٣

1.9K 114 22
                                    







- لكنني ظننت ان الشتاء قد انتهى !

يحادث نفسه يوري قائلاً .. بعد سماعه ان هنالك موجة برد قادمه ستستمر لفترةٍ وجيزه من مذيع النشرة الجويه ..

يبتعد عن نافذة غرفة الجلوس ويتابع تنظيف الفناء ..

من الفناء الخلفي ..يشاهد الفتيات والفتيه يعودون لمنازلهم بعد يوم دراسي حافل ... يقف ممسكاً بعصا المكنسه ..ونظراته تتطلع لهم ويغمرها بريق الحزن

حزين على ما فنى من عُمره وهو ينظف الفناء ..ويغسل المرآب ويحضر المواد الغذائية من المتجر
حزين على حياته التي غدت من وردية لـ سوداء

- الى من تنظر ؟

وهذه جورجينا تُخرجه من أفكاره بصوتها .. ينظر لها فيتابع تنظيف الفناء بدون اي كلمه ..

تجلس على الدرج وتقلب سيجارتها بين يداها قائلةً ؛
- هل يعقل انك تكن مشاعراً لـ نتالي ؟

يوري الذي ينظف الفناء بدون اي كلمه ، قد قطع على نفسه وعداً مسبقاً انه لن يبادلها الحديث ابداً ..لقد اكتفى من ترّهاتها ويريد قطع كل شيء يصله بها .

- اياً يكن..من سيلتفت لمشرد معاقٍ مثلك ؟ .
تتمتم عائدة لداخل منزلها الدافئ ..

يوري الذي بقي يفكر لما اختارت نتالي بالضبط لتربطه بها ؟ هي حتى لم تكن ضمن فتية المدارس الذين مروا امام ناظريه ..

ثوانٍ حتى يكتشف انه كان ينظر لجهة منزل نتالي وعائلتها ..يبتسم متذكراً طفولته معها


ويحـل المسـاء ..ويوري يشعر بالبرد في غرفتـه الخاليه..يقرر اخيرا كـ آخر حل لديه..
سيذهب للقمامة الكبيرة في الحي المجاور لعله يجد مايقيه برد الشتاء القارس ..

وعندما يهم بمغادرة غرفته ..يرى والده يجلس على الدرج ..فور سقوط نظراتهما في بعض ينقلب يوري عائداً لغرفته
- الى اين كنت ستذهب ؟ .
والده بصوته الأجش.

- الى الجحيم .

يضحك بخفة من رد أبنه ؛
- تعال للجلوس هنا .. سنتحدث .

يوري الذي يكره الاقتراب من والده ، يرفض ؛
- اشعر بالنعاس ،سأخلد للنوم..

- هل النوم بلا سرير جيد ؟

يسأل والده ..مما يدفع يوري ليلتفت له اخيرا ؛
-جيد جدا..يجعلك تشعر انك في الجنه .

ابتسامة والده التي لم تفارقه تتسع ؛ يهم بالحديث لكن تدعوه زوجته ؛
- عزيزي العشاء جاهز .

ThisIsMyHome حيث تعيش القصص. اكتشف الآن