4الجزء الرابع

679 101 6
                                    



4
انفرجت اسارير الشاب نبيل عند رؤية حبيبته جالسة تنتظره في محله
بعدما كان الياس قد دب في اعماقه لانه ظن انه بفعله الطائش قد خسرها للابد
ساء مزاجه بعد لقائهم الاخير
فصار قلما يتواجد في منزله
وحتى ان عاد وراى انتصار تساعد والدته في اعمالها
يتأفف وينفر من ذلك بل يتقصد ان يسمعهما بعض الكلمات الجارحة
---يعني لازم كلما ارجع للبيت هاي موجودة؟
فاجابته والدته وهي تضع له الطعام على المائدة في المطبخ
--عجيبة مو قبل جنت تفرح بملكاها
صار يقلب بمفاتيح سيارته وهو يحدث امه بصوت كاد ان يكون مرتفعا بعض الشي
---يمه الناس تحجي هم عليها وهم علينا مايصير عزابي اني وهي من الصبح لليل هنا
---نصي صوتك لا البنية تسمع وتنقهر
---وما سمعت !!
في حين كانت انتصار تلك الفتاة البسيطة ذات التسعة عشر ربيعا تحضر له حمامه
حتى ينتهي من طعامه
انتصار ابنة خالته كانت من عائلة فقدت والدها شهيدا مبكرا في حرب الثمان سنوات
تعيش مع والدته بعد ان تزوجت اختها الكبرى قبل اكثر من عامين
واخ يكبرها بثلاثة اعوام التحق بعسكريته مؤخرا
كانت العائلة تعيش على راتب الوالد الشهيد وما تدفعه الخالة الثرية لهم
ولان المسألة كانت محسومة من الصغر فان انتصار هي قسمة نبيل منذ البداية
تلك الفتاة الساذجة الطيبة الهادئة المطيعة
ذات الشعر الاسود المجعد الطويل
والعيون اللوزية العسلية والبشرة الخمرية الباهتة
ربة بيت ممتازة كرهت المدرسة في المتوسطة فاعتزلتها وباتت تساعد امها وخالتها في شتى الاعمال المنزلية
بدات والدة نبيل تتضايق من تصرفات ابنها الاخيرة وتلمح الى معرفتها بوجود فتاة سيئة التفت حول ابنها واكلت عقله
لكن نبيل في تلك الفترة
كان تائها غاضبا حائرا لايعرف مايفعل وماهي الخطوة التي يجب ان يتخذها
حتى يعيد الاستقرار الى نفسه المتألمة
الى ان اهداه القدر اخيرا المفاجاءة التي لم يكن يحلم بها
قرب الدفاءة الصغيرة من قدمي حبيبته التي ترتدي تنورة سوداء قصيرة وبلوزة صوفية سميكة
ونادى حيدوري ان يسرع في طلب استكاني شاي
فانطلق كسهم الريح ذلك الفتى الصغير وهو يبتسم فرحا لفرح سيده
اسرعت ام صباح ووضعت القرط المصاب على زجاج العرض
ولفت عبائتها حولها استعدادا للخروج
فبهت نبيل وهو الذي كان يستعد لجلسة طويلة
اخبرته انها ستترك الحلق عنده كي يصلحه ثم تمر هي او والد عايدة لياتي وياخذه اذ انهم مشغولون بضيوف ياتون لخطبة الفتاة قريبا
صعقت الفتاة عندما سمعت كلمات الام تخرج من فهما بكل سعادة
ارتبك نبيل وحاول ان يثنيها عن الخروج بشتى الاساليب الى ان اقتنعت اخيرا انه قادر على اصلاحها حالا وبنفسه بعدة دقائق
ذهب الى الغرفة الخلفية وهو يعصر دماغه بكيفيه الوصول اليهم
وبعد تنهيدة عميقه ونفسين من سيكارته
عااد وهو مبتسم متمنيا الخير لجميلته
لم تستغرب ام صباح تصرفه بل عزت الى نفسها الفكرة التي رسمتها حول الشاب ورغبته في الفتاة ماهي الا تسلية او نزوة
دخل الشاي الحار المهيل على يد الصانع فكان سببا اخر للبقاء بضع دقائق اخرى
كان الصمت الحزين هو من ساد الجو
الى ان تشجع نبيل ونطق كلمته اخيرا
معلنا رغبته بالارتباط قريبا
كان مترددا مرتبكا فلم يمر بموقف كهذا وان كان هو الفتى الشجاع الجسور
الا ان استجمع قواه
واخبر الام انه يريد مناسبتهم!
لاحت البشائر على وجهه واستقبلتها ام صباح بكل بهجة
فقالت على مضض محاولة اخفاء سعادتها بالامر
--- جان بودنا والله بس مااعرف شكلك
---ليش خالة
---انت تقصد على منو يعني مافهمت
اومأ براسه الى جميلته التي احمرت وجنتيها حرجا وخجلا
فقال
---عروستكم خالة ام صباح
---ها عيودة
