Untitled Part 8

964 133 23
                                    


اعتذر صديقاتي القصة منشورة من البارحة بس ناسية اعدل خاصية النشر

8
الاخيرة
بغداد نهاية تموز عام 2003
كان منصور يتناول سيكارته الثانية وسط ظلام معتم لاينيره سوى جمر السكائر المحترقة بين شفاه الشبان الثلاثة الذين اجتمعوا بالقرب من داره
انقطاع تام للكهرباءاصوات بعض الشبان الذين يجوبون الاحياء والشوارع وهم يحملون الهراوات والاسلحة البيضاء في دورياتهم لحماية احياءهم من مخاطر المجهول
فقد سقطت المدينة وانحل الجيش ولم يكن هناك اية قوى امنية تحمي المواطنين ففزعت الاهالي تحمي احيائها
كان منصور في الثالثة والعشرين من عمره
عريض المنكبين حليق الوجه
ولد وعاش طوال حياته هنا في منزله في نفس هذا الحي في نفس هذا الشارع
حيث ينتهي بمنزل نبيل وعايدة
نظر الى المنزل الخاوي
وشار اليه محدثا اصدقائه لاول مرة بما رأه في نفس هذا اليوم قبل 13 عاما
---تعرفون هيجي يوم بالضبط صارت حادثة بيت ماوي, نبيل ماوي
اجابه صديقه الاخر وهو يرمي حجرا صغيرا قرب قدمية
---حيل منصور شذكرك بيهم
---شكد جان عمركم من صارت الحادثة
اجابه احدهم انه كان في العاشرة في نفس عمر منصور لانهم كانوا في صف واحد
اما الاخر فقال انه كان في الحادية عشر منه
--تدرون شغلة اني مكايلها لحد الان
--؟؟؟ شنو شفت اشباح تطلع منك ههههه
---لا بس اني شفت القتلة
---لا بربك وشلون شفتها على ماطور لو سوولك تحية هههههه
---لك ولي شكد تافهه دااكلك والله شفت القتلة
فاجابه الثالث
---اتذكر صديق ابويه جان بفريق التحقيق من حجالنه مجنا نصدك يكول جازين ركبتها من الطول للطول
فاكيد جانوا عصابة هواية يمكن مجتفيها وهيجي ذابحيها
نفث سيجارته منصور وقال بصوت خفيض
انها ام الندب ذات الرقبة المحروقة
اصاب الذهول اصدقئه وابتسامة مرتعشة ارتسمت عليهم لم يعلق اي منهم بكلمة بانتظار مايقوله صديقهم هذا
--اي والله شبيكم
اني شفتها طلعت من البيت ووياها واحد هي جنتله ومعضل شكوله شكول المجرمين يخوف
جانت لابسة عبايتها السودة وكعت من على راسها من جان يكسر القفل
---كول والله اخاف دتنصب ليه
---دااكلك والله والقران
---زين ليش مااعترفت وكتها
---شلون شفتهم
--عمري ماانسى ذاك اليوم حافظة بالتاريخ والساعة
جانت ساعة ثنتين وربع الظهر اجى ابويه وامي مسويه بامية وتمن
صار عصبي راد منها تششريبه يعني ثريد
فكلتلي روح اركض على السريع جيب خبز صمون اي شي
اني هم طلعت اركض على البايسكل مالتي
وحتى اختصر الطريق مافتت من يم بيتهم
لفت من الجهة اللخ عبر الفرع
وشفت خالة انتصار طلعت هيجي مخبوصة ولازمة غراض ماشفتها زين ووياها رجال ضخم ويخوف شواربها هالثخنها
اني هم حركت دااروح وكفت برازيلي بيضة الهم وصعدوا بيها
----زين ليش مابلغت
---ماجنت اعرف شديسوون
بس بعدين من عرفنا جريمة قتل
كتلها امي
لزمتني من اذني وجابت خاشوكة حارة كالتلي اذا فتحت حلكك اجويك ها
احنى معلينا هذولة عصابة اذا عرفوا انت مبلغ عليهم يجون يذبحونا كلنا
وهي اصلا ماصدكت اني شفت انتصار كالت انت متوهم هاي فطيرة ووحدة غبية ماتسوي هيجي سالفه
---يجوز صدك انت متوهم
---والله متاكد شفتها هي لانه جنت مااحب اقترب منها
خيط الحركة مالتها من يم اذنها تخوفني من جنت صغير!
---خطية والله راحت هيجي البنية
---اكلك ليش مااكول لابوية ويفتحون تحقيق بيها
----هههه هو وين اكو حكومة
ظل هذا الموضوع يتداول بين الاصدقاء بجلساتهم السرية
لكن احدا لم يعر اي انتباه لمدى جديته
هي مجرد رواية تروى
الى ان كان في نهاية عام 2005
حينها قد عاد احد اولاد شقيقة نبيل التي كانت تسكن مع والدتها في منزل العائلة
حيث تركوا البلاد جميعهم عقب الحرب الاخيرة
كا ن صديقا لمنصور حيث اعتادوا اللعب جميعهم عندما كانوا صغارا حتى بعد ان شبوا
وقد ابلغه احدهم بما رأه صديقهم في ليلة مقتل زوجة خالهم
وبعد ان تأكد من تلك الرواية اسرع بابلاغ خاله
الذي رفض تصديق ان يكون لانتصار اي يد في الموضوع
اذا انها لم تؤذ حشرة في حياتها
لكن ذلك لم يمنع ان ينتشرالخبر كأنتشار النار في الهشيم
وماهي ايام حتى طرقت نادية شقيقة ماوي منزل منصور
اخبرته ان فراق اختها المأساوي قد شتت العائلة وترك جرحا نازفا لاينضب
اذا اصيب والدها بالسكر من شدة القهر ليتوفى بعد بضعة اشهر
تماما ايام حرب ال91
وتلحقه والدتها بعد عامين
لقد ظل والدي يبكي عليها كل يوم
يتهم نفسه بانه باع ابنته للموت
يابني لقد اصبحنا خاويين
هكذا وصفت نفسها وشقيقتها الاخرى
توسلت به ان يذهب معها ليفتح التحقيق من جديد

