هرقل 3

75 11 3
                                    



.
.
.
___________

هيدرا الأفعوان الهائل :

لم تمر أيام قليلة حتى استدعى ( يوريديس ) ( هرقل ) للمهمة الثانية ، وهى قتل الأفعوان هيدرا العملاق الذي يعيش في المستنقعات العميقة ،

وذهب ( هرقل ) وغاص في المستنقعات يبحث عن الأفعوان ، وفجأة خرجت من الماء سبع رؤوس مليئةً بالأنيابِ والسم الزعاف ، وقطع ( هرقل ) الرؤوس الثلاث الأولى بسيفه في ضربةٍ واحدة قوية ، لتظهر اللعنة الهائلة ..

فمن موضع كل رأس مقطوعة نبتت سبع رؤوس جديدة فأصبح عدد الرؤوس خمسة وعشرين رأساً ، فتراجع ( هرقل ) قبل أن يهجم مرة أخرى وهو لا يدرى ماذا يفعل .

ولمح الرؤوس المقطوعة وهى على الأرض والسم ينساب من مخالبها ، فذهب إليها وغرس كل السهام التي معه في السم و اشعل فرع شجرة هائل ،

ثم أخذ يصوب الأسهم تجاه الرؤوس كلها ، إلى أن غاب الأفعوان عن الوعي ، فأخذ يقطع الرؤوس رأساً وراء رأس ، ويكوى موضع كل رأس بالنار حتى لا تنمو رؤوس جديدة ، وهكذا إلى أن قطع كل رؤوسه .

وحمل ( هرقل ) أحد الرؤوس إلى ( يوريديس ) الذي كاد يموت كمداً من انتصارات ( هرقل ) المتتالية.

ظبي سيرينا :

و أخذ ( يوريديس ) يفكر كيف يمكن أن يذل ( هرقل ) أو أن يتخلص منه ، إلى أن اهتدى إلى ظبي سيرينا ، وكان هذا الظبي قد وهبته الآلهة صفات غريبة ،

ففرائه من الذهب وقرناه من النحاس وسيقانه من معدن صلد ، وكان إذا أراد الملوك أن يهلكوا بشراً ، أرسلوه يتعقب هذا الظبي ، فلا يعود من حيث ذهب .

أخذ ( هرقل) يقتفى آثار الظبي إلى أن وجده وصار في مرمى سهامه ، فنسل أحدهم وأوتره القوس في لمح البصر ، ولكن الظبي اختفى عن الأنظار بأسرع من لمح البصر ، وشعر ( هرقل) بأن الظبي يراقبه ،

فعلم أنه أصبح في موضع الفريسة بدل الصياد .. وأخذ يفكر كيف يمكن صيده ، إلى أن اهتدى إلى فكرة جيدة ،

اعتمد فيها على أن الظبي دائماً ما يحب أن يعارك بقية الوعول ليفرض سطوته على الحيوانات ، فحفر حفرة كبيرة وملأها بالأسنان والرماح وغطاها بالأعشاب ،

وربط بجوارها أحد الوعول .. وجاء الظبي من بعيد وهو يجرى كي يضرب الوعل بقرونه ، ولكنه سقط في الحفرة ومات على الفور ، فأسرع ( هرقل ) بحمله وعاد به إلى ( يوريديس ) .

خنزير أرمنيشيا

لم يستقبل ( يوريديس ) ( هرقل ) متعللاً بمرضه ، ولكنه أرسل إليه رسولاً يخبره أن المهمة التالية هي أن يذهب إلى أرمنيشيا ،

ويقتل الخنزير البرى الضخم الذي يخرب المراعى ، ويقطع القوافل هناك ، وهو من القوة بحيث لا يستطيع أن يتصدى له بشر .

وبالفعل ذهب ( هرقل) إلى هناك ، وعلم من سكان المدينة أن الخنزير تربطه علاقة صداقة بالقناطير قوم معلمه القديم ( شيرون ) ،

وهو يعلم أن القناطير قوم أشرار ولا يوجد بينهم طيب سوى ( شيرون ) ، وتذكر ( هرقل ) ما تبقى في كنانته من أسهم سامة بعد مواجهته للهيدرا ، وتوجه إلى مكمن هذا الخنزير ،

ولا يدرى إلا والخنزير فوقه ، فتراجع ( هرقل ) إلى الخلف وقبض على الخنزير ورفعه عن الأرض بقوةٍ عظيمةٍ وقذفه بعيداً ، فأطلق الخنزير خواراً هائلاً يستدعى به القناطير ،

وظهرت القناطير من بعيد ، ولكن قبل أن يصلوا كان ( هرقل ) قد قتل الخنزير بعد أن نزع رأسه عن جسده ، ثم توجه ناحية القناطير و أخذ يطلق عليهم السهام السامة ،

وكان ( شيرون ) خلفهم يحاول أن يمنعهم عن ( هرقل ) ، فأصابه سهم سام وتوقف القتال وذهب ( هرقل ) إلى معلمه الذي ابتسم ثم مات بين ذراعي ( هرقل ) .

وعاد ( هرقل ) هذه المرة إلى ( يوريديس ) وهو يحمل رأس الخنزير والحزن يملئه على معلمه .

عجل ( مينوس) :

كان ( مينوس ) ملك عظيم - وهو صاحب المينوتور - وكان ( بوسيدون )  إله البحار قد أعجب به ، فأعطاه عجلاً قوياً وهبه قوةً خارقةً وجسداً ضخماً ،

وذلك ليقدمه قربانه للآلهة في عيدها الأكبر ، ولكن عندما جاء العيد ، طمع ( مينوس ) في العجل ، فاختار من حظائره أقرب العجول شبهاً بالعجل الذي أعطاه إياه ( بوسيدون ) ،

وقدمه قرباناً للآلهة ، ولكن (بوسيدون ) اكتشف الأمر وأطلق غضبه على ( مينوس ) ، وجعل العجل لعنةً على ( مينوس ) ، فجعل بعقل العجل لوثةً ، فتحول العجل إلى قوة غاشمة ،

وأصبح من الصعب ترويضه ، وأصبح طليقاً في البلاد ، يقتل البشر والحيوانات ، فأرسل ( مينوس ) إلى ( يوريديس ) يطلب المساعدة ، فاستغل ( يوريديس ) الأمر ، وأمر ( هرقل ) بالذهاب لحل تلك المشكلة .

ذهب ( هرقل ) إلى ( مينوس ) فدله على مكان العجل ، وذهب إليه ( هرقل ) فوجده أقل وحشية من أسد نيميا والهيدرا وخنزير أرمنيشيا ، وفعلاً ضربه ( هرقل ) على رأسه فخارت قوى العجل ،

ثم عاد ( هرقل ) وقبض على ذيله بكلتا يديه ورفعه وقذف به فارتطم بشجرةٍ هائلةٍ أفقدته الوعي ، وأسرع ( هرقل ) وصفده بسلاسل صلبة قوية ،

وصنع قفصاً عظيماً على عجلتين ووضع العجل فيه وأعاده إلى ( مينوس ) .
وعاد ( هرقل ) إلى ( يوريديس ) محملا بالهدايا من ( مينوس ) ، وكاد ( يوريديس ) أن ينتحر من الغيظ لنجاة ( هرقل ) مرة أخرى .

يتبع ....

.
.
.
_________________


آسَآطِيّر || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن