قواعد ليا ||Lya's Rules

الفصل الأول " بداية"

" ولا يعلم المرء متى تتغير تفاصيل الأيام "

____________

بداية جديدة، حياة مختلفة، أشخاص جدد،
كانت كل هذه الجمل ما حاولت أن أُقنع بها ذاتي عندما علمت بإنتقالنا للعيش بمدينة أخرى تاركين ما يُعد بالنسبة لي منزلي وليست فقط مدينتي،
فليس من السهل ترك مكان ظللت به لسنوات كونت خلالها صداقات كثيرة وامتلكت معارف أكثر وذكريات بعرض البحر،
ولكن كما هي المقولة الشهيرة
"دوام الحال من المحال"

كشمس يوم جديد بداية هذه الحياة،
حيث مكان لا أعرف به أحد ولا يعرفني أحد، أشعر ببعض الانهيار والتذبذب فلست معتادة على صباح بدون أن أسمع صوت جارتنا تصرخ بأطفالها الصغار أو أن لا أرى أصدقائي يمرون من أمام بيتنا حاملين بأيدهم طلبات لمنازلهم ويلقون التحية بابتسامة مرهقة مرتعشة.

مشاعري تتقلب كما الرياح في يوم عاصف وعلى الرغم من ذلك فالتعبير الأفضل لما عليه الأن هو أنني مشوشة للغاية،
الأمر الذي ينبض به قلبي متأكدًا منهُ هو أني لن أجد أصدقاء كأصدقائي،
بل لن أجد أحدًا في حياتي يأخذ محلهم في قلبي.

« لحظات قليلة تفصلنا عن الوصول .»

كان هذا الصوت المشرق لوالدي والذي يكاد يطير من الفرحة هو وأخوتي للوصول لمنزلنا الجديد،
نظرت عبر النافذة ألتقطت بنظري البحر اللامع بلون برتقالي بسيط لغروب الشمس أخيراً،
بدى كما لو أن البحر يبتلع الشمس داخل أعماقه يخفيها عن هذا العالم الموحش.

خلعتُ سماعات الأذن مجددًا أستمع لوالدي الذي بدى كما البلبل يغرد بسعادة مجددًا

" العام الدراسي علي وشك البدء ستتعرفون علي الكثير من الأصدقاء،
بالإضافة إلى أن المدينة هنا ستعجبكم كثيرًا فهناك الكثير من الشواطئ والانشطة الترفيهية التي ستنال إعجابكم وستندمجون بسرعة بعد كسب الصداقات."

أشعر دائمًا أن أبي يتحدث عن كسب الصداقات كما لو أنك تشتري فاكهة من محل الخضروات،
تطلعت لأمي التي تجلس بسعادة هي الأخرى،
تتأمل جمال البحر من النافذة وعلى محيها ابتسامة هادئة،
نظرتُ مثلها عبر النافذة أتامل مشهد الغروب البرتقالي،
هل ربما حقًا تتغير تفاصيل الأيام؟

_____

على إحدى شواطئ المدينة حيث يعج بالكثير من الناس منهم من يغادر لأنتهاءه من السباحة ومنهم من يراقب غروب الشمس ،
تجلس على جانب من إحدى الجوانب فتاتان تراقبان مثل معظم الموجودون غروب الشمس بإفتتان وشرود،
لحظات حتى قالت ذات الخصلات الأشقر بإبتسامة جميلة