كل شي تغير يقول منصوركل شي كان قد تغير بعد 13 عاما
كان نبيل قد تزوج من اخرى بعد عامين وانجب منها 3 بنات وصبيا وحدا ويدير اعماله الضخمة من خارج البلاد

في حين توفيت والدة انتصار في منتصف التسعينات
وباع الاخوة منزلهم
لياكل شقيق انتصار حصتها في الميراث
فما كان منها الى ان تعيش مع شقيقتها الاخرى
لم تتزوج ابدا
ذليلة تعيش على خدمة الاخرين
اصيبت بالفشل الكلوي
ولما سمعت بالخبر هربت الى شمال العراق
استمر البحث عنها قرابة بضعة اشهر الى سقطت بايدي الشرطة بعد ان القوا القبض عليها في احدى المستشفيات
اعترفت انتصار بكل شي في اول جلسة تحقيق
كانت هزيلة بارزة العظام
وقد تشوه فكيها الاماميين
واصفر وجهها الصغير تحيط بعينيها هالتان زرقاوتان
كانت حقا في حالة يرثى اليها
افادت في التحقيق ان الغضب هو مادفعها الى فعل تلك الجريمة البشعة
اجهشت بالبكاء
ثم تحدثت عن الكيفية التي التقت بها بذلك المجرم
حيث كانت تتبضع من احدى محلات البقالة
واذا بها تسمع احدهم يتحدث مع شخص كبير الجسم غريب الهيئة
علمت انه يحاول ايجاد عمل هنا
ولما رأته يتردد بالكلام
بدأت تغويه وتقترب منه حتى اذا ماصارت بينهما علاقة غرامية
اخبرته في نيتها بالتخلص من زوجة نبيل ماوي وان يحصل ذلك المجرم على حصته من الذهب دفعة واحدة اذ رفضت ان تحتفظ باي شئ لها
ثم اقسمت عشرات المرات انها لم تأخذ اية اموال واي مصوغات من الضحية
لكنها هي من طلبت من المجرم ان يشوه وجه ماوي وان يتأكد من قتل الجنين في داخلها!

وهكذا تكلمت انا لست نادمة على مافعلت فلقد دمرت حياتي تلك المراءة
حطمتني تماما
لقد سقرت حلمي الوحيد الذي كنت اعيش من اجله
لقد جعلت نبيل يراني مشوهه!
حاولت بشتى الطرق ان اخلص حبيبي خطيبي نبيل من سحر تلك المشعوذة
الا ان العراف اخبرني ان ذلك السحر لايزول لا بزوال صاحب العمل!؟
تبين في ما بعد من سجلات المحفوطة لدى الشرطة ان عين المجرم قد قتل قبل عام واحد في احدى المواجهات مع القوى الامنية والجيش
وهكذا ادينت انتصار بمقتل ماوي وماكادت ان تقدم للمحاكمة الثانية حتى توفيت بالسجن بسبب الفشل الكلوي.
انتهت قصة ماوي
واحدة من مئات القصص المؤلمة كان سببها الغيرة والحسد
ولانعرف حقا من كان المجرم حقا
انتصار ام نبيل!
تحية طيبة

🎉 لقد انتهيت من قراءة #ماوي 🎉
#ماويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن