغناء عنها؟؟ لا إنها مجرد زميله لا أكثر ، إذا لم تتأملها بكل تلك السعاده وهي غافيه على كتفك وتود أن تضمها لقلبك؟؟ لا هذا ليس حقيقي أنا فقط لا أريد إزعاجها فهي تبدو مرهقه.
أفقت على صوت ينادي: -محطة الجيزة
فتحت عيناي بصعوبة فوجدتني نائمه على كتف إيهاب فرفعت رأسي بسرعه وأنا في قمة الإرتباك وإعتذرت له بكلمات مرتبكة فابتسم وقال:
-واضح إنك كنتي مرهقه جدا من الشغل ومارضيتش أزعجك
-أنا أسفه جدا إني ضايقتك بس مانمتش طول الليل
فقال برقه تُذيب الحجر:
-ومين قالك إني إتضايقت؟؟
كدت أرتمي بين ذراعيه وأضمه لقلبي وأرجوه أن يبقيني بجواره ولا يبعدني عنه لحظة واحده ولكني تذكرت أنه سرعان ما سيعود لطباعه السابقه فيجب ألا أغرق في بحور الأوهام إنه كعادته يتلاعب بي وبمشاعري ويستمتع بحبي له لكنه بلا قلب.وصلنا محطة مصر وأصر على توصيلي لكن أبي إتصل وأخبرني أنه ينتظرني أمام المحطه وعندما وجد إيهاب أصر على توصيله معنا وشكره على لإهتمامه به فابتسمت بيني وبين نفسي وقلت ( ياريته مهتم ده بيعتبرني إنسان ألي).
في اليوم التالي في المكتب كافئه صاحب المكتب على جهده فأصر إيهاب على أني شريكته في العمل ومن حقي مكافأه وبالفعل حصلت عليها،أسعدني تقديره لجهدي وأني إستطعت نيل ثقته.
وظل العمل معه بلا راحه حتى طلبت منه الحصول على إجازة فسألني : عايزة أجازة ليه؟؟
-عشان جسمي وعقلي يرتاحوا وأجدد نشاطي وأرجع أشتغل بطاقه أكبر
-كل يوم أجازة بيضيع منك خبرة وفرص مهمه في حياتك
-أنا مش أله أنا إنسان لازم يرتاح ويجدد حياته عشان يقدر يشتغل أحسن من الأول
-براحتك بس إستني لما أرجع من قضية إسكندرية وبعدها خدي أجازتك
ثم فاجئني بقوله برقه:
-مش عاوزه أجيبلك حاجه من إسكندريه؟؟
إرتبكت كثيرا وإحمرت وجنتاي وقلت هامسه:
-لأ شكرا بس المهم تكسب القضيه وترجع بالسلامه
سحقا لهذا القلب الضعيف الذي سرعان ما ينسى قسوته ويستجيب لرقة مشاعره وهو يعرف تماما إنها رقه كاذبه.
كم إفتقدته وشعرت بالفراغ في غيابه لكن ما شغل وقتي أن كلفني صاحب المكتب بقضية بسيطة لكنها كانت أول قضية بمفردي في حياتي وبذلت كل جهدي لأكسبها وأثبت ذاتي، بالفعل كسبتها وبمجرد عودة إيهاب أبلغه أحد الزملاء بكسبي للقضيه وفسر له ذلك بأنني أسعى لدى صاحب المكتب لأستقل عنه بل وأنني أخطط لأخذ مكانه ،ثار إيهاب ثورة عارمة ودخل المكتب غاضبا وقال لي:....
#نجلاء_لطفي


القاسي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن