الحلقه الثالثه3

3.3K 105 1
                                    

  القاسي
الحلقه الثالثه

صدمتني كلماته الجافه ولكن أنقذتني زميله إتصلت على موبايلي وطلبت مني الحضور لغرفة الزميلات بعيدا عنه ورحن يهنئنني ونتبادل الضحك والنكات لكن قلبي ظل حزينا فقد كان متعطشا لتهنئه منه وحده، كلمه واحده كانت كفيله بأن تسعدني وتشعرني بحلاوة النجاح ،كلمه واحده تحيي قلبي وتسعده لكن تجاهله وقسوته كادا أن يميتا الأمل في قلبي،لذا قررت أن أنساه وسأجبر قلبي على أن يطاوعني فقد تعبت من قسوة قلبه
فوجئت بعلي زميلي وقد أحضر لي هديه بمناسبة نجاحي وقدمها لي في وجود إيهاب وقال:
-مبروك يا أنسه ندى ويارب دايما ناجحه دي هديه بسيطه بمناسبة نجاحك
-ميرسي يا أستاذ علي كلك ذوقك وتعبت نفسك ليه بس؟
-دي أقل حاجه عشان أعبرلك بيها عن فرحتي بنجاحك
فقال إيهاب بحده:
- مش هنخلص من حكاية النجاح دي ونشوف شغلنا؟؟
إرتبك علي وغادر المكتب فقال إيهاب بحده:
- هنا مكان للشغل وبس أي حاجه تانيه تبقى بره الشغل
صدمتني كلماته القاسية الجارحه لكنني قررت هذه المره الا أصمت فقلت بغضب:
-أنا ماعنديش حاجه تانيه وأظن إن حضرتك عارفني كويس من زمان ده زميل وبيجاملني مش أكتر والمفروض إن حضرتك عارف أخلاقي كويس وواثق فيه
-وعارف برضه حركات الزملا والعملاء كويس من فضلك ركزي في شغلك وبس لو عايزة تنجحي في شغلك وتنولي إحترام الكل.
شعرت بالسعاده يبدو أنه يغارعلي ولم يستطع إخفاء ذلك تلك المره فوراء الكلمات الحاده قلب يشتعل ولم يعد قادرا على إخفاء مشاعره بعد الأن،أتراه يغار حقا أم هي مجرد أوهام في رأسي فقط؟؟
ماذا بك يا إيهاب هل جننت؟غضبك اليوم كان واضحا للجميع أنه غيره، هل تغار عليها؟هل تحبها؟؟لا لا هو مجرد تعود وإعجاب بعملها وأخلاقها ليس أكثر ،وفي المرات القادمه سأكون أكثر تحكما في نفسي فلن أسمح لها أن تحتل مكانه أكبر في حياتي هي مجرد فتاه كغيرها ولن أسلم قلبي لخداع الفتيات مره أخرى
صار العمل يأخذ كل وقتي وخاصة أن إيهاب ينشد الكمال في كل أعماله فكان يرهق نفسه ويرهقني معه، لكني كنت سعيدة لأني بجواره وجزء من نجاحه وأنني أتقدم بسرعه في عملي ، وأنال ثقته يوما بعد يوم.
دعتني سلوى أخته لحضور حفل زفافها في أحد الفنادق الكبرى فسعدت من أجلها لأن قصة حبها لشريف أخيرا تم تتويجها بالزواج ،ترى هل سيأتي يوم يشعر فيه إيهاب بحبي ويفكر في الزواج بي؟ أم أن مشاعري ستظل حبيسة قلبي تؤرقني وتعذبني وهو لا يشعر بي؟سأستغل تلك الفرصه لألفت إنتباهه لعل قسوة قلبه تذوب أمام شدة حبي. حرصت على أناقتي لعلي أحظى بإعجابه فارتديت فستانا وردي اللون مطرز ببساطه ووضعت القليل من مساحيق الزينه وربطت حجابي بشكل أنيق، نظرت للمرأه ورضيت عن نفسي ،صمم أبي على أن يوصلني وأن يحضر لإصطحابي بعد إنتهاء الفرح. دخلت الحفل وأنا مرتبكه وعيناي تبحثان عنه وحده وأنا أتمنى أن أرى نظرة إعجاب في عينيه، سلمت على والدته بحراره وأبدت إعجابها بأناقتي ودعت لي بالزوج الصالح فأمنت بقلبي وتمتيت أن يكون إيهاب هو ذاك الزوج.وذهبت معي لأسلم على سلوى،وبمجرد أن رآني علاء- أخو سلوى وإيهاب الصغير- حتى جاء بصخبه كعادته معي وقال:
-أوعي تقوليلي إنك ندى؟ قلبي الصغير لايحتمل؟كنتي مخبيه الحلاوه دي فين؟؟
شعرت بالخجل وقلت له:
-بطل هزار ياعلاء وإعقل شوية الناس بتتفرج علينا
-ناس مين أنا مش شايف أيتوها حد غيرك ياقمر
فقلت بخجل:
-بس بقى ياعلاء
-هاعقل حاضر ولا أقولك إتجوزيني وعقليني بمعرفتك
-ماينفعش لأني أكبر منك وإنت أونطجي وبتاع كلام وساعة الجد مش هالاقيك وأعنس وأهم حاجه إنت زي أخويا يعني ما ينفعش
-يا دي البخت يعني اللي تعجبني تطلع أختي ؟؟ بس تعالي نتفاهم وهاقنعك يمكن نطلع مش إخوات
جذبني من يدي وفجأه ظهر إيهاب وقال بجديه وصرامه:
- إيه ده ياعلاء حد يعمل كده وسط الناس مش هتعقل وتبطل هزار؟ مافكرتش الناس ممكن تقول عليها إيه؟ سيبها وروح لأصحابك
لم ينطق علاء إنما إنصرف صامتا فقد كان لقوة شخصية إيهاب وجديته تأثيرا كبير عليه،شعرت بالإرتباك خاصة وأننا صرنا بمفردنا فقال لي بحده:
- إزاي تخليه يهزر معاكي كده ؟؟
-هو واخد عليه وبيعاملني زي سلوى وبيهزر معايا دايما
-الكلام ده وإنتوا صغيرين لكن دلوقتي ما ينفعش وكلام الناس مش هترحمك ماتخليش أي حد يتجاوز معاكي
حطمت كلماته القاسيه أخر أمل في قلبي فهو يراني مجرد فتاه مستهتره تسمح للجميع بالتجاوز معها. نظرت له بحزن ولم أتكلم إنما قالت عيوني كل مافي قلبي.
#نجلاء_لطفي


القاسي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن