- ليس لك خيارًا فيما أنت عليه، لم يكن لك خيارًا في مَنْ ستكون عائلتك، كيف ستكون ملامحك و تدويرة وجهك ؟ ليس لك خيارًا في الصوت الذي سيسمعهُ الناس منك، و لا اللغة التي تتحدث بها من صغرك. يرتديك النهار كشمسٍ و يتخلَّص منك الليل بإرغامك على النوم تعبًا، و بعد كومة الفروض هذه أصبح لك وجهان وجهٌ بائسٌ الصقيع يرسم له عينان، و وجهٌ أنيق تُقابل بهِ المارَّة الأتعس منك، و الأوفر حظًا، و لكن لا شيء يظهر للعلن غير "صورة إنسان مُكتمل". لم تختر بداية الحكاية و لن تختار نهايتها، ستتوقف عند مُنعطف لم تكن تتوقعه، لكن كُن مؤمنًا أنَّك: لن تتكرَّر .- نعدُّ النّجوم إلى أن تلتقي أصابعُنا على نجمةْ واحدة.
- أؤمن أن إطالة النظر إلى السماء، ستنتهي بالمرء مع أجنحة.
- الموسيقى تنفي المكان تمامًا فلا توجد إلا في الزمان وحده ومن هنا كل ما يمكن أن يُرى بالعين لابد أن يوجد في المكان فسوف يتوقف هذا الفن عن مخاطبة حاسة البصر ويلجأ إلى حاسة السمع. ومن ثم فالوسط المادي الذي يستخدمه هو تتابع الأصوات والنغمات في الزمان.
هذا السلب الكامل للمكان يجعل الموسيقى فنًا ذاتيًا خالصًا.- أشعر الآن أني غريب في هذا الوجود، وأنني ما أزداد يومًا في هذا العالم إلا وأزداد غربة بين أبناء الحياة وشعورًا بمعاني هاته الغربة الأليمة. غربة من يطوف مجاهل الأرض، ويجوب أقاصي المجهول، ثم يأتي يتحدث إلى قومه عن رحلاته البعيدة فلا يجد واحدًا منهم يفهم من لغة نفسه.
غربةُ الشاعر الذي استيقظ قلبه في أسحار الحياة حينما تضجع قلوب البشر على أسرةِ النوم الناعمة، فإذا جاء الصباح وحدثهم عن مخاوف الليل وأهوال الظلام، وحدثهم في أناشيده عن خلجات النجوم ورفرفة الأحلام الراقصة بين التلال، لم يجد من يفهم لغة قلبه، ولا من يفقه أغاني روحه. الآن أدركت أنني غريب بين أبناء بلادي.
أنت تقرأ
3 على الهامش ||| إقتباسات.
Thơ ca"أنا إنسان بسيط جدًا يساء دائمًا فهمه ولهذا كنت دائمًا على الهامش ، هامش الحياة و الكلام." - حسين البرغوثي.