العيش داخل فراء الغريب

1K 57 3
                                    


بماذا تحدثه وهل سيفهم طفلها ما تقول ام فقط لقاء الاعين يكفي لادارة هذا اللقاء.

تستطيع الذئبة الصيادة احتمال كل شيء واي شيء فهي التي اصطادت الثور الامريكي لوحدها و تحدت جماعتها بزواجها من مستذئب، هي من شاهدت زوجها يموت امام عينيها ،وهي التي انجبت بشري وعادت لتصبح زوجة لزعيم جماعة، هي الام لخمسة جراء ،ولكنه يبقى وسيبقى نقطة ضعفها التي تكاد تفتك بقلبها لذلك لم تستطع تمالك نفسها عند رؤية القلب الجريء هائم في الغابه يغطيه فراء والده لتقف دونما ارادة منها امامه.

وتغزوا القلب الجريء تلك الرائحه وتفترسه تلك العينان لكن ما ينتابه ليس شعور بالخوف او حتى الفضول فقط يرغب بعناق طويل مع هذا الذئب ، ليشاهد قطرات الماء تتساقط من عيني الذئب وتسائل القلب الجريء اتبكي الذئاب؟.

مشاعره في اوج تبعثرها لا يجد تفسيرا لاي شيء يحدث لكنه استيقظ على نفسه يعانق ذئب يبكي ويشتم برائحته ،ويغرق القلب الجريء وجهه في فرائه ويبكي هو الاخر ، لقد علم كل شيء انها والدته واخيرا كانت هذه العائله في اجتماع غريب .

صمت ابلغ من الكلام سيطر على اجتماع الام والطفل ثم قطعت الام الصمت راوية لطفلها القصة كامله بعد ان ادركت انه يستطيع فهم كلماتها منذ التقت بوالده الى هذا اليوم ليخبرها بدوره ما حدث داخل تلك الخيمه في يومه الاخير بين البشر.

وتقرر الذئبة الصيادة قرار مصيري جديد في حياة طفلها ،فمنذ اليوم سيصبح فرد في جماعة الذئاب التي تنتمي لها،لكن عليها ان تستشير زوجها زعيم الجماعة قبل كل شيء.

ودعت الام صغيرها وتوجهت الى مكان تواجد الجماعة تعجب الزعيم من زوجته فهو يشتم منها رائحة لم يعهدها من قبل وتسائل بغضب عن سر هذه الرائحة ، اخبرته بكل شيء ولأول مره يشعر الذئب الزعيم بأنها ضعيفه ، ولانه لم يكن زعيم لجماعته دونما سبب فلقد استطاع تفهم وتقبل ما تتحدث به واخبرها ان الذئاب لا تتقبل الدخلاء فكيف بالبشر انها ستهاجمه دونما رادع لذلك يتوجب على القلب الجريء ان يحيى كذئب بينهم تعجبت الذئبة الصياده فهل يمكن ذلك !.

الزعيم يوجه كلامه للصيادة :هنالك حل ولكن على طفلك تقبله والالتزام به وعليك انت كذلك تقبله .

الصيادة : طالما سيبقى طفلي آمن وبقربي سأقبل به.

الزعيم : على الطفل ان يرتدي فراء والده ويعيش به كانه فرائه هو .

الصياده بصوت مذعور : ولكن ولكن .

وتصمت الصيادة فهي تعلم جيدا ان الزعيم الذي قبلت به زوج واب لجرائها الخمس لم يكن ذئب عادي ،فسرعة بديهته وقراراته الجريئة هي ما اوصلته لمكانته هذه.

الزعيم : اعلم انه ليس بالقرار السهل، الا انه الحل الوحيد.

الصيادة : العديد من الذئاب تدرك لمن هذا الفراء .

الزعيم : رائحة الاب والابن دائما تتشابه فيما بينها ، وبخصوص الفراء فأن تلك الذئاب ليست في جماعتي.

الصيادة : سأجبر ان اعامله كغريب.

الزعيم : ليس لغريب سيكون فرد في جماعتي وسأسعى لاعلمه كما علمت اطفالي ، فطالما الصيادة والدته لابد ان يكون ذكي .

الصيادة : لكنه بشر بالنهاية .

الزعيم : ليس كأي بشري فوالده الذئب الغريب ووالدته هي انت تذكري ذلك جيدا.

الصيادة : سأثق بقرارك ايها الذئب الزعيم فلا املك غير ذلك.

الزعيم : لكن كل شيء بيد القلب الجريء ان كان ييقبل بذلك ام لا.

الصيادة الزعيم والقلب الجريء في اجتماع مغلق ، يخبره الزعيم بالقرار الذي تم اتخاذه ، فهل سيقبل القلب الجريء ذلك ! فهو بالكاد استطاع ادراك وتقبل ما حصل بينه وبين الحكيمة وأوس .والآن هذا الاجتماع سيقوده الى اين !.

سمع القلب الجريء عواء الذئب الزعيم وباقي افراد جماعته فاسرع متجه الى مكان عوائهم ، فلقد مر على وجوده بينهم الان ما يقارب الشهر ، استغرب بالبداية طريقة حياتهم وكاد ان يغادر عدة مرات لكنه الآن اصبح فردا معترف به فيما بينهم ، لكنه لا يزال في بعض الليالي يستذكر جدته الحكيمة واوس ، فتغزوه تلك الرائحةرائحة والدته ليطمئن قلبه وينام بسلام.






في عالم البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن