الحلقة الثانية 2

332 14 2
                                    

  السجين
الحلقه الثانيه

رغم تعلقه الزائد بوالدته ولكني لم أعد أبالي بشيء بعد عمرو، كما أن والدته بررت لي شدة إرتباطه بها بأن أبوه مات وهو صغير وهي رفضت الزواج من أجل تربية أبنائها وكانت تخص علاء بالتدليل لتعوضه حرمانه من والده الذي لا يتذكره .
تم الزواج و إكتشفت حقيقة علاء إنه بلا شخصية ، كان إرتباط علاء بأمه يفوق تصوري يبدو أنه إرتباط مرضي حتى فوجئت به ليلة زواجنا إكتفى بتقبيلي وبدل ملابسه ونام حتى تأكد من نومي فتسلل من غرفتي خارجا لينام بجوارأمه كماتعود وتكرر ذلك كل ليله تقريبا ولم تكن امه تمانع لشدة حبها له وتعلقها به، لم يغضبني ذلك بالعكس أراحني من عبء تمثيل الحب والقيام بالواجبات الزوجيه التي كنت أحمل همها واتمنى من الله ألا أقوم بها ويبدو أنه إستجاب لي سريعا. كان علاء طفل كبير طيب وحنون وسريع الغضب ويسهل إرضاؤه بكلمه طيبه أو بطعام يحبه لذا لم أكرهه بل عطفت عليه لأنه كان ضحية تدليل أمه له بعد وفاة أبيه مما أفسده وصار مرتبطا بها بشكل مرضي ويبدو أن ذلك النوع من الإرتباط كان يعوضها فقدها لزوجها، فهي من تأخذ كل القرارات الكبيرة والصغيره في شئون البيت وكل ما يخص علاء بل وكانت تتولى أمور المحل في غياب عمرو، أما عمرو- كما علمت منها- فهو رجل من صغره رباه جده لوالده أكثر منها وحرص على أن يكون رجلا ليرعى أمه ومصالح أخيه الصغير لذا أفلت من قبضتها وتدليلها ، وكثيرا ما كان يتشاجر معها بشأن علاء أو يحرضه أن ينطلق بعيدا عن سيطرة أمه وتدليلها لكنها كانت تتصدى له بقوه او تدعي المرض ليظل علاء بقربها وبالطبع كان علاء يستجيب لها ويفضل القرب منها.

رضيت بقدري وعشت بلا شكوى ولم أخبر أهلي بحقيقة علاء، وكانت حماتي تغمرني بهداياها الغاليه -حتى لاأفضح إبنها أو أهجره- وكذلك تحملني الكثير من الهدايا لأهلي ، كنت أقوم بكل أعمال البيت وأخدم والدته المريضه بينما هي تشرف على محل البقاله وعلاء يذهب معها كمرافق لا أكثر.مضت حياتي على تلك الوتيرة وأنا راضيه بحالي وقلبي مازال نابضا بحب عمرو الذي لم أستطع نسيانه ولو للحظه وكيف أنساه وهو الرجل الوحيد في حياتي الذي عاملني بإحترام وحماني ولم يطمع في جسدي؟ كيف أنساه وهو الوحيد الذي خفق قلبي له؟ كيف أنساه وأنا لم أجد من يستطيع أن يمحو ذكراه من على جدران القلب ومن ثنايا الروح؟؟

إشتعلت أحداث 25 يناير 2011 في يوم عودة عمرو من الخارج حيث لم يحتمل تعامل صاحب العمل معه بعجرفه فترك العمل وعاد ،جاء للبيت يطمئن على والدته ونزل لميدان التحريرللبحث عن زملاء له منذ الطفوله إختفوا ولا أحد يعرف عنهم شيئا. صرخت أمه وبكت ورجته ألا يفعل ولم تستطع دموعها أن تمنعه عما يريد فهو يعلم أن معظم دموعها كاذبه.غاب عنا مع سخونة الأحداث ،كان أحيانا يتصل بوالدته ليطمأنها حتى إنقطعت إتصالاته،مرت أيام لانعرف عنه شيئا حتى علمنا أن بعض الشباب تم إعتقالهم وإتصل بأمه أحد أصدقاؤه وأخبرها أنه إختفى ولا يعرفون له مكان ولا بد أنه تم القبض عليه.من يومها وأنا لاأكف عن البحث عنه،وأخيرا سألقاه بعد طول شوق ولهفه، نعم أنا مشتاقه له فلم أستطع نسيانه أعلم أنه صار محرما علي لكن قلبي مازال معلقا به خاصة وأن علاء وجوده كعدمه في حياتي، أحيانا ألوم نفسي على ذلك الحب وأعتبره نوع من الخيانه لزوجي، لكن أين زوجي؟ الذي يتعامل معي كأخت له؟ أنا لم أفعل ما يغضب ربي بل أن مشاعري تجاهه هي ما تجعلني أحتمل سخافة الحياه .

السجين بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن