هرقل

149 18 4
                                    



.
.
.
____________

عالم الزهور ملئ بأنواع الورود والرياحين ، ولكل زهرة لونها ورحيقها ، وكلها جذابة تعشقها الأبصار .

هكذا كانت النساء عند ( زيوس ) رب الأرباب ، لم يوقف قلبه على ( حيرا )  ربة الزواج والثرثرة ، ولم تتمكن هي من أن توقف نزواته وتمنع نزواته وتشبع رغباته ،

فصار يقطف من كل بستان زهرة ، فكان فؤاده يهتز لخصر نحيل ويسبيه سحر العيون ، ويلهه القد الميّاس الناهد الناعم ،

ويطيش عقله إذا عصت عليه امرأة ولا يعنيه من هي إذا ما كانت من الآلهة أو الربات أو العرائس أو لو كانت من البشر الفانين ..

ومع ذلك كان يحسب لـ ( حيرا ) زوجته غيرتها عليه ، و انتقامها الشديد من كل من يتزوجهن ( زيوس ) .

وفى أحد الأيام هام ( زيوس ) عشقاً بالفاتنة ( ألكمين ) إحدى أميرات مملكة ( هيلاس ) من البشر الفانين ،

فأخذها وذهب بها إلى جزيرة نائية حتى يهرب من جواسيس ( هيرا ) .. وهناك أنجبت ( ألكمين ) طفلا وسيما ،

أعجب به ( زيوس ) أشد الإعجاب ، فمنحه قوةً عاتيةً لم يمنحها لبشرٍ من قبل .. قوة تكفى لمحاربة الآلهة ذاتهم .. وكان هذا الفتى هو ( هرقل ) .

وقررت ( حيرا ) الانتقام كعادتها ، فأرسلت حيتين سامتين إلى مهد الطفل الرضيع ،

وأمرتهما بقتله في مهده ، وتسللت الحيتين وهمتا بعضه ونشر السم في جسده ، وإذا بالطفل يفتح عينيه ويقبض على عنقي الحيتين ويجبرهما على ابتلاع سميهما ،

وماتت الحيتان وهنا اكتشفت ( حيرا ) أن ( هرقل )  يمتلك قوةً رهيبةً .. قوة أثارت غيرتها إلى أقصى الحدود ، فغضبت على ( زيوس )

وقاطعته إلى أن يترك لها عقاب ( هرقل ) على ذنب لم يقترفه ، ولأن ( زيوس ) ذو شخصية ضعيفة أمام زوجته ،

ولم يرد أن يظلم ابنه نصف الإله ، طلب منها أن توقعه في ذنب ما ، وفى تلك الحالة سيكون لها حرية عقابه .

وحتى يتم العدل - من وجهة نظر ( زيوس ) - أرسل ( هرقل ) إلى ( شيرون ) زعيم القناطير حتى يعلمه كل فنون القتال ،

وكيفية استخدام كل أنواع الأسلحة ، وكان ( شيرون ) مخلوق خرافي نصفه السفلى حصان والنصف الأعلى رَجُل ..

وعندما أتم ( شيرون ) تعليم ( هرقل ) ، أعطى ( زيوس ) إشارة لـ ( حيرا ) كي تبدأ مكيدتها .

يتبع ....

.
.
.
___________

آسَآطِيّر || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن