هرقل 2

107 10 1
                                    



.
.
.
____________

وبالفعل أرسلت له ( هيرا ) فتاتين ، إحداهما محتشمة ترتدي من الملابس ما يخفى فتنتها ، وينطق وجهها بالخجل ،

أما الأخرى فكانت تردى ملابس شفافة تظهر كل مفاتنها ، وتنطق حركاتها و سكناتها بالرغبة الشديدة ..

كانت المحتشمة تدعى ( أريتيه ) ربة الفضيلة ، أما الأخرى فهي ( كياكيا ) ربة الرغبة ، وأخذت كل واحدة تعرض عليه نفسها بما فيها من مميزات ..

واختار ( هرقل ) ( أريتيه ) التي وعدته بالطهر والنقاء والحياة الطيبة المليئة بمساعدة المظلومين والضعفاء .

وانطلق ( هرقل ) معها حتى وصل إلى ( طيبة ) - اليونانية وليست المصرية - وأحبه ( كسريون ) ملكها وزوجه من ابنته الفاتنة ( ميجارا ) ،

وصار ( هرقل ) وزيرا لـ ( كسريون ) ، و أخذ يساعد الفقراء والمظلومين من سكان المدينة .. ونجح ( هرقل ) في أول الشراك التي نصبتها له ( حيرا ) فلم يتبع ( كياكيا ) ،

واستشاطت ( حيرا ) غيظاً .. أين البؤس والشقاء التي تمنتهم لـ ( هرقل ) ؟!!

ولم يمض وقت قليل حتى تفتق ذهن ( حيرا ) عن خطة جهنمية ، غاية في الدهاء والمكر ، وبينما كان ( هرقل ) نائماً وقد وضع يده على كتفي زوجته ( ميجارا )

بعد ليلة سعيدة قضياها ينهلان من نعيم الحب ، جاءت ( حيرا ) واندست في دفء الفراش الوثير فأبعدت الزوج عن زوجته ،

وراحت توسوس له في أحلامه ، فتحول الحلم الجميل إلى كابوس ورأى ( هرقل ) زوجته في أحضان رجل آخر يتبدلا القبلات الملتهبة وما إلى ذلك .

وتغير وجه ( هرقل ) وهو نائم و استيقظ والدم ينضح من عينيه وأطبق على عنق زوجته التي استيقظت مذعورة على صوته وهو يقول " يا خائنة .. يا فاجرة .. لقد مرغت شرفي في الوحل"

وحاولت المسكينة أن تتحدث ولكن قوة ( هرقل ) الجبارة لم تمهلها ، فكسرت عنقها وماتت بين يديه ، وهنا أفاق ( هرقل ) و أخذ يبكى زوجته القتيلة ،

وأخذ يدعو ( زيوس ) أن يسلب قوته ويشل يداه و يعمى بصره فقط ليعيد إليه زوجته .. وعصفت السماء وهاجت الرياح ، ونزل ( هرمس ) رسول الآلهة ورب التجارة حاملا تعزية ( زيوس ) لابنه ..

وجاءت ( أريتيه ) وأخذت تربت على وجهه ، وأخبرته أن هذا انتقام ( هيرا ) منه ، فسألها كيف يستطيع أن ينجو من هذا الانتقام ، فأخبرته أنها سمعت أن ( حيرا )أخبرت ( زيوس )

أنها مستعدة أن ترفع يدها عنك على أن تكون خادماً لابن عمك ( يوريديس ) عشر سنوات ، ولكن ( زيوس ) صرخ فيها – وكان يصرخ بها من حين لآخر ليثبت انه رب الأرباب - فرضيت أن تكون سنة واحدة .

قام ( هرقل ) من فوره وجد في السير حتى وصل إلى ( يوريديس ) ، وكان هذا الأخير يعانى من عقدة تمثلت في قصره الشديد و ضآلة حجمه ،

فعقد العزم عل أن يذل ( هرقل ) وياحبذا لو استطاع قتله .. وأخبره ( يوريديس ) أن عليه القيام بأثنى عشرة مهمة وبعدها يعود حراً مرة أخرى وكانت أولى المهمات هي أسد نيميا .

أسد نيميا :

نيميا هذه غابة مليئة بالكنوز والجواهر ، ولكن يسكن بها أسد ضرغام ، يتحكم بكل مداخلها ومخارجها ، وكان هذا السبع يفوق كل تصور ..

لقد كان في حجم الفيل وسرعة النمر وخبث الثعالب ولبدته من الأشواك النارية السامة ، ودخل ( هرقل ) الغابة وذهب إلى عرين هذا السبع مباشرة و صرخ مناديا " يا سيد الوحوش .. لقد حان أجلك وأزفت ساعتك ".

خرج الأسد إلى ( هرقل ) ولم ينتظر بل قفز مباشرة في مواجهة ( هرقل ) الذي هاله الحجم الرهيب ، ولكنه تماسك ومد يده إلى سيفه ليجد أنه اختفى ،

ويعلم أن ( حيرا ) أخفته حتى تزيد مهمته صعوبة .. ونبش الأسد مخالبه في جسد ( هرقل ) الذي استدعى قوته الجباره وحمل السبع بيديه وقذفه بعيداً ليسقط على الأشجار يحطمها ،

وجرى في سرعة فأنتزع شجرة من جذورها بقوته العظيمة ثم قسمها نصفين ليجعل بها طرف حاد ، وقبل أن ينهض الأسد من سقطته كان ( هرقل ) قد قذف نصف الشجرة فاستقر في كتف السبع الذي خارت قواه .

أسرع ( هرقل ) على السبع قبل أن يفيق من الإصابة و أمسكه من ذيله وأخذ يدور به عدة دورات في الهواء ، قبل أن يقذفه مرة أخرى ،

ثم ذهب إليه وأسرع يفتح فكه متجنباً أن تجرحه أشواك لبدته السامة ، ثم استطاع أن يفصل فكي الأسد وتركه وهو جثة هامدة .

وعاد ( هرقل ) إلى ( يوريديس ) ومعه لبدة الأسد ، فقال له ( يوريديس ) وهو يشعر بحقد شديد " لولا مشاغل الحكم لكنت فعلت ذلك بنفسي منذ زمن ".

يتبع ...

.
.
.
____________


آسَآطِيّر || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن