الجزء الثاني 2

909 113 7
                                    


2
كادت نظرات نبيل ان تفضحه بل
ان تبعثره التام هو مااثار الانتباه
ارتباكه الشديد
وعدم تركيزه
اضحك ام صباح في سرها
لم تكن هي ايضا قد انكرت سعادتها باعجاب شاب وسيم وثري بابنتها الجميلة
وهم العائلة البسيطة التي يكد رجلها ليل نهار ليوفر مقتضيات حياة هانئة لزوجته وبناته
كانت لام صباح علاقة حب بريئة مع زوجها الذي تزوجها وهي في سن مبكرة
وانجب منها صباح ونادية وعايدة
ولاجل هذا الحب الوفي رفض كل العروض التي طرحت عليه بالزواج من اخرى لانجاب صبيا يحمل اسمه
كان يستهزأ في نفسه
وكأن الصبي سيفقد الورث الذي ستركه
--- كرويته بكهوة راس الشارع
هذا كل ما سيرثه
لكن ذلك لم يمنعه ان يكون ضيق الخلق مع بناته
يعير زوجته قياما وقعودا انه لم يتزوج غيرها
عصبي المزاج
نكدا على عائلته
كان يبرر ذلك للاخرين بانهن فتيات جميلات ويخشى عليهن من..الهوا الطاير
لم تكن نادية العروس باقل من جمال عايدة الصغيرة
كانت سمراء بعيون عسلية كامها تماما
ووبملامح انثوية رقيقة وعذبة
اما شقيقتهن صباح الاكبر سنا فقد تزوجت ابن عم لها وسكنت محافظة ديالى منذ اكثر من عامين
كم كانت تطمح ام صباح بتزويجهن لشبان اثرياء يستحقون هذا الجمال النادر كما كانت تصفه
لكن القسمة والنصيب وتدخل ابوهن المرعب بالزيجات دفعها لتختار الاكثر قبولا والاقل خسارة!
اما والان فهي ترى في نبيل فرصة لاباس بها
لكنها بحاجة الى صبر
وطبخة جيدة
ظل نبيل يحاور ام صباح كلما سنحت الفرصة
كي يتامل الفتاة الجميلة التي تجلس بالقرب منها
في حين كان يفكر وباي طريقة ان يجعل تلك العائلة تاتي لزيارتهم مرة اخرى
فقفزت في راسه فكرة
اخبر ام العريس ام موسى ان بضاعة جديدة قادمة اليه
ذهب ايطالي
وصار يمدح بها ويقدم العروض المغرية ان اتوا بعد يومين
ترددت المراءة التي كانت تريد ان تنتهي من كل شي بسرعة
لكن الامر لم يمر على ام صباح هكذا
فقالت له انها ستاتي لزيارته هي وابنتيها لتستبدل اساور قديمة بجديدة
فارتاح بال الشاب لهذا الوعد الهابط كهدية من السماء
وعمل لهن خصما بقين يتحدثن بهن طوال الطريق
ظنا من ام موسى انها استطاعت ان تغلبه وان تحصل على الذهب بسعر خيالي
--- مستحيل احد يكدر يغلبني بالسوك
هكذا مدحت نفسها
فضحكت ابنتها الكبيرة وهي تطلق اعيرتها النارية نحو خالتها
---يمه لاتفرحين مو هيجي السالفة السالفة هو شكله عينه من عيودة هههه
---يااا ولج وين الله وتصير شفايتلج عيودة شلون شاب حليوة صدقة
هم طول ورشاقة وجمال
وهم اشكراني مثلج
علقت ام صباح بغضب مستنكرة هذا القول
وانها كانت لتقتله لو فعلا لمحت عينيه تصلان لابنتها
ثم بدات تتحدث عن نوبات الغضب العنيفة التي ستنتاب ابوهن اذا ماوصل او شم خبرا عن هذا الامر
وعلى الرغم من كثر انشغالها بزواج ابنتها نادية الا ان ام صباح لم تنفك تفكر بكيفية الوصول مرة اخرى الى هذا المحل
فهي تحتاج حجة قوية للخروج من البيت وصحبة ابنتها لوحدهم
تاخر الموعد ومضى اسبوعان ونبيل يقف في الباب شارد الذهن ينتظر المراءة وبنتها الجميلة في زيارة ثانية
يلوم نفسه على حله الاحمق وعدم فعل شي ربما كان اكثر فاعليه
في تلك الفترة بدات مشاعره تخبت نحو انتصار ابنة خالته
متعللا بكثرة العمل
هاربا من تواجده في البيت في حضورها
الا ان كان يوم الخميس وقد اخبر ابو صباح زوجته انه سيعود متاخرا للبيت منضما الى رفاقه بدعوة عرس ابنا لاحدهم
فاسرعت المراءة خلسة مصطحبة معها ابنتها عايدة
التي كانت في مرحلتها الثانية في الكلية
فتاة قصيرة وممتلئة شديدة البياض بشعر اسود فاحم وجبهة ضيقة
يتوسط وجها العريض ذو الفكين المربعين
عينيين زرقاوين ذابلتين
وفم بشفاه مكتنزة
وانف مدور
كانت لها مشية الاوز
تجذب الناظر اليا بسبب اختلاف الوانها
فكان لون وجهها كله يتلالا بالازرق البحري
و قد اعجبت هي الاخرى بنبيل حين التقت اعينهم اول مرة
وكتمت اعجابها في سرها
لكن ذلك لم يمنع فرحتها العامرة ان تظهر حين اخبرتها والدتها ان تلبس اجمل مالديها
وان تضع بعض مساحيق التجميل الخفيفة جدا غير الظاهرة بل انها بنفسها من قام ومسح خديها باحمر خدود باهت
اسرعت المراءة واخذت اسوارها القديمة معها في الحقيبة وانطلقت في منتصف النهار الى شارع النهر
حيث كان نبيل يتعامل مع عائلة اخرى حين دخلت مع ابنتها وهي تلهث
اضطرب نبيل عند رؤيتهم من نافذة المحل
وارتبك اكثر عندما علم انهم قادمون نحوه
اذن اوفت المراة بوعدها
وهكذا جلسن ينتظرن دورهن على نفس التخت في حين اسرع حيدوري بالبارد
اعطى تتمة المعالمة لصانعه وتفرغ لهم تماما
وصار يحادثهم بودية اكثر
سال عن ام موسى وعن العرس وعن نادية وخطيبها
وهكذا تحدث باريحية قابلته مثلها ام صباح
وابتسامة عايدة التي اشرقت سماء نبيل بحب جديد

#ماويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن