الفصل السادس "القاعدة السابعة"

718 80 19
                                    

"لا تدع الحياة تخدعك بأيامها الحلوة فلا يعلم المرء متى ينقلب الحال."
__________

برغم أنِ لا أعلم من هم الأخوة بوش،
وكنتُ على وشك الاعتراض على حضور أحدهم في مثل هذه الساعة،
وبالأخص أنني لا أعرفهم حتى شكلًا
ولست من النوع الذي يثق بسهولة بجنس الرجال،
ولكن اِنهيار ماريا والتي أشعرتني بنهاية العالم من كثرة الدموع في مقلتيها،
جعل شفقتي تتغلب على قاعدتي الثالثة بالتعامل مع الغرباء

" لا تدع مجال مع الغرباء حتى وإن كانوا أصدقاء أصدقائك."

هذه ليست عقدة أو ما شابه،
الأمر فقط أنهُ صار لي حادث عندما كنتُ صغيرة جعلني أفقد الثقة في كل من حولي حتى أصدقائي، لذلك ربما يُعتبر الأمر شخصيًا ونفسيًا.

بالأضافة أن الأمر مُحرج،
تخيل أن توقف أحدهم تخبره أنك تريده أن يُقلك مع رفاقه الذين تعرفت عليهم منذُ أقل من ساعات قليلة،
ما هذا بحق الآله...؟

هدأتُ من روعي،
حسنًا ليا لن يحدث شيء، ماذا يمكن أن يحدث؟

اتصلت ماريا بالفعل وكانت تتحدث بينما تتساقط دموعها بصوت شجى،
جعلني لوهلة أشعر بأنها طفلة صغيرة تائهة تبحث عن حضن والدِتها.

لا أعلم ماذا قال لها المتصل ولكن يبدو أنهُ أخبرها باِنتظاره داخل المقهى،
وهذا ما فعلتهُ بالفعل، مرّت دقائق ليست طويلة حتى سَمِعنا صوت قدوم سيارة،
يبدو أنهم كانوا يسابقون الريح للوصول.

قالت ماريا بينما تنهض والدموع تزين مقلتيها كاللؤلؤ

" يبدو أنهم وصلوا."

ليس أمرًا يعنيني ولكن يبدو أن شخصية ماريا جبانةً للغاية،
فمازالت ترتعش منذُ ما حدث قبل قليل،
لا أقصد أن التحرش أمر هينُ أطلاقًا
ولكن ردود أفعالها كانت دليل على ضعف جذور شخصيتها،
ولا يعنى هذا أنِ قوية ولكن لستُ بذلك الضعف الذي يبدو عليها.

خرجتُ مع الفتيات للخارج، ننظر
لتلك السيارة رباعية الدفع والتى ترجل منها شابان بمجرد مغادرتنا من المقهى،
سُحقًا! ذلك أليس إدوارد؟ ولكن من الشخص الذي بجانبه.

تقدمنا منهم ليسرع ذلك الأدوارد بعناق ماريا بقوة وهو يدقق بكل تفاصيلها بجزع وقلق ينبثق من عينيه كوابل من الأمطار،
هل هو ربما واقع بحبها؟

سأل أخيرًا وهو ينظر للفتيات بجانبي

" ماذا حدث؟ ما الذي..."

لم يكمل حديثهُ لأنهُ تطلع لي وقال بذهول،
يبدو أنهُ لاحظني للتو فقط!

قواعد ليا ||Lya's Rulesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن