وحيد وحزين ، كما اعتاد ان يكون
يتكئ على الجدار البارد ويجلس على الارض الباردهيتـأمل الخاتم الملتصق بإصبعه الإبهام
وهو الشيء الوحيد المتبقي له من والدته- يوري !!!
صرخةٌ تجعله يقفز ويقفز قلبه
تهبط الدماء في جسده ويرتفع الخوف الذي لم يفارقه منذ الطفوله ..- اين انت ؟؟ اظهر ايها الشيطان اللعين !!
يلتفت يمنةً ويسره بحثاً عن يد تنقذه من هذا الوضع
ولأنه لا جدوى ..يقرر ان يخرج للمواجهة كما يحدث دائما ..
يقترب منه والده وأنفاسه المتعالية تضرب وجهه ؛
- هل ما قالته والدتك صحيح ؟الف فكرة رقصت في عقل الفتى الصغير ، عن اي تهمة جهزت له زوجة والده الان ، عن اي كذبةً منمقةً أشعلت والده بها ..
- ماذا قالت لك ؟
يبتسم والده ويشد على العصا في يده ؛
- انك حاولت التحرش بها ...؟تتسع عيناه ؛
- غير صحيح ..لم افعل ابي انها تكذب عليك !لكن بدون جدوى ، بدأ والده ينهال عليه ضرباً
بدون ان يستمع لتفاسيره .. بدون ان يعطيه فرصة للعيش- تلك العاهره ليست والدتي ! وانت لست ابي !!!
يصرخ بين دموعه وآهاته ..وبعدما انقلب والده عنه
غير ان ما قاله جعل والده يشتاط غضباً ويعود ليركله بقدمه حتى التصق بجدار المرآب ..- وانت لست سوى شيطان متجسد !
بطـل قصتـنا الصغيرة هذه المرة هو يوري ..
او كما احبّت جدته " رودريغو "
او كما احبّ جده " رويس "اما والدته ، فكـانت مغرمةً بقصة " يوري في الثلج " ولم تطق صبراً حتى حصلت على ابنها الاول وأطلقت عليه اسم البطل من تلك القصه ..
يوري الذي عاش طفولةً جميلة جداً .. حتى توفيت والدته في العاشرة من عمره ..وتزوج والده" جورجينا " عندما كان عمر يوري احدعشر سنه ...
ولم تزر السعادة قلب الطفل الصغير منذ ذلك الوقت ..فـكانت مرةً تتهمه بالتحرش بها وأخرى تتهمه بالتحرش بأخته الصغرى - غير الشقيقه -
ولا تهدأ حتى يصبح جسده هامداً من شدة الضرب ..يتنفس بعمق ..
" لا بأس يوري..ستكون بخير ..هيا انهض "
يحادث نفسه لحثّها على النهوض ، ليزيل الثلوج من الفناء قبل ان يخرج والده للعمل في الصباح فيجدها ..يتأوه بعد كل حركة تسبب له ألماً ..إحدى أصابعه مكسور وقدمه بحالة غير جيده ودمائه تنزف من يديه ..بالاضافة لضربات متفرقه في صدره وظهره
هذا تقريبا ما يحصل على كل يوم ..
يزيل منتصف الثلج فيسقط غير قادرٍ على النهوض
لقد اكتفى..وتألم كثيرا ...وعاش مرّاً ..- يوري !! يوري لقد وجدتك ماذا تفعل هنا ؟
يقبـل صديقه " جيمي " مبتسماً ..لكن لا يلبث الا ان تختفي ابتسامته ويهلع ليوري الواقع ارضا ..
- ماذا حصل لك ؟ ماهذه الكدمات ؟يوري؛
- لقد وقعت من الدرج .يضحك جيمي ساخراً من كذبته ، يحاول حمله
وفي الغرفة الباردة نفسها ..يضعه ارضا ..
- اللعنه هل تنام هنا بدون سرير او غطاء ؟يوري الذي يقاتل ليستجمع نفسه ؛
- انا بخير جيمي دعني سأعود لتنظيف الفناءالا ان جيمي يأبى ؛
- اخرس وكن ساكناً .. سأنظف الفناء ثم سأحضر لك دواءً من الصيدليه ، حتى ذلك الوقت تماسك فقط.رغم خوفه من ان يكتشف والده انه أوكل تنظيف الفناء لجيمي ، ورغم قلقه ، الا انه وافق وبقي ساكناً
على تلك الأرضية البارده .. بين تلك الجدران البارده
وبذلك البنطال الممزق الذي لا يمتلك غيره وتلك الكنزة الصوفيه التي ارسلتها له جدته مطلع الشتاء الماضي ..وعاد يوري...يتأمل الخاتم ..ودون ان يدرك..تنساب دموعه
ربما بسبب الالم الذي سببه له والده..وربما بسبب وحدته وحزنه ..• هذه احدى ايام يوري البارده •
€€'
انتهى البارت الاول من " هذا منزلي "رأيكم بطريقة السرد ؟
رجاء قولوا اذا حابين نستمر معاهاالايام المقبله تحمل المزيد ..شكرا لكم
أنت تقرأ
ThisIsMyHome
Ficción Generalقصة فتى رمى عليه والده عشر دولارات وقال " اخرج من هذا المنزل لم تعد ابني "