33 - النهاية

19.5K 461 262
                                    

لآخر مرة رح قلكم ماتنسوا الفوت والكومنت لأنو هاد آخر بارت وبتمنى تتفاعلوا عهالجزء
وشوفوا الفيديو ☝️
Enjoy
_______________________________________

"كنت أعرف منذُ البداية أنني وجدتك لأضيعك ... وأحببتُك لأفقدك ... فقد التقينا مصادفة وكنا سهمين متعاكسي الاتجاه ... وكان لا مفر من الوداع كما اللقاء"

هل تسائلنا يوماً عن أحوالنا كيف ستصبح بعد مرور خمسة سنوات .. كيف تتغير علينا الحياة ونعيشها بحلوها ومرها وجنونها وغضبها وبؤسها وفرحها ..

أشد المشاعر إيلاماً عندما ترسم بأحلامك حياتك القادمة .. تزاحم عليها طوابير الحالمين .. ثم تعصف الرياح بك وبعد أن تنتهي العاصفة تفتح عينيك بعد عناء لتشاهد الحياة من جديد .. وإذ بك مجرداً خالياً من كل شيء .. وليس هذا الألم .. الألم أن تسمع ضحكات خافتة لطيفة بالقرب منك .. تنظر مسرعاً وإذ بها حكايتك .. نعم نفس الرواية التي رسمتها لحياتك .. نفس الأحداث والتفاصيل .. نفس المشاعر .. نفس الحب .. نفس الشخص الذي أحببته ..

ولكن ماهذا!.. البطل ليس أنت .. فتعود خائباً مكسوراً .. من عبث بأوراق مخيلتك!.. من عبث بأوراق حياتك أيضاً!.. من سرق كتابات أحلامك!.. من جنبك دور البطولة وأسنده لغيرك .. إنها الواقعية والعادلة ..

تلك هي حاله .. منذ علمه بزواجها لم يرى يوماً من الفرح أو السعادة .. أصبح معزولاً تماماً عن العالم كله .. ليس لبعدها عنه فقط بل لخسارة ابنه أيضاً ..

هي الأيام التي فعلت مافعلته به وجعلته يقاسي كل أنواع العذاب .. حياة خالية بائسة أشبه بظلام المقابر ..

ماعاد شيء يعجبه أو يلفته أو حتى يبكيه .. أصبح وحيد تماماً .. لا شهد كانت له ولا ابنه ظل على اسمه ولا زوجته ظلت في هذه الحياة ..

وكتكرار الأيام عليه ببرودها وخلوها من أي لون نهض ليصنع له فنجان قهوة سوداء ومرة كمرارة أيامه ..

دخان متصاعد بكثرة وظلمة وعتمة .. في وضح النهار يعزل نفسه ويطفئ إلإنارة ولا يدع ضوء الشمس يدخله .. بات يزعجه جداً .. كما صارت خلطته بالناس تزعجه وتعكر مزاجه ..

طاولة صغيرة وكرسي منفرد وأوراق مبعثرة وعدة أقلام ودخان وقهوة سوداء .. هكذا صارت حياته .. عبارة عن كتابة ودخان كثير واحتساء القهوة بكثرة ..

تنهد ليضع فنجانه أمامه ويجلس وراء الطاولة ويمسك بقلمه ليدون ما خطر في باله:

..اليوم السابع عشر بعد مرور خمسة سنوات على غيابكِ .. لقد دخلنا في السنة السادسة .. مضى منها الآن سبعة عشر يوماً وتسع ساعات ودقيقتان وست ثواني من أصل ثلاثمئة وسبعة وأربعين يوماً وخمسة عشر ساعة ..

بات فؤادي محترق في غيابكِ .. في كل دقيقة من غيابكِ أشعر به كيف يحترق من داخله ولا أستطيع أن أطفئ نيرانه المشتعلة .. كل شيء أصبح ضدي .. كل شيء تخلى عني .. أصبحت منبوذ ووحيد ..

أحببت زوجة ابني (سُكارى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن