قواعد ليا ||Lya's Rules

الفصل الثالث "القاعدة السادسة"

    "لستُ مختلفة ولكنهم غريبون"

__________

هناك دائمًا قاعدةً للتعامل مع المواقف التي يعقبها مشكلة كبيرة،
وبالأخص إن كان الطرف الأخر حدثت بينك وبينهُ مشكلة كنت أنتَ السبب بها أو لك علاقة بالسبب.

فالقاعدة الخامسة من قواعدي للخروج من أي ورطة هي
" ادعاء الغباء"

وهذه القاعدة استوحيتها من موقف في حياتي حدث بالفعل سابقًا ومقولة قرأتُها ذات يوم تقول
" قمة الذكاء أن تكون غبيًا"

ومعنى غبيًا هنا هو أن تكون المواقف التي وضعت بها محرجة لدرجة عدم النطق أو عدم رغبتك بالاعتراف بشيء الذي حدث،
فيكون ادعاء الغباء أفضل طريقة للخروج من الموقف أو الورطة التي أنت بها،
ومن أي مواجهة لا تريد خوضها في الوقت الحالي أو لاحقًا،
مثلما يحدث معي الأن.

حدقيته متسعتين بعدم اِستيعاب واضح كأنهُ تعرض لصدمة ألجمت دماغه أو شيء من هذا القبيل،
في الواقع ولأكون صريحة بما فيه الكفاية هو وسيم للغاية،
حدقتيه الخضراوتين كغابات الأمازون واضحة لعيني الأن أكثر من قبل بسبب اِتساع جفونه،
بالإضافة لطوله المتناسق مع جسده الرياضي العريض بعض الشيء ولكنه ليس ضخمًا إطلاقاً،
حسنًا أعترف هُنا أنه وغد وسيم لأقصى درجة ولو كان امرأة كان جميع الفتيان أعجبوا به،
هذا إذ لم تكن الفتيات يتقاتلن لأجله.

اِبتسامتي الغبية والجاهلة مازالت تزين وجهي بينما هو أفاق من شروده وكاد أن يمطرني بوابل من الكلمات أو الشتائم أيهما أقرب،
ولكن كان سؤال ماريا أسرع منه

" هل تعرفان بعضكم؟"

ما فجأني أننا رددنا بذات اللحظة ولكن كل منا بإجابة مختلفة،
فأنا نفيت بقوة بينما هو رد بنعم.

أصبحت تنقل بصرها بيننا بتشويش بينما ترفع حاجبه باستنكار واضح للعين المجردة،
وللحقيقة ليست وحدها هكذا بل الصف بأكمله يبحلق بنا،
رائع أصبحنا كالدراما التلفزيونية.

لم يكد ينطق حتى أتت أستاذة الكيمياء الغاضبة، ولأول مرة منذُ دخولي للمدرسة أشعر بالسعادة لمقابلتها ولدخولها غاضبة كما هي.

كعادتها أصبحت تصرخ على الطلاب للعودة لأماكنهم التي هي حددتها،
نظرتُ لذلك الشاب الذي تطلع لي بنظرة خاطفة مليئة بالتوعد والحقد،
وبالفعل شعرتُ بالقشعريرة تحتل أنحاء جسدي.

حسنًا إهدئي ليا لم ولن يحدث شيء،
أمل ذلك.

بدأ الدرس والأستاذة تشرح بسلاسة،
وبعدها طلبت من الشركاء في كل صف تسجيل الملاحظات،
وهنا همست لي ماريا بملامح مكتوب عليها بكل صراحة
«أخبريني كل شيء الأن»