احيانا

15 1 0
                                    

َ أحياناً تقيس المرأة مدى الحيّز الذي تشغله في قلب الآخر، بنسبة التغيير في أطباع معينة يقدمها من أجلها طواعية، دون طلب أو تلميح. مقدار الوقت الذي يمنحه، الاهتمام، اللين في التعامل، الأشواق التي لا تجف، الغيرة الشهية ولابد أن أعظمها انسلاخه تدريجياً عن أي أنثى سواها.. برغبة نابعة من قلبه أن تبقى وحيدته.. كما يصبح المتسيد الأوحد على قلبها. لكن في اللحظة التي تدرك بأن الآخر لا يريد التقدم خطوة في إنجاحكما معاً، تنهار قرارات البقاء سريعاً..وتستسلم للتيار المعاكس حتى تنجرف بعيداً بهدوء دون فوضى.. لا يُعاب هنا على أي طرف منكما الفراق، بقدر ما يُعتبر التغابي وغض الطرف عن ضيق مكانتك في قلبه وحياته فعلاً مشيناً ترتكبه في حق نفسك، في مقابل حفنة مشاعر وهمية يُخيلها لك القلب الذي تعلّق بكل ما أوتي من قوة بطرفٍ هش. حين تصل إلى قاع علاقتك خاوياً بمفردك من دون أي قيمة شعورية، يصبح الفراق ليّناً هادئاً مواساته باهتة وإن عظمت خيبته.. لكنك تنمو من هذا القاع مجدداً ، تكبر و تعلو لقدر جديد .. قدر تستحق سعادته ويستحق وفاءك.. لأن دائماً في الأعلى هناك قبس من نور تصل إليه.. يبقى دائماً هناك أمل موقد..

كلمات وخواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن