السجينالحلقه الثالثة
خرج عمرو وصفع الباب وراؤه والبيت كله يرتجف من عنف تلك الصفعه وعلاءإرتمى في حضن أمه يبكي، لم أعد أبالي بأي شيء و سئمت ذلك الزوج الضعيف الذي كنت أتعاطف معه من قبل أما الأن لا فقررت أن أحصل
على الطلاق مهما كانت النتائج.ساد السكون البيت بشكل مريب، حتى بكاء علاء توقف، لم أعرف للنوم مذاقا فكانت الأفكار تمزقني هل سيوافقني أبي على طلب الطلاق؟ وهل سيتزوجني عمرو بعدها؟ مستحيل طبعا فلن ترضى أمه ولن يقبل أن يتزوج طليقة أخوه، وإن قبل لن يرحمه الناس وسنعيش في تعاسه، يبدو أن قدري أن أتزوج علاء الضعيف وأحب عمرو القوي وأتعذب بين الإثنين.نهضت من سريري قبل أذان الفجرلأعطي حماتي الدواء فوجدت علاء ملقى على الأرض في الصاله فظننته مصاب بالإغماء وحاولت إفاقته فلم يستجب شعرت بخوف شديد وإتصلت بعمرو أستغيث به فنزل مسرعا وحاول إفاقته لكنه يبدو كمن كان في غيبوبه فطلب عمرو الإسعاف الذي جاء طبيبها مسرعا وأجرى الكشف على علاء فوجده ميتا بعد أن تناول علبة دواء أمه كامله التي وجدناها بجواره،يبدو أنه تأثر بكلام عمرو ولأنه لا يستطيع أن يغير نفسه بسبب ضعف شخصيته فقرر التخلص من حياته منتحرا، لم أصدق ماحدث وبقيت مذهوله والدموع تنساب من عيني حزنا على ذلك المسكين الذي قتلته أمه بحبها وتدليلها الزائد وقتله ضعفه، ظلت أمه تبكي بهيستيريا وتنتحب وتتهم عمرو بقتله، إختفى عمرو عن أنظارنا وأخذ يعد للجنازه. لم نر عمرو طوال اليوم فقد حكى الجميع أنه كان منهارا عند دفن علاء وظل يبكي كالأطفال ويطلب منه أن يسامحه وأخرجوه من قبره رغما عنه فقد كان يشعر أنه من تسبب في إنتحاره ، وعندما عاد للبيت إرتمى تحت قدمي أمه وظل يقبلها ويطلب منها السماح ويقول لها أنه أراد منه أن يغير حاله ويتخلص من ضعفه ويصبح رجلا يتحمل مسئولية زوجته وعمله ولم يقصد أبدا إيذاء علاء لأنه كان يحبه ، لم تنظر إليه أمه ولم تنطق فقد أصابتها إغماءه من شدة الإنفعال فأسرع عمرو بإحضار الطبيب الذي إستطاع إفاقتها لكنه طلب نقلها للمستشفى لأنها تحتاج لرعايه طبيه ،فبكت ورفضت أن تخرج من بيتها وظلت متشبثه بسريرها فطلب منه عمرو أن يفعل اللازم لها في البيت،لم تحتمل أمه كثيرا فقد فقدت رغبتها في الحياه بعد موت علاء -كما قال الطبيب-فماتت بعد أسبوع من رحيل علاء .
توالت الأحزان على البيت وأصبح كئيبا جدا وكل مكان فيه رائحة الموت تنبعث منه، أدركت أني يجب أن أترك البيت لأنه لم يعد بيتي ولكن ماذا سأفعل بنفسي ؟ خاصة أني لا أريد العودة لبيت أسرتي ؟ تحدث والدي مع عمرو وأخبره أنني يجب أن أعود معه فرفض عمرو وقال:
-أنا سألت شيخ الجامع وقالي إن الست تقضي مدة عدتها في بيتها وعشان كده خليكم مع هند لحد عدتها ماتخلص وأنا متكفل بكل طلباتها وكمان هاروح للمحامي عشان نعمل إجراءات الورث وده مؤخرها ولما تخلص الإجراءات هاديها نصيبها في البيت والمحل لو حبت .
أعطاني والدي مؤخري الذي قررت أن أضعه في البنك تحسبا لأية ظروف فأنا لا أعرف ما تخبئه لي الأيام.
مضت مدة العده وأنا لاأخرج إلا للضروره بصحبة إخوتي، ظل عمرو ملتزما بكل نفقات البيت، ولم يأت إلي أبدا إنما كل صلتنا كانت من خلال والدي أو أحد إخوتي.
بعد إنتهاء عدتي طلب عمرو من أبي أن يأتي لزيارتنا في منزلي حيث كنت أستعد للمغادره إلى بيت أبي الذي كان يحمل هم عودتي وتحمل نفقاتي وإنقطاع الخير عنا. جاء عمرو وجلس مع أبي في الصالون وسمعته يقول لأبي أنه يريد أن يتزوجني -لأن هذه وصية والدته قبل وفاتها– التي طلبت من أن يتكفل بي لترد لي جميل خدمتها وحسن معاشرتي لعلاء ، هكذا كان يراني مجرد فتاه فقيرة تستحق الشفقه منه ومن أمه ، فتاه كتمت سرهم وإحتملت ضعف إبنهم فأرادوا منحها مكافأه وهي شرف الزواج من عمرو، ليته قال إنه يريد الزواج فقط بلا أسباب، ليته قال إنه أولى بأرملة أخيه من الغرباء، ليته سكت ولم يطلب مني الزواج أصلا عندها كنت سأظل أحبه مهما حدث، لكنني الأن أعرف قدري عنده، وربما يشفق علي لأني بلا مصدر دخل فما تركه لي علاء لن يكفيني سوى عام ولا مكان أوي إليه سوى بيتنا الفقير ولن يتقدم أحد للزواج مني فأنا فقيره وأرمله فمن سيرضى بي؟ بالطبع وافق والدي فأنا في نظره محظوظه الفرصه جائتني للمرة الثانيه وكأنه وجد حل سحري لكل مشاكله التي كان يحملها على كتفه أيام طويله، لا ألوم أبي فحمل إخوتي الصغار ونفقات تعليمهم تفوق قدرته ولكني لست سلعه للبيع بعد الأن. فكرت كثيرا وطالبني قلبي بالموافقه فيكفيني أني سأعيش مع من أحب وبعدها قد يحبني لنفسي، لكني قررت رفض هذا الزواج تماما فأنا لن أرضى بالشفقه أو الإحسان بعد الأن ولن أرضى أن يتحكم في مصيري أحد حتى لو كان عمرو الذي أعشقه وأتمناه من كل قلبي .نجلاء لطفي
أنت تقرأ
السجين بقلم نجلاء لطفي
Roman d'amourالحب هل هو سجن المحبين؟؟ هل يعيش الإنسان سجينا لحبه للأبد؟ أم يتحرر من هذا السجن؟؟