مو كتلك يمه ناس جاييها
وانت
مااعرف شكلك ظروفك متناسب منا ووين لما تطلع السنة
---زين خالة انطيني كلمة ماتنطيها لاحد لحد ما تطلع السنة واجيب اهلي واجي
نهضت الام واخذت استكانة الشاي من ابنتها التي لفتها بكل رقة باناملها الناعمة
لعد منا ليما تطلع السنة الله كريم يمه
نشوفك بخير
---خالة على كيفج ويايه الكلام اخذ وعطا
انا مااعرف عنكم شي ولا انتوا تعرفوني
---يمه عادي الناس كلها هيجي تتزوج
ناس تسال على ناس
وقبل ان تتم جملتها الاخيرة
قال لها خلاص انطيني عنوانكم واني ارتب الموضوع
بس يعني هسه مااكدر انه بس ادز امي وخاا.. اقصد عمتي
---يصير خير يمه وبالفعل اعطته عنوانها الكامل وبالمقابل اخذت منه عنوانه
بينما هي تعلم في سرها انهم عائلة نار على علم والشاب معروف بالسوق وسبق لها ان استفسرت عنه في احدى طلعاتها السرية
عاد نبيل مسرورا ليخبر والدته
وزاد سروره عندما علم ان انتصار ليست في المنزل معهم
واخبرها انه يود محادثتها عن موضوع يهمه
وبدأ يشرح لها وماان وصل الى تفاصيل الفتاة حتى على صوت الام بالرفض والنفي
---انت مخبل عاقل تدري بروحك شتحجي؟
يمه عيب الناس شتكول علينا
شو العالم كلها بالعشيرة والكرايب والمنطقة والمحلة تدري انتوا واحد يريد اللاخ
انت شتكول؟
ماكو هذا الحجي طلعه من بالك غير انتصار متاخذ
ثم انت مو حرام عليك منو ياخذها بعد؟
---يمه كتلج من الاول كطعي رجلها لاتخليها تجي كبرت وعيب
بس انت الله يسلمج علمود شويه مسح وكنس و...
---اسككت اسكت مسح وكنس شنو لا عبالك جانت تجي علمودي
كافي ماريد اسمع
تروح تاخذلي وحدة غريبة شمعرفني هذول الاوادم منو
---والله بكيفج اني كتلك انتصار ماريدها ومااخذ غير عايدة
صار شجار عنيف وصد ورد بين الطرفين
استدارت الام وبكملت ماكنت تقوم به
مسكت القدر وبدأت تجلي به بكل قوتها حتى احدث صريرا وانينا من شدة دعكه بقوة
الى ان وصل نبيل بان اشار الى طبيعة العلاقة التي كانت بينه وبين انتصار
---الا اكلج بالخط العريض مااخذ وحدة انطتني نفسها
سقط القدر من يد امه وصفعت خدها بكل قوة عزة لعزاك نبيل
---انتبه الاخير الى ماقاله ثم تراجع وبدا يتلعثم مبررا انه لم يصلوا الى تلك المرحلة في بالها الفتاة لازالت فتاة هكذا عبر عن الامر لم يخطر في باله وصف اخر
كان حريصا على ابقائها كذلك والا هي كانت مستعدة
---فاجابته امه وهي ترمي بوجهه المقلاة المغسولة حديثا
لانها حمقاء واحبتك
--بس انتوا الرياجيل هشكل تريدون وحدة تحفون وراها ماتريدون التي تحبكم وتقدركم
وبدات تسبه بشتى الالفاظ وتنعته بابشعها
غادر واثار المقلاة قد ظهرت على جبتهه فكظم غيظه والمه وخرج من البيت وهو يسحق عقب سيكارت الرابعة على التوالي
لم يفكر سوى باللجوء الى عدو والدته اللدود
عمته الكبيرة
التي رحبت بزيارته بعد ان اختفى عنهم فترة من الزمن
وهكذا فاتحها بالامر وبدأ يستجدي عطفا بان يمدح عايدة ويرفعها ويهين انتصار ويقذفها نحو الهاوية
صمتت العمة قليلا
فكانت من جهة تحزن على مصير الفتاة المكسكينة التي لم يرو منها الا كل خير
فبالكاد كان يسمع لها حس
وبين فرصة الانتقام من ام نبيل الفرصة التي انتظرتها طويلا
ظلت تعبث بسبحتها طويلا
ثم اشارت الى انتصار بانها فتاة مسكينة ولاتستحق ماسيحصل لها فسالته ان كان يدرك انه سيكسر قسمتها وربما تصبح عانسا بسببه
فاجابه انه لايهتم بذلك فهو لم يضرب احدا على يده والقلب ومايريد
ثم جثى على ركبتيه متوسلا بعمته ان تساعده على هذا الامر فوافقت على مضض
وبالفعل ما ان مضى اسبوعين حتى جاءت الاخبار للعمة باخبار جيدة عن العائلة التي ارسلت بالسؤال عنهم

#ماويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن