تباعدٌ ولقاء

239 40 62
                                    

"وما كل صديقٍ صديق، ولا كل العائلاتِ عائلات".

ملل، صمت، هدوء… ما هذا؟
جميع الأعضاء مشغولون بأمورهم الخاصة وهناك من يخطط للتآمر، وعمل كوارث أخرى إنهم كتلة كارثية تتحرك في الأرجاء ذلك الثلاثي المنحوس.

سأذهب لغرف فرق الربيع للمطالبة بعمل، أربعة أبواب فتحت، ولا زالت الغاية لم تتحقق أمشي بتثاقل أحرك يداي بعشوائية قبل أن أسمع صوت أتى من بعيد... إنه الأرملة أقصد كرجند.

"سيث توقف يا رجل تعبت منك، لدي عمل لك لا أدري ماذا حدث للكاميرا؛ مكان قرص الذاكرة لا أستطيع فتحه، وأعتقد أن السبب من وقت أخذ الثلاثي النحس لها عندما سقطت منهم "
قالها وهو يتنهد من فعلهم، ألم أقل لكم إنهم كارثة!

"وقد رأيتني بلا عمل ومتفرغا لذا تود استغلالي، كم تدفع؟".
"عند عودتك سيتم التفاوض".
ليردف سيث: "لا أثق بك".
"ولا أنا"، أجابه الآخر مبتسمًا.

«جيد اتفقنا» قالها سيث وهو يتناول منه الكاميرا ذاهبًا لإصلاحها.
• • •
"هذا المحل مناسب، لكنه يبدو مغلقا!".
"ليست هناك لافتة تدل على ذلك"، قالها محاولًا الفهم.

بدأ بإحداث طرقات على الباب بلا ملل، أحياناً تحولت لطبول بسبب تغير إيقاع الطرّق بين كل واحدة وأخرى...
لحسن الحظ أوقفه إيقاع مختلف فوق رأسه من صحيفة يحملها كهل قد أخذ الدهر منه استقامة ظهره، وكمال أسنانه، وكثافة شعره، ولم ينال من طيبة ملامحه.

«ألا تستطيع النظر أيها الأحمق، انظر أسفل قدمك؛ مكتوب بالخط العريض - مغلق - عجباً لشباب هذا الجيل، هل تم فطامهم على الغباء، والتسرع!»، قالها الكهل متذمراً.

«فلتعذرني يا عمي لكن هل يمك..»
«حسناً حسناً هاتها» ما بال هذا الكهل كنت أشرح له ك...
قمت بتسليم  الكاميرا، وسردت له ما بها؛ ليردف متفحصًا إياها:  "يمكنك العودة بعد ساعة...".

في محاولة للسير لأقرب مقهى، طالعني الحي القديم الذي أسير به، وأخبرني بذكرياته؛ بعض النقوش فوق الحوائط تحمل قصة حب، وأخرى تعكس روح فنان، وثالثة مقالب بين الأصدقاء.

انتهى بي المطاف لمقعد أمام بحيرة، بجواره لافتة حدثتني بما سطر عليها قائلة لعيني «أنا الحنين، والذكرى تداعبني» خللت ذلك الشعور للعقل متذكرًا، وتنهيدة الحنين تفعل فعلتها بي، وابتسامة الشفاه غمغمت بجمال الذكريات؛ يبدو أن هذا المكان آلة زمنية للمشاعر.

أشياء كثيرة عَبَرِتُ خلالها، لكن أوقفني ذلك التاريخ السابع من تشرين الأول للعام الماضي _2018_

أتى إشعار لي بقبولي في فريق الإبداع، وبعد يومين، أو ثلاثة بدأ التدريب، أذكر ذلك اللغز الذي طرحه قط علينا:
«طاولة خشبية بأربعة أقدام، تحمل فوقها زهورًا... فما هي؟»

سفر الولوجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن