اجتماع وشفافية

579 55 703
                                    


-صوت تشغيل آلة التصوير-
-مشهد صامتٌ يوضّح تناقل آلة التصوير بين الأيادي، صوت همساتٍ يظهر فجأة ثم افتراق-

ساعة حائط خشبية اللّون والمادة قديمة يسقط بندولها -متوسط الطول- يتمايل للجانبين متراقصًا ببراعة، يثير انتباهنا مع كل حركة، يتحرك عقرب الساعة -مقتربًا من الثانية عشرة ظهرًا- يصدر صوتًا ينبض بآذاننا.
تيك توك...تيك توك...تيك توك.

صوت أُقلّده من شدة الملل والأرق -اللذان نعاني منهما-، فإن وصفت مشهد رفقائي الآن؛ ستنتقل عدوى الملل -الذي نشعر به- لكل من يشاهد

كرجند جالس كالعادة على أريكة -تحتل جانب من جوانب الغرفة- يمسك بكتاب سميك الغلاف ثقيل المحتوى من النوع الذي أجده مملًا
يقرأ فيه كعادته، وبجانبه كوكب ينظر بنفس الكتاب مع تعابير مضحكة على وجهه

أما أودين فأجزم أنها أخذت آفيا وآيتي قهرًا؛ لتضع لهما بعض مرطبات وملمعات البشرة.
كاتنيس جالسة أمام أحد الحواسيب، ربما تناقش طلبًا ما مع أحد المتابعين، وبجانبها يحتل سيث مقعدًا أمام حاسوب آخر يناقش صاحب طلب بتركيز وإتقان، تمامًا كما تفعل زبرجد بنشاط.

ديسمبر ورقائق الذرة وسديم جالسات على الأرض، متربعات ويلعبن الورق بتركيز، إكمار جالسة مع غسق تثرثران في أمور الفتيات، وربما أمور الرجال -لا أحد يعلم حقيقةً-، أما داتو تجلس بجانب مارس -التي تحاول بث التعاسة في روحها بكلماتها الكئيبة كالمعتاد-، والمشكلة هنا أن داتو تستمع لها بتركيز.

رباه! هل سيستمر هذا الملل طويلًا؟ يجب أن يضع أحدهم حدًا لهذا الملل، أحدهم..أين أنت يا أحدهم؟
لكن يبدو أنني سأكون هذا الـ أحدهم، فقد ظهر مصباح مضيء فوق رأسي. هششته بسرعة ليختفي قبل أن يراه أحد ويعرف بخطتي الرائعة، حينها نمت ابتسامة صفراء على ثغري، ولم أضيع المزيد من الوقت، جلبت بالونة -كبيرة حمراء اللون كما أحب-، نفخت بفوهتها حتى أصبحت أكبر حجمًا، ثم تحركت قدماي مقتربتين من الأريكة في ركن الغرفة.

أجل أجل الأريكة؛ حيث كوكب و كرجند يجلسان و قدماي تقتربان ببطء من المرمى، والهدف أصبح قريبًا مني، على الشمال أرى تشجيعات ديسمبر، رقائق وسديم لي، يحركن أياديهن بتشجيع و نظرات اللهفة تغزو أعينهن، وعلى اليمين نظرات التوتر من غسق -التي بدأت تتلو آيات القرآن المحصنة-، و نظرات الخبث من داتو وإكمار، المرمى يصبح أقرب وأقرب مني، وكاتنيس تتراقص بحاجبيها بحماس، تركت طلبها وبدأت تنظر لي مثلما فعلت زبرجد، جاءت أودين تهز رأسها للجانبين بـ "لا تفعلي" ولكن أخشى أن الأوان قد فات... وووو تسديدة أكثر من رائعة في المرمى وبووووم...

فرقعت البالونة بجانب أذن كوكب، الذي اتسعت حدقتاه وقفز عن مكانه كالكنغر قفزة كان رأسه سيصطدم فيها بالسقف، وهل قلت كوكب! أقصد كوكب وكرجند قفزا معًا ككنغرين لطيفين، من صوت الفرقعة المفاجئ، استغرق الأمر دقيقتين ليفيق كوكب من المفاجأة، فنظر لي بسخط ليهتف متسائلًا:

سفر الولوجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن