أسير ظهراً في الشارع الطويل
عائدة من المدرسةلقد سئمت حقاً من ذلك الطريق التعيس الذي اذرعه يومياً ذهاباً واياباً
وانا ارى هؤلاء البشر وهم ينظرون الي وكأني كائن فضائي يتجول في الشارع
تباً… لا تنظروا الي هكذا ايها الاوغاد
الم تروا حسناء تجوب الشوارع من قبلتقع عيني على ذلك المنزل
منزل ابا زياد
منذ ذلك اليوم لم ارى ذلك الوسيم مجدداً
اين ذهب ياترى
اهو بالداخل الان ام غادر المنزل منذ تلك الليلة
غادر بالتأكيد فأشكاله لا تسكن حارتنا بتاتاً
فما اجمل ابا سمير بائع الخضار الذي يقبع عند منزلنا بالضبط
وصوته الذي يخترق اذاننا منذ بزوغ الفجر وهو
ينادي على خضاره وفاكهته ونساء الحارة اللاتي
يتشاجرن معه يومياً لانه يبيعهن خضاراً تالفة
و ابا علي الخباز ذا الانف الطويل المعقوف والشعر المجعد
او نساء حارتنا اللاتي لا تفوتهن شاردة ولا واردة في هذه الحارة
اما هذا الرجل الوسيم فهو ليس من مستوانا ابداً
أرى امي وهي تقف عند باب المنزل مع ام لؤي وقد بدأت تلك الاخيرة تذيع نشرة حصاد اليوم على امي
هه… سنبقى بلا غداء والحمدلله
اخبرتنا امي بعد ساعتان ونصف من وقوفها مع ام
لؤي ان زياد ابن جارنا ابي زياد قد عاد من السفر
بعد مكوثه لعشر سنوات في الخارج ودراسته الطب
وعمله كطبيب هناك
فهو ينوي الان الاستقرار وفتح عيادة طبية فيحارتنا
مهلاً مهلاً امي
ما كل تلك المفاجئات
هل تقصدين ان ذلك الرجل الوسيم ماهو الا زياد
وطبيب ايضاً
رباااااه أمطر علي الامراض من كل حدب وصوب ولاتشفيني ابداً بعد اليوم
لأستطب على يد الدكتور زياد
منذ ان كنت جنيناً في بطن أمي وانا استمع لام لؤي
يوميا تأتي وهي حاملة معها اخبار كل من في
الحارة لتسردها على امي وبنفس الوقت تسترق اخبارنا لتطرحها على الاخريات
في كل مرة اراها فيها يراودني احساس بأني اريد ان اركلها خارج المنزل واغلق الباب
لكن من اليوم فصاعداً فأنا اعشقك يا ام لؤي
فالأول مرة وعلى مدار حياتك التجسسية تأتين بنبأ مفيد
منذ تلك الليلة وشرفتي اصبحت مكاني المفضل
فانا أكل أدرس استمع للموسيقى اشاهد الافلام او انام احيانا بجانبهالحسن الحظ ان الحمام بعيد نسبيا عنها والا………
دعكم من هذا الهراء الان وركزوا في المفيد
منذ ذلك اليوم وانا لم اره قط
حتى وكالة الانباء المتنقلة ام لؤي ليس لديها اي معلومات عنه
أيعقل انه تراجع في قراره ولم يعد يرغب بالسكن في حارتنا
ياااال ذلك الحظ النحس الذي تمتلكيه ياجميلة
من المؤكد انه لم تعجبه تلك الحارة المشؤومة
اااااه… قلبي… قلبي… جلطة… اريد ان اتنفس.. اين
الهواء.. اين ذهب… اكاد ان اختنق.. قدماي عجزا عن
حملي.. انها سيارته ..اجل سيارته لست مخطأة اعرفها جيدا
مابال هؤلاء الصبية الاوغاد يركضون خلف السيارة وكأنهم لم يروا واحدة من قبل
دعيهم وشأنهم ايتها الحمقاء وركزي بمن في الداخل
يترجل من السيارة بكل ثقة مرتدياً بدلته السوداء الرسمية وبيده حقيبة الحاسوب المحمول
اما ذلك الحذاء الجلدي الاسود الذي يشع نظافة ولمعاناً
اقسم بأنه لم يخطو خطوة واحدة في شوارع الحي القذرة
اااااه…. جماله يجلب الصداع
يدخل الى داخل المنزل ويختفي في لمح البصر وينتهي مع اختفاءه ذلك الحلم الجميل الذي رسمته وانا اتأمل طلته
هل تظنون بأنه سينظر لي يوماً؟
اجيبوني ارجوكم!! هل سيفعل؟؟
يتبع…….
أنت تقرأ
همسات انثى عاشقة
Romansaأُحبك.... أُحبك أَنت... أَجل أنت... لا تلتفت.... فأنت من أهوى... وكل من وراءك أناس عابرين عيناي لا ترى سواك يامن سكن فؤادي... وعشقته جوارحي **أحبك بجنون**