الحلقة الثانية2

4.2K 110 3
                                    


القاسي
الحلقه الثانيه

وتعلمت بالفعل منه الكثير، كما كنت أحرص دائما على أن أنال رضاه ، لكن قلبه القاسي كان يضن علي بنظرة رضا أ و إبتسامه أو حتى كلمة مدح وكأنه لايراني، حتى كدت أفقد الأمل في حبه ولكن قلبي كان يطالبني دائما بالصبر.
كنت في العام الأخير في الكليه وطلبت أجازة لأتفرغ للإمتحانات فرفض وطلب مني أن أحضر كتبي معي وبإمكان أي زميل أن يشرح لي، شعرت بالإحباط فكنت أتمنى أن يهتم هو بي ويقوم بالشرح لي ، لكنه لم يفعل. قبل الإمتحان بعدة أيام إستعنت بزميل أخر في المكتب ليشرح لي ما صعب علي فهمه إلا أنه ثارت ثائرته وقال
- إنتي عايزاهم يقولوا مش عارف أشرحلك؟ ولا إني مش فاهم في القانون؟ ولا إنتي حابه تقعدي معاه لوحدكم ؟؟ خدي كتبك وماترجعيش غير لما تخلصي
قالها بقسوة ألمتني لكني تماسكت ومنعت نفسي من البكاء حتى لا أبدو أمامه ضعيفه ،كنت أظنه في البدايه يغارعلي من زميلي لكني فوجئت به يغار على نفسه وإسمه فقط وأنا لست في إعتباراته ولا أهمية لي عنده.
صممت أن أنجح بتقدير عال لأنال إحترامه وإعجابه .كنت أذاكر بكل طاقتي وكلما سمعت أغنية نوال الزغبي القاسي تذكرته وهي تقول ( القاسي باين عليه الحب لكن قاسي بيبص في عيوني وعامل ناسي من وسط كل الكون لمس إحساسي تعبلي قلبي وكله من لهفة عينيه أول ما اشوفه الشوق اليه يدارى فيه وأجري عليه وأنا فاكره مش باين عليه وأتاري قلبي سبقني وراح من بين إيديه) أعرف أن حبي واضح في عيوني لكن قلبه محصن ضد الحب كما يبدو أو ربما لم يعرفه أبدا.
تلك الفتاه نظراتها وطريقتها في التعامل معي كأني شخص مقدس ،ومحاولاتها المستمره لإرضائي،كل ذلك يربكني فقد طردت النساء من حياتي منذ زمن بعيد، لكن تلك الصغيره ذات العيون البريئه والإبتسامة التي تنير دربي شغلت تفكيري،و لا أدري لذلك سببا.لماذا ثرت عليها اليوم عندما رأيتها مع أحد الزملاء يشرح لها دروسها؟هل حقا أنا ناقم خوفا على شكلي أمام الناس؟أم أني...أهتم بها بل وأغار عليها؟؟ لا ليست غيره فأنا لا أحبها ولكنه ربما نوع من حب التملك فأنا لا أريدها أن تمنح تلك النظرات البريئه والإبتسامة الجميله لسواي.
عدت للعمل بعد إنتهاء الإمتحانات فقالت لي إحدى الزميلات:
-إحنا قلنا مش هتيجي تاني بعد اللي عمله معاكي السفاح..كلنا بنقول عليكي بطله لأنك مستحملاه
-أنا رجعت عشان أتعلم منه لأنه إنسان جد في شغله ومحترم وناجح ده اللي يهمني، هو شديد شويه بس ده طبعه وإتعودت عليه
-إتعودتي؟؟ شكلك يا غلبانه وقعتي
-يعني إيه؟؟ مش فاهمه
-يعني غرقتي في حب السفاح يا حلوه ومحدش هيسمي عليكي لأنه مايعرفش الحب
عندما رأته قادما خرجت مسرعه من المكتب ودخل هو وكأني لم أغب فترة فراح يلقي علي تعليماته ويحدثني عن القضايا التي سنعمل فيها.يالقسوة قلبه بعد كل ذلك الغياب يعاملني كأني كنت معه بالأمس، ألم يفتقدني؟؟ ألم يؤثر به غيابي؟؟ إنه حتى لم يسألني عن إمتحاناتي، إنه لا يبالي بي ولا بقلبي العاشق.
بعد فترة ظهرت نتيجتي ونجحت بتقدير جيد فذهبت إليه مسرعه لأخبره فقال بلا مبالاه:
-جيد بس؟؟وفرحانه أوي؟؟
صدمتني كلماته الجافه وكدت أبكي بين يديه حتى أنقذتني زميله إتصلت على موبايلي وطلبت مني الحضور لغرفة الزميلات بعيدا عنه ورحن يهنئنني ونتبادل الضحك والنكات لكن قلبي ظل حزينا فقد كان متعطشا لتهنئه منه وحده، كلمه واحده كانت كفيله بأن تسعدني وتشعرني بحلاوة النجاح ،كلمه واحده تحيي قلبي وتسعده لكن تجاهله وقسوته كادا أن يميتا الأمل في قلبي،لذا قررت أن أنساه وسأجبر قلبي على أن يطاوعني فقد تعبت من قسوة قلبه.
#نجلاء_لطفي


القاسي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن