وكانت تمـضي الايـام ..يدرك يوري بالطبع ان الخطوة التاليَة بعد ايجَاد منزل -ربع منزل بالاصـح- هي ايجاد عمـل ، فلا يستطيع الاعتماد على مصروف جيمي الذي يعطي إياه والداه للأبد
يخرج يكسو وجهه اليأس .. يبتهج جيمي الذي
يجلس في المقاعد المقابله للمتجر ..
- ماذا ؟ قبلوك ؟ ستبدأ العمل هنا ؟يوري المتجهم ؛
- يقولون انني غير مناسب ...يجلس إلى جانبه على الكرسي الخشبي ..
يتنهد جيمي ويربت عليه محاولاً جعله يبتهج ؛
- لا بأس ستجد عملاً مناسبا انا واثق بهذا !تمر الدقائق وهما جالسين ؛ يتذكر جيمي ؛
- صحيح ..المقهى القريب من منزل والدك يبحثون عن موظف ، الا ترغب بتجربة الأمر ؟يوري ؛
- هل أنت مجنون؟ لن اعود إلى هناك أبداً ..يتمدد جيمي على الكرسي ؛
- تتحدث كأنك في كوكب اخر ! نحن انتقلنا من الحي وحسب !- توقف جيمي توقف لن اعود ولن افكر بالأمر حتى !
- حسنا حسنا ..
يحاول يوري التقاط انفاسه والتفكير بهدوء
جزء منه يصارع جزء اخر يريد الصراخ والبكاء وتحطيم العالم كله وقتل كل الناس ..يعيش وضعاً صعبا لكن يحاول تجاهل الأمر ودفع نفسه ليتزاحم مع الناس ظناً ان ذلك سيساعده في النسيان ..
يقف ؛
- سأتابع البحث بمفردي ..يقبض جيمي يده ؛
- لقد قلت لن اتركك بمفردك !غير ان يوري يدفع يده ؛
- لا داعي لذلك حقاً سيكون من الأفضل ان ابحث بمفردي ، اذهب أنت .يتركه جيمي يذهب بمفرده..
لكنه يسير خلفـه ..مسافة عشر خطوات بينهما .يتوقف يوري ؛
- يمكنك الذهاب حقا ، ارجوك لا تغضبني .يبتسم جيمي مقترباً منه ؛
- أنت فتىً سيء وصاحب مزاج سيء أيضاً ..لكنني احب اغضابك .يتنهد يوري متابعين سيرهما ..
في المساء يكون يوري في غرفته في فناء السيدة تشارلز ...
ضوء الغرفة الصغير الذي احضره له جيمي من مرآب والده هو ما يضيء المكان ..لكن الأمر كان اكثر عتمةً في قلبه حقا ..
دموعه لا تتوقف عن الانسكاب ..كنهرٍ غزيريوري الذي يقطن في الغرفة الصغيرة مختلف عن يوري الذي يكون خارجها ...
شخص مليء بحزن غير منتهي ..مليء بالألم والحقد
يرغب بالذهاب لوالدته لكن قدماه لا تقويان على حمله
تعب كثيراً في هذا اليـوم ...كان شيئاً فـ شيئاً يصاب بالاكتئاب ..تقتله الأفكار المتضاده
يعصره قلبه كلما تذكر وحدته وتخلي اقرب الأشخاص عنه ..ينام كل ليلة على الأرض بدل السرير ..
ربما لكونه اعتاد على ذلك ....صـباحاً ..
كاد جيمي لولا صراخ السيدة العجوز ان يحطم أبواب الغرفه
يهرع يوري نحو الباب ..
- ماذا ؟ ماذا حصل ؟يعانقه جيمي ؛
- وجدتها وجدتها لقد وجدت وظيفة الأحلام !!!!!!يبعده يوري بنفس عميق ..يفرك وجهه بيداه
- لما فعلت كل هذا ؟ جعلتني اركض بدون ان التقط نفساً حتى !!يتأمله جيمي لثوان ثم يقترب ؛
- مهلا..هل كنت تبكي ؟يشيح يوري بوجهه ؛
- كلا لم افعل لقد استيقظت للتو !- إذن كنت تبكي قبل ان تنام ؟
- كلا لم افعل جيمي اتركني وشأني !
جيمي ؛
- لن افعل ! لن اتركك دون ان تخبرني لما كنت تبكي ؟ مالذي يحزنك يوري ؟ لقد وجدنا غرفةً رائعه لتقيم فيها بدون ايجار ولديك عملٌ الان تقريبا إذا لما الحزن ؟يبتلع يوري بدون ان يجيب ..
هنالك جواب..لكنه ابتلعه .بعد لحظات صمت يعود جيمي لعادته مبتهجاً ويصرخ بسرور ؛
- كما أخبرتك لقد عثرت على وظيفة لصديقي العزيز !!!!!يوري الذي يغسل وجهه ؛
- مانوعها ؟- ستوصل طلبات مطعم العائلة الصينيه.. في الفترة المسائية وحسب .
- كيف عثرت عليها ؟
جيمي يتمدد على سرير يوري ؛
- لقد قابلت العم بيك اليوم وأخبرني ان ابنه الأكبر اصبح يعاني من ضغوطات ولا يستطيع التركيز على دراسته وايصال الطلبات في نفس الوقت وأخبرني ان كنت اعرف أحداً للعمل وبالطبع رشحتك !- كم الأجره ؟
جيمي ؛
- لا أعلم ، لكنهم سيعطونك دراجةً وأنت تتنقل بها !يبتسم يوري ؛
- حقا ؟ رائع جدا ..شكرا صديقي العزيز .يتجه للخلف خالعاً قميصه ليبدله بقميصه الآخر ؛
جيمي الذي ينظر لظهره ؛
- لازلت لن تخبرني لما بكيت ؟عوضاً عن الإجابة ..يصمت يوري ...
صمته جعل جرس الحيرة يدق في رأس جيمي ..الذي ابتسم وابتهج كما العادة ..
€€'
أنت تقرأ
ThisIsMyHome
General Fictionقصة فتى رمى عليه والده عشر دولارات وقال " اخرج من هذا المنزل لم تعد ابني "