ومرت ايام الكورس...وكم مرة صادفت شاهيناز جاية لعادل ..اقعد مرات احلل في شعوري ناحيتها ..هل بكرهها ولا بس بحسدها وبغير منها؟ في الاخر وصلت اني ليه اكرهها؟ هي ما عملت لي شئ عشان اكرهها ..عادل ما كان اصلا حقي وهي اخذته مني...بقيت بقعد اعاين ليها بس.. شنو فيها يا ربي الجذب ليها عادل؟ جمالها ولا رقيها واناقتها ولا شنو؟ مرات اسأل نفسي يا ربي عادل وصل بيتهم واتكلم مع اهلها ولا لا؟ عندنا في البيت مافي زول قاعد يجيب سيرة لموضوع زي دة ..حتى عبير بعد المرة الاولى ديك ما ذكرت الموضوع تاني ...
المهم واصلت في الكورس على نفس المنوال وعلاقتي اتوطدت بسهى و مهيد وبقينا نحن التلاتة طوالي حايمين مع بعض ...و بنراجع مع بعض... وبرضه معرفتنا زادت بسهام اخت سهى وشلتها.
في يوم الصباح بعد لبست نازلة على المطبخ لاقيت عادل نازل السلم... صبح علي وجاء داخل المطبخ بوراي...
لما دخلنا سمعنا صوت بكاء وجوطة جاي من برندة المطبخ البرة ....نحن الاتنين وقفنا لحظات مخلوعين بعدين طلعنا على البرندة لقينا خالتي عشة ونجوى بنتها ..نجوى كانت بتبكي وامها كانت بتكورك وتهرج ...لما شافونا انا وعادل خالتي عشة سكتت.... لكن نجوى واصلت تبكي...
نجوى طبعا اتزوجت وولدت ولد وبنت... وبعداك زوجها مشى غرب السودان و اخباره انقطعت عنهم فترة يمكن سنة كاملة.. بعدين فجاة جابوا ليهم خبره قالوا مات... و نجوى اترملت وهي صغيرة بقت ماسكة اولادها براها ...ورجعت تشتغل عندنا في البيت تاني ...
اها عادل لما شاف المنظر القدامه دة قال ليهم ( الحاصل شنو؟ مالكم؟...) الاتنين سكتوا ما ردوا ...
انا اتلفت على عادل قلت ليه براحة (دقيقة ...)
مشيت قعدت جنب نجوى و ختيت يدي في كتفها و وقعدت اهدي فيها ...شوية شوية بدت تروق قلت ليها براحة (نجوى ..استهدي بالله..في شنو ؟ ...)
طوالي نجوى عاينت لامها و اتلفتت علي وقالت ( اهل المرحوم راجلي...امه وابوه...قالوا دايرين العيال...)
قلت ليها ( دايرنهم كيف يعني؟؟عايزين يشيلوهم منك يعني؟..)
حاجة عشة قالت (لا ..ما بشيلوهم...قالوا دايرنهم يجوا يقيلوا معاهم من اسبوع لاسبوع...)
عادل قال ليها ( طيب الكلام دة المشكلة فيه شنو؟ بتبكي ليه يا نجوى؟...)
نجوي قالت ليه ( انا ما بخلي عيالي يمشو ليهم ....)
انا استغربت وقلت ليها ( يعني حسع اولادك اصلو ما بمشوا لجدهم و حبوبتهم ؟...)
قالت لي ( ايوة ما بمشوا..والله ما اخليهم يشوفوهم كله كله ...والله بالمحكمة ما اخليهم يشوفوهم..)
انا استغربت زيادة و عاينت لخالتي عشة قامت قالت ( زمان لمن ابوهم مشى خلاهم سنة كاملة مافي زول اشتغل بيهم ..حسع بعد مات جايين عشان يشيلوهم..والله ما نخليهم اصله...)
عادل قال ليها ( لكن يا خالتي عشة ديل اهلهم ومن حقهم يشوفوهم..)
وانا بسمع في الكلام دة جاني شريط حياتي قدام عيوني... واحساسي البحسه وانا بعيدة ومنقطعة من اهل ابوي ..طوالي قلت لنجوى ( يا نجوى انتي ما تعايني لنفسك بس ..عايني لاولادك كمان ...ح تحرميهم من اهلهم؟ عايزاهم يكبروا يلقوا نفسهم من غير اهل ابو وراهم؟)
قالت لي( عيالي ما محتاجين لي اهل ابوهم....كفاية انا واهلي ما هينين وما بنقصر فيهم...)
قلت ليها ( لكن انتي ما تقرري عن اولادك ..ومهما قلتي الدم ما ببقى موية ...بعدين برضه ختي نفسك محل جدهم وحبوبتهم ديل فقدوا ولدهم و كمان يفقدوا اولاده و هم حييين..)
قالت لي بانفعال( لو صحي اولادهم مالهم ما سألوا منهم لما ابوهم مشى خلاهم؟..سنة كاااملة.)
قلت ليها (انت ما عارفة ظروفهم في الوقت داك كانت شنو....يمكن كانوا خجلانين عشان ولدهم مشى...لكن حسع ما دام هم مدوا ليك يدهم عايزين يتصالحوا و يشوفوا اولادهم ما تحرميهم...حرام.يا نجوى.)
نجوى سكتت ساكت وانا واصلت ( اولادك ديل لو كبروا وعرفوا انو اهلهم كانوا عايزين يشوفوهم و انت حرمتيهم منهم ح تقولي ليهم شنو؟ ...)
لما لقيتها ساكتة برضه واصلت (ح تتحملي انه اولادك ما يسامحوك انك قررتي عنهم وحرمتيهم من اهلهم ؟...انه اهلهم كانوا عايزين يتواصلوا معاهم و انتي رفضتي)
رفعت راسها وقالت ( انا خايفاهم يقلعوا مني عيالي...)
قام عادل طوالي قال ليها ( بالعكس لو انتي وافقتي ووديتي الاولاد ح تكسبيهم و تتجنبي المشاكل..واصلا مافي زول بقدر يقلع اولادك منك، البلد فيها قانون..وما في حاجة تخليهم يشيلوا اولادك منك اذا انتي بتسمحي ليهم يزوروهم و يتواصلوا معاهم ..)
عاينت ليه مسافة و دموعها جارية وقالت ليه ( انت شايف كدة ؟؟؟؟)
عادل بعد كان جنب الباب اتحرك عليها وجاء وقف جنبها (ايوة ..احسن طوالي تمشي ليهم..حتى ما تنتظري انهم يتصلوك بيك هم تاني....انتي طوالي اتصلي بيهم ووريهم انك جايبة ليهم الاولاد)
وعاين لخالتي عشة وقال ليها (و لو حصلت اي مشكلة طوالي كلميني...) خالتي عشة قالت ليه كويس، وقالوا خلاص العصر يمشي خال الاولاد يوديهم لاهل ابوهم..
انا وعادل شربنا الشاي سريع عشان اتاخرنا وطلعنا على الجامعة،....
في الطريق عادل قال لي( كويس نجوى اقتنعت سريع ..ما عاندت ..كانت ح تعمل مشكلة مافي ليها داعي)
واتلفت عاين لي سريع كدة وقال ( دة كله عشان الكلام القلتيه ليها ... كلامك معاها كان تمام في الصميم ....ما قدرت تقول شئ..)
انا زي عادتي كل ما عادل يشكرني غمرتني السعادة دنقرت وقلت ليه ( كله دة عشان كانت خايفة يشيلوا منها اولادها..ما فكرت في النتائج ح تكون شنو لما تحرم الاولاد من اهل ابوهم ...)
شعرت بعادل اتلفت عاين لي سريع من غير ما يتكلم و بعدين تاني سكت ساكت ما اتكلم،... شعرت بيه طول الطريق لغاية ما وصلنا الجامعة زي الباله مشغول و بفكر في حاجة.
بعد خلصت الحصتين الاوائل مشيت لعادل للفطور....اثناء ما قاعدين نفطر كان ساكت ما بسأل فيني زي عادته عن الحصص..بعد خلصنا فطور وقمت عشان امشي عادل قال لي ( ايمان في حاجة كدة ما عارف من حقي اتكلم فيها ولا لا..لكن والله شاغلة بالي من زمان ...كم مرة فكرت اتكلم مع ابوي او خالتي سمية لكن حسيت الموضوع حساس وسكت منه....لكن الليلة موضوع نجوى دة شجعني اتكلم ...)
انا قعدت تاني وهو سكت شوية كدة وقال لي (انا عايز اتكلم معاك عن اهل ابوك..ولو حسيتي انك ما عايزة تفتحي الموضوع دة ما عندك مشكلة انا ح اسكت)
انا اصلا كنت ختيت يدي في قلبي لما شفته متردد وهامي كدة قلت يا ربي الحاصل شنو؟ طوالي قلت ليه ( لا مافي مشكلة ابدا)
سكت شوية كدة وقال (انا ما عارف يمكن اكون غلطان ..لكن انا ما شايف اي تواصل ليك مع اهل ابوك ..احتمال يكون في وانا ما عارف ..لكن الظاهر لي انهم ما قاعدين يجوك و لا انتي بتمشي ليهم... ولا حتى شايف اتصال بتلفون ...الحكاية دي شاغلاني من زمان ...و دائما كنت بسال نفسي هل ممكن يكون زواج خالتي سمية من ابوي هو السبب و لا شنو؟ ..) وسكت وعاين لي منتظر ردي..
انا اتنهدت كدة وقلت ليه ( ابوي الله يرحمه اصلا غريب ما مننا.. و اصلو التواصل مع عمي وعماتي كان بسيط بحكم انهم بعيدين .. ..لما امي جات تتزوج بعد وفاة ابوي، جدي الله يرحمه مشى ليهم وما كان عندهم اي اعتراض ..بالعكس يمكن يكونوا رحبوا بالفكرة بحكم انهم بعيدين و ما بقدروا يهتموا بي ويراعوني....)
انا سكت شوية كدة.. دي ياها الحاجة الكانت حازة في نفسي و مزعلاني وخالاني حاسة اني ناقصة و دايما كاتماها في قلبي..حسيت اني عايزة افضفض واقولها لعادل لانه شعر بي..
رفعت عيوني وقلت ليه ( رغم اني عازراهم عشان البعد و المشاغل ....لكن ما كان بضر لو انهم مرة مرة اتذكروني بزيارة ولو حتى باتصال تلفون ...انا ما محتاجة منهم قرش ولا شئ ..بس يحسسوني اني بنتهم ومنهم )
سكت شوية وقلت ليه ( انا مرات بحس ان امي عايزاني اتواصل معاهم لكن بس منتظرة الخطوة الاولى تجي منهم هم...)
عادل عاين لي مسافة ..و في الاخر قال لي ( ورغم كدة ...او يمكن بسبب كدة... انتي الليلة شجعتي نجوى عشان تودي اولادها لاهل ابوهم؟)
قلت ليه ( ايوة..نجوى ما عارفة انه دي نعمة كون اهل اولادها عايزين يشوفوهم ويلموهم عليهم وكيف ان دة ممكن يأثر على اولادها ..مهما حصل زمان ...)
وحسيت عادل ساكت و بعاين لي باعجاب بعدين قال ( ربنا يكملك بعقلك يا ايمان ...)
وشعرت بقلبي اتملا بالفرحة و ابتسمت ودنقرت وقمت استأذنت عشان امشي لباقي الحصص..اليوم داك كنت شاعرة اني طايرة من السعادة ...كون انه عادل حس بحاجة فيني ما كل الناس جايبن خبرها ..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
