..السلام عليكِ يا أمي..
ابتسمت تلك الأم لابنها بحنان لتظهر تلك التجاعيد على وجهها التي خطها الزمن لها وتقول :
..وعليك السلام يا بني..بادلها الابتسامة ليقترب ناحيتها ويمسك يدها مقبلاً إياها ومن ثم جلس بقربها ليقول بابتسامة :
..ها كيف حالكِ يا أم حسام..حركت رأسها بإيجاب لتقول :
..الحمد لله ، وأنت كيف حالك وكيف حال زوجتك سناء..ما إن ذكرت اسمها حتى تلاشت ابتسامته تدريجياً ليحمحم ويقول بجمود :
..بخير أمي بخير..نظرت له بعمق محاولة فهم مايحدث .. هو هكذا منذ وقت طويل كلما سألته عن زوجته يتحول وجهه للجمود ويختصر بالحديث عنها ويغير مجرى الحوار فوراً ..
ابتسم إيهاب بعمق ليقول :
..مم ألا يحادثك حسام من بلاد الغربة التي هو بها..أنهى جملته بابتسامة ساخرة لتتنهد والدته وتقول :
..يحادثني كل يوم بالطبع ياولدي..همهم لها ليقول :
..وكيف حاله هو وزوجته وابنه..أجابته :
..الحمد لله جميعهم بخير..حرك رأسه بإيجاب ولم يتفوه بكلمة من بعدها .. جامد الوجه وشارد الذهن فيما يحدث معه في حياته .. فيما يخصه هو وزوجته والسبب الرئيسي لجفائه وبروده المستمران معها ..
انتشله من شروده صوت أمه وهي تقول :
..ألا تحدث أخيك يا إيهاب..نظر لها ببرود ليعود وينظر للاشيء ويقول :
..ليس دائماً..نظرت له بحزن وصمتت ولم تتفوه بحرف ليجاملها بابتسامة ويقول :
..متى ستأتين للمكوث في منزلي عدة أيام أنتِ و جهاد..
-----------------
(جهاد اسم فتاة)
-----------------
ابتسمت لتقول :
..فقط ريثما تنتهي أختك جهاد من مذاكراتها في الجامعة وعندها سنأتي..همهم لها بابتسامة ولم يتحدث لتردف له قائلة :
..كيف حال السيد زياد ، هل تقوم بزيارته..ابتسم بسخرية ليقول :
..مم رأيته منذ عدة أيام ، بالمناسبة حفل زفاف ابنه بعد أسبوع..ابتسمت والدته بعمق وحركت رأسها بإيجاب سارحة بخيالها إلى تلك الذكرى الأليمة التي تخص ذاك المنزل وأهله ..
بينما إيهاب كان سارحاً بحال السيد زياد وبالسر الذي عرفه عنه وبالمخطط الذي يجهز له حاملاً في قلبه كل الحقد والغل اتجاهه واتجاه دنائته التي وصل لها .. مقسماً بينه وبين نفسه بأنه لن يتواني لحظة عن الوقوف في وجهه وحماية كل من يريد أذيته ..
تنهد بعمق لينهض ويقبل يد والدته قائلاً :
..أستأذنكِ يا أمي يجب أن أذهب الآن..ابتسمت بحنان لتحرك رأسها بإيجاب وهي ترى ابنها يخرج من الصالة ومن ثم سمعت صوت إغلاق الباب لتتنهد بتعب وترجع برأسها للخلف مغمضةً عيناها وعقلها لا يستطيع نسيان تلك الذكرى ..
أنت تقرأ
أحببت زوجة ابني (سُكارى)
Romanceيا مَن حملتي اسم ابني وأصبحتي على ذمته .. لقد عرفتُ منذ البداية بأنني سأفشل .. وأني خلال فصول الرواية سأُقتل ويُحمل رأسي إليكِ .. وأني سأبقى ثلاثين يوماً كطفلٍ على ركبتيكِ .. وأفرح جداً بروعة تلك النهاية وأبقى أحبكِ وأحبكِ وأحبكِ أكثر .. أعرف بأني...