يـَعـزفـونَ على اوتَـار احـْزانـِهم

فرغت قلوبهم واصبحت هاوية

تخلت السعادة عنا منذ سنين تركتنا ليأكل الحزن أوصالنا لم نعرف طريق له
لم تنتهي ليلة الا رأيتهم يبحثون عن سبيل لأخي
عن ميت تحت التراب

تبكي كل ليلة عسى ان تنطفئ نار قلبها لكنها لم تكن تفعل شيئاً سوى احياء جراحها
عن قلب أم اتحدث

لا يترك يوماً الا وأهلكَ رئتيه بالتدخين
يقف خفية ليسمع صوت بكائها
كان ذلك يزيد وجعه وجعاً
عن قلب اب احب ابناءه ليموت حباً بهم

اكتفيت من النضرِ شبعتٌ حزناً هذه الليلة ايضاً
ندهت ابي بغاية ان يلتفت لي
جسده ضعف وقوته انهارت
جمعينا متنا معه بتلك اللحضة
التفت لي كنت اريد اخباره بعودتي للعمل فقد انتهت مدة الاجازة لكنه سبقني بطلبه للكلام معي
سحبني لغرفة بعيدة عن امي فلا يريد قطع كلامها لصورة اخي التي لم تفارقها تقريبا
لقد لاحضت بطئ خطاه كمن لو كان يحمل العالم على منكبيه جلس بصعوبة ليأخذ نفسً طويل
اجلس حسام الكلام لا يتحمل الوقوف
اخافني كلامه طريقته بالكلام لم تكن تبشر خيراً
حسام اريد منك الزواج يكفي حزناً افرح قلب امك قبل موتها
صدمت ابي احب امي لدرجة خوفه عليها من نسمات الرياح فكيف يقول ذلك بتلك السهولة
هل حصل شئ لها لم تتحدث بتلك الطريقة انا متأكد من حدوث شي
نهضت وانا اصرخ اصبحت فكرة موت احد اخر مثل موتي صرخت بأسم امي اردت ان استفسر منها شيئاً ابي لن يتحدث بسهولة
توقف حسام اترك والدتك في سبيل حالها
لم يحدث شي لها
ارتحت وقفت متصنماً اعيد كلامه برأسي
ماذا تقصد بالزواج ولم تمر سنه على موته
كيف يريد ذلك هل من مات قليل الشأن لديه
بل مرت تسع اشهر متنا بها كل ليلة
امك تموت حسام اعد الحياه لقلبها
كان الحق معه في كل كلمة لكن كيف ارضى
اخي كان قطعة من روحي كان نوري في الحياه

لكن ابي

بدون لكن حسام وافق وأي فتاة تعجبك سوف نذهب لخطبتها غداً

لم يترك لي خيار ولم اترك لنفسي المجال وافقت وانتهى الامر اعلم بأن الامر صعب عليه هو الاخر
اتصل على عمي ليخبره برغبتنا لخطبت ابنته

الألم يعتصر قلبي
لم نخبر امي بالموضوع ولا اعلم متى ينوي ابي اخبارها بالفعل لقد مرت ثلاثه ايام منذ تلك اليلة
واليوم سنذهب لخطبتها
ابنت عمي لم اراها منذ مدة لكني لازلت اتذكرها منذ الصغرِ كانت لطيفة بتصرفاتها قوية بافعالها تفرض شخصيتها تتسم بالعناد لمن كرهتهُ كانت مبعثرة مشاغبة تحب التمرد
ابتسمتُ على أوابل الذكريات التي مرت علي كشريط فلم
لم اتوقع الزواج منها هي بالذات
سمعت صوت زغاريط امي وهي تدخل لي
ضحكت من قلبي
لاقبل رأسها ويدها واخذها بين احضاني
دموعي بالفعل تمردت انسابت على خدي لم اتوقع ان تعود للضحك بعد كل الذي حصل
تكلمت بصوتها المبحوح اثر البكاء
ارأيت من تزوجت بالنهاية حسام كنت تتحدث عنها طوال الوقت بالسوء لم تعجبك ابدا
لما لم تقل لي انك تحبها
أصبحت تحب من وراء ضهر امك
سأربيك من جديد بعد زواجك
بقيت صامتاً طوال حديتها لم اشاء قطع ابتسامتها التي تتخلل لحديثها طوال الوقت اشكر ابي لكذبهِ عليها باني احبُ ابنت عمي امي تحبها لا بل كانت تتحدث عنها طوال الطريق لهم لم تترك شيئاً الا وقالته
وصلنا لتدخل امي وهي تزغرط
ابي لم يتحمل لتنهار دموعةُ بين لحضة واخرى
من منا يصدق عودة ضحكة امي
وتخليها عن لباس السواد لهذه الليلة
دخلت ليزداد صوت الزغاريط علواً صوت افراحهم التي لم تكن تتواجد صوت ضحكاتهم التي انعدمت
انا سأكون مستعدٌ لاحيائها حتى لو كان
في سبيل قتل سعادتي