همسات انثى عاشقة

(جارنا الجديد)

في احد أيام يناير الباردة

وعند غروب الشمس

اقبع أنا في تلك الغرفة الكئيبة

مرتدية معطفي الصوفي

الذي صنعته لي جدتي استمد منه الدفئ

محاولة حفظ ذلك الدرس اللعين

لقد مضى من الوقت ثلاث ساعات وأنا في نفس الصفحة

اوووه...رأسي يؤلمني حقاً

ياله من درس غبي لا يحفظ

كم امقت تلك المدرسة الكريهة

فكل محاولاتي للنجاح باتت بائسة

لم ولن انجح

لا اريد مدرسة ولا شهادةً

كل مااريده هو زوج وسيم يأخذني في عالم من الاحلام مع اطفال يشبهونه

لا اريدهم يشبهوني.. ييييع...سوف يقضى على مستقبلهم ان جاؤوا يحملون مثل شكلي

أترك ذلك الكتاب جانباً واسير نحو شرفة غرفتي

افتحها فتهب تلك الموجة الباردة وتلفح وجهي

اوووه ياله من جو كئيب ..تباً متى ستنتهي موجة البرد هذه

اتراجع لأغلق تلك الشرفة

لكن مهلاً....

ماالذي يحدث...

ماهذا الذي اراه

من ذا الرجل الوسيم الذي يترجل من تلك المركبة الفخمة

ياالهي... انه يدخل منزل جارنا ابا زياد

الرجل العجوز الوحيد المتوفى منذ شهر

ما الذي يحدث

ايعقل انه مشترٍ جديد لذلك المنزل

ياله من شاب جميل فعلاً

ليته يسكن هنا بالفعل لأستمد من وسامته طاقتي في كل صباح

بعكس ذلك الوغد العجوز الذي كان يسكن هنا

ويرمقني بتلك النظرات الغريبة كل مرة يراني بها تجعلني اغوص في ملابسي رعباً

مابك ايتها البلهاء اذكروا محاسن موتاكم

يأتيني صوت امي وهي تنادي بأسمي لتصحيني من سرحاني

ذلك الاسم التعيس

اسم جدتي الذي جعل ابي منه طوقاً حول عنقي
اكاد ان اختنق كلما نادوني به

ليعود صوت امي مرة اخرى وهي تناديني: جميلة.. جميلة

ياااال تلك الجميلة القبيحة

تخبرني جدتي دائماً بأن ابي لم يكن مخطئ حين اسماني بذلك الاسم

فأنا جميلة جداً واشبهها حينما كانت شابة

وتخبرني امي بإن ابي قد ارتكب اكبر جريمة في حياته حينما اسماني بإسم جدتي فقد جعلني ارث شكلها ايضاً

تباً... اي واحدة اصدق الآن

لسوء حظي انني لم ارث من امي شيئاً
فبياضها وعيناها ذات اللون العسلي الفاتح كانت من نصيب اخوتي الذكور الثلاثة الذين يصغرونني سناً

اما انا الانثى الوحيدة لهذه العائلة
فكل صفاتي لجدتي وابي
سمارهما وعيناهما السوداوتان الصغيرتان وهزالة جسدهما

هل سينقص من هذا العالم شيئاً عندما اكسب بعضاً من الكيلوغرامات الزائدة
لقد سئمت من ذلك الجسم الكريه

لا اعلم اين يذهب ذلك الطعام اللعين
فأنا اكاد ابتلع عائلتي ايضاً

أرى كل زميلاتي في المدرسة قد تغيرت اجسامهن واصبحت أقرب لجسم امرأة بالغة الا أنا
فكل من يراني للوهلة الاولى يعتقد بأني فتاة في الابتدائية او المتوسطة

لا تنظروا لي هكذا...
فأنا لست بتلك القباحة التي تصورتها عقولكم
انا وكما تقول جدتي اسم على مسمى……

يتبع…

raheel997