الحلقة الخامسة والأخيرة 5

359 31 10
                                    

السجين
الحلقه الخامسة والأخيرة

لكني سأقول لهند أني أحبها وإن وجدتها تحب أخر سأقتلها وأقتله فأنا لن أتركها تكون لغيري وأظل أنا سجن لذلك الحب باقي عمري.
مر أكثر من عام وأنا منهمكه في عملي في محل الملابس حيث كنت محل ثقة صاحب المحل فجعلني المسئوله عن الفرع كله فكان ذلك يستهلك معظم وقتي، وفي وقت فراغي أحيانا كنت أذهب للبحروأجلس بقربه أتأمله وأشكو له لوعة الفراق والحنين إلى ذاك القلب القاسي الذي لم يعرف الحب،ذاك القلب الذي عذبني في قربه وبعده، ورغم ذلك مازلت أحبه بجنون. تقدم للزواج مني كثيرون لكن بعضهم إتخذ تلك الخطوه لأنه لم يستطع الوصول إلي بطريقه أخرى فأرادني زوجه في السر من أجل متعته، والبعض يريد مجرد مربيه لأولاده، أما لنفسي فلم يرغبني أحد وكأنني غير جديره بالحب والإحترام فأنا مجرد بائعه في محل فقيره ينظر إليها المجتمع نظره دونيه، كما إنني أرمله وأي إمرأه متاحه لأي رجل-كما يظنون- أو قد أقبل بأي رجل مهما تكن ظروفه المهم أن يظلني ظل رجل لأهرب من نظرات الناس وسوء ظنونهم فهكذا يراني الناس، رفضتهم جميعا ولم أبالي بأحد ولا بكلام الناس فلا مكان في القلب لسواه ورغم ذلك لن أكون له إلا إذا أحبني فقط أما إن كان يريدني تنفيذا لوصية أمه فالبعد أفضل لكلينا.
كم كنت أشتاق لحضن أمي ولأبي وإخوتي وكنت أتمنى أن أزورهم وأستمتع بوجودي وسطهم أو يزوروني ليروا جمال الإسكندريه لكني خفت أن يجدني عمرو ويرغمني هو وأبي على الزواج منه وهو ما لا أريده.

ذات يوم أثناء خروجي من عملي وجدته أمامي واقفا أمام المحل بجسده القوي ونظرته الحاده الغاضبه وقال لي بعصبيه:
- إنتي فاكره إني مش هاعرف أوصلك؟مهما تكوني فين هاجيبك وأعرف هربتي مني ليه؟
لم أجبه فإستشاط غضبا وأمسك ذراعي بقوة وقال:
-ردي عليه بدل ما أقنلك
جذبت يدي من يده وقلت بحده:
-إنت مالكش عندي حاجه ومش من حقك تحاسبني كنت أخو جوزي وجوزي مات خلاص يعني مالكش صفه لكن عشان العشرة وجميلك اللي على راسي هاتكلم معاك بس بهدوء وعقل وبعيد عن محل أكل العيش،تعالى نقعد في أي مكان ونتكلم.
مشى بجواري وخفقات قلبي يكاد أن يسمعها كل من في الشارع ، وبركان غضبه يكاد أن يشعل الكون من حولنا حتى جلسنا على أحد المقاهي المطله على البحر وقلت:
- أنا ماهربتش منك أنا رفضت أتجوز لتاني مرة غصب عني وكمان من واحد صعبت عليه لأنه عارف إني غلبانه وأهلي هيجوزوني لأي واحد تاني فعطف عليه وقرريتجوزني،واحد عايز يتجوزني مش عشان عايزني لأ عشان ينفذ رغبة والدته، أنا نفسي أخد قراراتي بنفسي وأعيش مع إنسان يحبني ، عشان كده بعدت وإشتغلت عشان ما أكونش عبء على حد ولا أصعب على حدتاني.
- يعني إيه لتاني مره غصب عنك؟ هوإنتي إتجوزتي علاء غصب عنك؟
-أيوه طبعا أبويا غصبني على الجوازه ولما جيتلك المحل عشان أعرف رأيك لقيتك سافرت
-أنا سافرت لما عرفت إنك فرحانه بالجوازه وطايرة بالشبكه والمهر
-مين اللي قالك كده؟؟
-أمي الله يرحمها
-لو كنت فرحانه ماكنتش جيتلك المحل أخد رأيك
-وجيتيلي المحل ليه؟
-كنت فاكره إنك..مهتم بيه
-أنا كنت عايز أخطبك بس أمي سبقتني وخطبتك لعلاء كنت هاتجنن وقلت أكيد ده غصب عنك لكن لما عرفت إنك فرحانه ماقدرتش أستحمل أعيش جنبك وأشوفك مع راجل تاني خاصة أخويا،سبت البلد كلها عشان أهرب من حبك لكن ماقدرتش فضلت مسجون جوه حبك ومش قادرأستحمل السجن ده ولاعايز أخرج منه ولما رجعت كنت باهرب من عينيكي بأي طريقه لأني كنت خايف من نفسي ومن ضعفي ولما جيتيلي السجن كان نفسي أخدك في حضني وأخبيكي عن عنين الناس وفي نفس الوقت نفسي أصرخ فيكي وأقولك يا خاينه سيبتيني وإتجوزتي غيري ،كنت مولع من الغيره وأنا شايف الرجاله بتبحلق فيكي عشان كده شخطت فيكي، ولما خرجت سكنت بعيد عنك ورفضت أكل أكلك وحرمت عليكي أوضتي لأن كل حته بتلمسيها وريحتك فيها كانت بتجنني أكتر،كنت باموت في كل لحظه لما أشوفك معاه وبأتجنن أكتر لما أشوفه مش عارف يحافظ عليكي كنت باتخانق مع طوب الأرض لأني حبك متحرم عليه وفي نفس الوقت مش عارف أهرب منه زي المسجون اللي لاطايق سجنه ولا عارف يهرب منه، لحد ما علاء إتوفى وقلت ربنا عمل كده عشان يجمعنا تاني لكن فوجئت إنك هربتي إتجننت زياده وقلت أكيد فيه حد تاني في حياتك هربتي عشانه كنت ناوي أقتله عشان ماتكونيش لغيري لأني مش هاسيبك تاني تضيعي مني، عشان كده جيتلك وصممت أواجهك
-يااااه ياريتك واجهتني من زمان كنت وفرت عليك وعليه سنين عذاب ، كنت فاكراك مش حاسس بيه ولا بتحبني كان عندي إستعداد أعيش معاك ولو في أوضه فوق السطوح وأكل دقه لكن أفضل جنبك باقي عمري
- صحيح يا هند بتحبيني؟
أومأت برأسي فلم يطاوعني لساني على الكلام وكأني نسيت كل حروف اللغه عندما نظرت في عينيه
-لسه قدامنا فرصه نبدأ من جديد بس مش هاقدر أعيش في بيتنا تاني ، أنا هابيعه هو والمحل ونعيش هنا عشان نبدأ من جديد لو عشت هناك كل لحظه هافتكر انك كنتي متجوزه علاء ويمكن الغيره تجنني
-أنا كمان مش عايزه أرجع البيت ده ولا الحي كله عايزه أنسى اللي فات كله بذكرياته
-وهتقدري تنسي جوزك؟
-ومين قالك إني إتجوزته؟
-قصدك إيه؟
أطرقت في الأرض وقلت بخجل:
-علاء عمره مالمسني
-يعني أنا..
-أول واحد في حياتي وأخر واحد
نظر إلي بحب وإبتسم لأول مره منذ زمن بعيد تلك الإبتسامه التي تُحيي قلبي وقال:
-بحبك وباغير عليكي من الهدوم اللي بتلمس جسمك من الهوا اللي بيطير شعرك باغير عليكي حتى من نفسي
-المهم تفضل تحبني وتغير عليه على طول
-يعني غيرتي مش هتضايقك؟ ولا هتزهقي منها؟
-يمكن أتضايق لو بطلت تغير ساعتها هاعرف إنك بطلت تحبني، بس إوعدني إنك هتكون حنين عليه
-أوعدك إني هاشيلك جوه عيوني
-وهتفضل تحبني كده على طول؟
-هافضل أحبك لأخر دقه في قلبي، لأخر نفس في صدري، لأخر نبضه في عروقي، لأخر لحظه في عمري، وهتكوني مراتي وحبيبتي وبنتي وشريكتي في كل حاجه في حياتي.
-يعني حبي مابقاش سجن لك؟
-أحلى سجن وعمري ما هأفكر أخرج منه أبدا
تمت
نجلاء لطفي


السجين بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن