اليتيمة سنوهويت

#عودة_ابتسامة_أبي

#الجزء-33

#عودة_ابتسامة_أبي

نمت الليلة مبكرة استعدادا للسفر مع جون بعد إجراء مراسيم الزواج غدا .....اشترطت عليه أن لايكون هناك حفل كبير فقط أسرتي من ستشاركنا فرحتنا ، المسكين لم يعترض على شرطي مايريده هو إسعادي ورجوع البسمة لمحياي.

نهضت من الفراش بعد محاولة عدة من جون فالجو لا يدعو سوى للنوم المطول لوجود برد وشتاء والسماء تتخللها غيوم راسمة لوحة سوداء .....رغم ذلك قمت غصبا عني لأن برنامج يومي ممتلىء. إلتفت إلى الصورة بجانبي فرأيت أبي يبتسم لي وهو فرح من أجلي وإن كان يدري بجسامة تضحيتي .....المهم أني سلكت سبيله ولم أخن عهده حين التزمت بمبادئه التي غرسها في أسرته .

أخذت حمامي وتعطرت واضعة مكياجا يناسب فستاني وتسريحة شعري ، ثم نزلت السلالم محدثة ضوضاء إلى أن سمعت أمي تصرخ ضاحكة.

ماما : لقد عادت إلينا سنوهويت التي نعرفها ...لاتسرعي أخاف عليك من السقوط.
جون : كم تبدين رائعة حبيبتي .....أنا اليوم أسعد شخص على وجه البسيطة لا أعرف كيف أرد لك المعروف فقد أحييتني من جديد.
انا : لا داعي للشكر فأنت تستحق أكثر من ذلك .....فصبرك واخلاقك العالية هما من جعلاني أقرر لتصبح رفيق دربي .

كانت ليفيا هي الأخرى متواجدة معنا..... ستتزوج في نفس يومنا لتسافر مع أخي إلى أمريكا أما والديهما فقد أحضر لهما أخي من يساعدهما على متطلباتها اليومية ...... هو القدر رسم لنا بريشته تفاصيل الحياة التي سنقضيها فلا اعتراض لنا سواء تماشت مع رغباتنا أو عاكستها.

اكملنا مراسيم الزواج واحتفلنا بيومنا وضحكاتنا تعلو المكان.....صعدت إلى غرفتي لأعد حقيبتي إلا أن هاتفي رن حملته لأجده من جاك ....علت وجنتاي حمرة لارتعاش جسمي من هول المفاجاءة ....أكيد سأجيبه على المكالمة فقد وعدته أن أتواصل معه من حين لآخر.

جاك : كيف حالك حبيبتي سنوهويت ....أتمنى أن تكوني بخير وصحة أفضل هذا ما يهمني .
انا : أحاول أن أكون بخير لكن ليس لي بديل المهم إعتني بابنتك فبسببها ضحيت ولا تفكر كثيرا فقد غلب القدر تخطيطنا وآمالنا .
جاك : حاضر حبيبتي لكن لي رجاء منك إذا ازداد عندك طفل فلتسميه جاك حتى يظل اسمه مسموعا عندك إلى الأبد.
أنا : لقد سبقتني بقولها كنت قد فكرت فيه وحتما سأفعل حتى لايغيب أسمك عن مسامعي ولو لحظة .

أنهينا المكالمة وقلبي ينفطر حبا.... أدري أن صهيل رغبتي سيظل بداخلي دون أن ينقطع وأنا أمتطي خيول اللهفة .....أملي أن تتضاءل مع مرور الأيام وإن كنت أعلم أن ذلك سيكون مستحيلا.

سافرت مع جون بعيدا إلى دولة نائية بغية قضاء أوقات جميلة والتعود على طبائع بعضنا ....كان جون يعمل كل ما في وسعه لإعادة البسمة على محياي لن أتقاعس بدوري في إسعاده فلاذنب له في كل ما مررت منه .....طلبت منه أن نستقر في بيتنا مع أمي لم يعارض ، بل نقل جميع أعماله لإرضائي أما ليفيا فقد رحلت مع أخي .

كل شيء مر بسرعة وتناسى مع الأيام وكأنه لم يحدث يوما إلا حبي لجاك فلن أنساه ماحييت ...... مرت الأشهر تجري إلى أن جاء موعد وضعي فرزقت بطفل رائع أسميته جاك احتضنته بكل حنان ولهفة ومشاعري قد غمرتها الأمومة والخوف على ابني من مستقبله المجهول .....لن أجعله يعاني مثلي من الفقد ساغذق عليه كل الحب والعطف سأسعد أباه لأحافظ على الأسرة من التفكك حتى يعيش ابني في ظلها بكل أمان .

مخطىء من يعتقد أن الحب بين العشاق يظل طول الأبد بل معروف عنه منذ الأزمنة الغابرة بمبارزته لهم.... يحاربهم بأسلحته المختلفة وكأنه عاهد نفسه أن يذيقهم لوعة الفراق والحسرة كلما عاشوا فترة او سرقوا بعض اللحظات من العشق والهيام ....الأفضل أن لا نتعب أنفسنا بالجري وراءه بل لنبحث عن الأمان الذي نحتاجه فهذا الأخير هو من سيمنحك ما تبحث عنه طول مسيرتك.... فيه ستبدد وتطمس تلك الظلمة التي تجتاح طريقنا وتحول دون نجاحنا .

إبني هو أملي الآن سأغرس فيه ماتعلمته من أمي ولقنه إياها أبي .....إرثه لن يذهب سدى ولن يتلاشى مع الضباب بل سيحيا معي لأقاوم به كل تيار يصادفني وهو محاولا أن يغير اتجاه طريقي .....لن أترك الفرصة للظروف ولا للغير أن يحيدني عن مبدئي ربما دفعت الثمن غاليا لكن سأعيش وضميري مرتاح .

فأبي روحه ستظل تزورني بعد عودة ابتسامته له ....والحياة ستمشي كما أرادها لها قدرها .

#سميا_دكالي