أحببت زوجة ابني (سُكارى)

15- لا على المريض حرج

كان ممدداً على ذاك السرير مغمض العينين ولا يصدر منه حركة واحدة .. دخل عليه صديقه ليراه بتلك الحالة ..

ينظر لوجهه بأسى .. كيف أنه أصبح هكذا ووصل إلى تلك الحالة .. لم يستطع أن يطيل النظر بوجه صديقه ليعقد حاجبيه بأسى وانزعاج ويشيح بوجهه عنه ليخرج فوراً من الغرفة ..

تلك اللعينة جهاد هي من أوصلته إلى هذه الحالة ولن يصمت عنها أبداً .. سيدفعها الثمن غالي ولن يتهاون معها أبداُ ..

تنهد بحدة ليطلب رقم شخصاً ما ويقول :
..جد لي عنوان جهاد نصوح في أسرع وقت..

أتاه الرد ليقول :
..ستعلم لاحقاً كل شيء المهم أريد ان أعلم عنوان بيتها..

رد بالإيجاب ليغلق الخط ويرى مازن شقيق مصعب يتقدم نحوه .. كان بارداً وجامداً حتى عندما علم بما حل بأخيه ورآه لم يحرك ساكناً وكانت ردة فعله باردة جداً ..

ألقى التحية على نزار صديق مصعب ليقول :
..كيف حاله! ألم يستيقظ..

تنهد نزار بحنق من برودة مازن وأسلوبه في الحديث وكأنه ليس شقيقه من تعرض لذاك الحادث وتشوه وجهه ..
أجابه ببرود :
..كما تركته في البارحة..

همهم له ببرود ليجلس على المقعد الموجود في رواق المستشفى ويكتف يديه وينظر للاشيء بشرود ..

امتعض نزار وحرك رأسه بيأس ليتوجه ويجلس بجانبه دون أن يتفوه بحرف ليقول مازن :
..من فعل بمصعب هكذا..

نظر له ببرود ليجيب :
..فتاة اسمها جهاد..

تحدث متسائلاً :
..لماذا..

حرك نزار كتفيه بعدم معرفة ليحرك رأسه مازن بتوعد ويقول :
..جد لي عنوانها..

نظر له نزار بعدم تصديق وما لبث حتى ابتسم بخبث ليقول :
..لقد وكلت رائد بهذه المهمة وسيعلم عنوان بيتها وكل شيء يخصها..

نظر له مازن بابتسامة خفيفة وخبيثة قائلاً :
..حالما تعلم أين منزلها أخبرني..

اتسعت ابتسامته ليتنهد براحة ويتبدل حاله من الامتعاض والانزعاج من مازن إلى الفرح والخبث .. حرك رأسه بإيجاب وهو مبتسم ليمدد جسده بأريحية وكل منهما في عقله الكثير من الخطط والأفعال التي سيفعلونها بجهاد ..

_____________________

عند الساعة الثالثة صباحاً
نهضت بتثاقل وهي تشعر بآلام في جسدها جراء نومتها على الأرض .. نظرت بأرجاء المكان وهي تحاول استيعاب ماجرى ..

وقع نظرها عليه وهو مستلقياً ونائماً بعيداً عنها بمسافة بعيدة بعض الشيء .. بدى لها وكأنه غائباُ عن الوعي من فرط الشرب ..

لمعت في رأسها فكرة لتقترب منه ببطئ وتمد يدها إلى جيب سترته بحذر لتبحث عن المفاتيح وقد وجدتهم فوراً ..