١٢

516 15 0
                                    


اليوم القبل عرس عبير كان يوم متعب شديد... انا وايناس قلنا نجهز قدر ما نقدر حاجات يوم العرس... عشان نقدر نطلع على الكوفير بدري لاننا ح نكون شباين مع 3 بنات من اهل عبير ....
عبير عاملة ليها تصميم لزفة فيه 5 شباين بنات... و 5 اولاد ..اختارت ليها اولاد شباب من اهلها واهل ناجي و اختارت لينا القماش والتصميم بتاع الفساتين و اختارت لون البدلة للاولاد....
قبل كم يوم من العرس عبير قالت لي ( يوم العرس تجي الكوفير من بدري ان شاء الله ..انتي الشبينة الرئيسية...اعملي حسابك من حسع ما تمشي تغطسي لي في الخدمة ..انا عارفاك...)
يوم العرس الفطور والغداء ح يعملوه طباخين ... ومعاهم ناس سيرفس ح يغرفوا ويوزعوا للناس... عشان كدة ماح يكون في شغلة كتيرة..
لكن اليوم القبل العرس كان في تجهيز العدة.. وعدة فطور العريس... و حاجات العقد... و البيت كان ملان ناس ...ونحن واقفين في الفطور والغداء و العشاء ...لما جات الساعة 9 بالليل كدة انا خلاص حسيت بنفسي ما قادرة اقيف على حيلي من التعب ...لكن خلاص طلعنا اخر صينية عشاء ...
كنا في المطبخ انا وايناس.. ومعانا خالتي عشة و بناتها نجوى وازدهار... قاعدات يلموا في عدة العشاء..امي ومعاها باقي النسوان كانوا مع الطباخين في برندة المطبخ البرة..انا قعدت كدة في كرسي و تكلت راسي علي ظهر الكرسي و غمضت... و ختيت يدي في وشي حاسة جسمي بنتح من التعب...
فجاة سمعت صوت عادل جنبي قال بانفعال ( ايمان ...مالك؟ )
انا ما حسيت بيه لما دخل... فتحت عيوني لقيته واقف يعاين لي بقلق...قبل ما ارد خالتي عشة طوالي قالت ليه ( والله الليلة من الصباح ما قعدت واقفة على رجليها ...الله يديها العافية ..تعبت شديد..)
عادل قال لي ( قومي خلاص امشي نومي ..تاني في شنو؟...)
قلت ليه ( لو في زول عايز عشاء ولا حاجة....)
قاطعني ( مافي زول تاني عايز عشاء..لو في ح انادي ناس نهى و سلمى ) نهى وسلمى ديل بنات خالته ..
انا قاعدة اعاين ليه قال لي ( ايمان ..قومي من قدامي..ما عايز اشوفك في المطبخ دة....) قمت براحة ايناس مبارياني..
من انتهت الامتحانات وعادل بدأ يتغير دي اول مرة احس بيه رجع يتفاعل معاي تاني ...لكن من التعب العلي ما قدرت افسر دة شنو... و اول ما طفينا النور ورقدت نمت طوالي...
تاني يوم ..يوم العرس مر سريع ...انشغلنا بالفطور... و في نسوان مشوا ودوا فطور العريس... ما شفت عادل من قريب لكن لمحته من بعيد مع الرجال كانوا برة في الخيمة ....بعد صلاة الجمعة عقدوا ...و تعالوا شوفوا البكاء ...خالات عبير قلبوه بيت بكاء عديل ..سكتوهم يا الله ...وانا افكر يا ربي عبير عاملة كيف؟
بعد داك بدا الغداء ما كان عندنا شئ نعمله غير بس نقيف مع ناس السيرفس..في عز الزحمة دي جاء انور يفتش لي وقال لي ( عبير قالت لي اجيبك من يدك ...ولو ما جينا في خلال نص ساعة قالت بتجي هي بنفسها تسوقك...)
مشينا انا وايناس سريع شلنا هدومنا وحاجاتنا وطلعنا معاه ...
انور وصلنا الكوفير و لقينا عبير قاعدة على اعصابها ما راقت الا لما شاقتنا جايين...بنات اهلها الشباين التانين كانوا جوا من بدري ...باركنا ليها العقد و استلمونا البنات بتاعات الكوافير.
الفساتين بتاعتنا كانت لونها كبدي غامق و لاني لوني بين بين... يعني ولا سمراء شديد ولا بيضاء شديد لون الفستان كان جايي معاي رهيب ..في اتنين من الشباين ما لبسوا طرح لكن انا وايناس وواحدة تانية اصرينا على الطرح مع انه عملوا لينا شعرنا حلو..
البنت البتعمل المكياج قالت لي حواجبك حلوة وغزيرة ما بتحتاج اعمل ليها اي شئ بس ح اواسيها شوية و الميك العملته ذاته خفيف....وكلنا بعروسنا طلعنا رهيبات ...
بالليل العريس جاء ومعاه انور ...و معاهم الاولاد الح يمشوا معانا في الزفة ... واحد من اولاد الزفة ديل اسمه صلاح ولد خالة ناجي العريس كان بقرأ في اخر سنة في الجامعة .. طويل وقيافة.... ومن ما شافني بقى متلحني و يخفف في دمه ويتظارف معاي... انا بس طانشته ...
انور ساق العرسان في عربيته... و نحن الباقين اتقسمنا على عربيتين.... صلاح اصر اني اركب في العربية السايقها هو ...و البنات قاموا كلهم يتبسموا ...و انا شعرت باحراج لكن ما قدرت اقول حاجة... ركبت معاه عشان بس ما اعمل شوشرة مافي ليها داعي.
لما وصلنا الصالة اول ناس لقيناهم واقفين جنب الباب بستقبلوا في الناس كانوا امي و عمي علي و عادل ...رغم عني عيوني مشت على عادل... كان لابس بدلة فل سوت رسمية... ووسيم وسامة عجيبة... و لقيته هو ذاته بعاين لي... و حسيت بقلبي يضرب ودنقرت طوالي...
بعد انتهت الزفة تلفوني ضرب لقيتها دي سهى صاحبتي.....قالت لي هي واختها الصغيرة جايين على الصالة بامجاد قربوا يصلوا .....قلت ليها (خلاص انا بطلع ليكم برة في مدخل الصالة عشان ادخلكم ...)
طلعت سريع على الفسحة القدام الصالة ماشة على الشارع .....حسيت بزول ماشي براي اتلفت لقيته دة صلاح ود خالة ناجي العريس ..جاء علي وقال لي ( شنو يعني فاتحة لينا؟ ...ماشة وين ما بدري ياخ؟ ...)
انا زهجت منه لكن مسكت اعصابي وقلت ليه براحة ( منتظرة صاحبتي جاية...)
جاء وقف جنبي وقال ( وصاحبتك دي يا ربي حلوة زيك كدة؟ ...)
كنا واقفين في طرف الفسحة حتة ظلام كدة و جنبها شجر وهو بتكلم كان بقرب مني شديد .....قرب يتلصق فيني عديل ....انا اتخلعت من كلامه ومن تصرفه وخفت كمان... وقبل ما ارد عليه حسيت بزول جاي علينا حمدت الله... واتلفت القاه دة عادل وصاري وشه.....قال لي بنهرة ( ايمان ..بتعملي في شنو برة هنا؟...)
وقعد يعاين لي مرة و لصلاح..وحسيت بالجو مكهرب... صلاح برضه شكله احس بكدة لانه سريع قال ( عن اذنكم ..) واتحرك باتجاه الصالة ...
عادل عاين ليه من غير يتكلم معاه... و اتلفت علي تاني و بنفس النهرة قال (انا سألتك سؤال... دة شنو البتعملي فيه دة؟....اصلو ما توقعت الحاجة دي منك انت بالذات يا ايمان ...)
انا من الخلعة لمن غلبني اتكلم ....وهو اصلا ما اداني فرصة طوالي واصل بنفس نبرته بتاعة الغضب ( انتي ما عارفة صلاح دة شنو؟ كيف يعني تطلعي تقيفي معاه في مكان زي دة؟...ما فكرتي الناس ممكن يقولوا شنو؟ على الاقل هو ولد ما بهمه ..لكن انتي...)
انا الصدمة خلتني بس اعاين لعادل ..دي اول مرة يرفع صوته علي من جيت بيتهم وانا طفلة ..حتى لما كنت اغلط زمان كان بتكلم معاي براحة ويوريني غلطي.....لكن دي اول مرة اشوفه زعلان كدة و يشاكلني..والحز في نفسي اني انا ما غلطانة ...
قعدت امسك في دموعي بالقوة و قلت ليه بصوت مخنوق (عادل ...انا طلعت هنا منتظرة سهى جاية..هو جاء لاحقني ...عادل انت عارفني ما بتاعة حركات زي دي.)
عادل وقف دقايق كدة من غير ما يتكلم.. تاني غمض عيونو و خت يده في جبهته يدعك فيها وقال براحة (استغفر الله العظيم...)
سكت تاني شوية وفتح عيونه واخد نفس طويل وقال لي (ما عارف اقول شنو يا ايمان ...معليش انا انفعلت معاك... ...)
انا ساكتة ما قلت شئ، وهو واصل ( لكن دة بس كله من خوفي عليك . انت لسة صغيرة..انا ماعايزك تتسرعي في الحاجات دي ....وقتها بجي و تكوني كبرتي و فهمتي الحياة و الناس ..وبصراحة صلاح دة اصلا ما الزول البتمنى انك تكوني عندك معاه علاقة...)
انا اخدت نفس كدة وقلت ليه ( عادل انا ما ناوية يكون لي علاقة مع صلاح .. ) وفي سري قلت (لا مع صلاح ولا غيره ...) وواصلت بصوت عالي (انت عارفني انا ما من النوع البدخل في علاقات ساي كدة ومع اي زول نظام لعب و تجربة وكدة..عشان كدة ما في داعي انت تخاف علي ...)
عادل اخد نفس وقال ( والله انا عارفك يا ايمان ...لكن رغما عن كدة ورغما عني ...) سكت كدة كانه ما قادر يعبر عن نفسه.. ما عارف يقول شنو..
و في اللحظة دي بالذات جات امجاد وقفت و نزلوا منها سهى واختها ..عادل ما قال حاجة و انا مشيت عليهم وسلمت عليهم و انا بحاول ابتسم واظهر اني طبيعية بالقوة.... لكن كنت لسة مهزوزة من انفعال عادل فيني..... سهى واختها جوا سلموا على عادل وباركوا ليه و دخلنا الصالة خلينا عادل واقف في محله..
يتــــــــــــبع

حبيبي دائماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن