توقف الأوتوبيس أمام الجامعة نزلت بخفة وهي تدعوا الله بتيسير الحال وتوفيقها ودخلت الجامعة وبعد عدة إجراءات روتينية من تفحص لبطاقات الهوية وتفتيش للحقائب وما إلي ذلك
صعدت إلي المبني الخاص بكليتها "كلية الدراسات الإسلامية والعربية"
أصبحت تبتسم لا إرادياً عند سماعها للإسم تستشعر العراقة وتشعر بفخر لا تعلم سببه!
حتي إسم الجامعة نفسه "جامعة الأزهر" يُشعرها بالفخر أليس الشيخ الشعراوي من رموز تفسير القرآن الكريم في مصر متخرجاً منها؟! ألا يأتي إليها الوافدون من جميع الدول!قابلت أثناء فترة دراستها القصيرة تلك فقط جنسيات مختلفة من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وتركيا والعراق
كان الأزهر وما زال فخراً لكل من ينتمي إليه لقد تعلمت منذ دخولها الصف الأول الإعدادي المواد الشرعية والعربية وقبلهم القرآن الكريم فإن لم تكن هناك حسنات للأزهر فتلك تكفي
دخلت المدرج الخاص بها وبعد خمس دقائق كانت الدكتورة قد بدأت بشرح مادتها فعليا مادة "علوم القرآن"
************************************************************
إعتذرت الدكتورة عن المحاضرة الثانية فنزلت حور مع صديقتها التي تعرفت عليها في الكلية "خديجة" للكافيتيريا الخاصة بالجامعة أحضرت خديجة طعاما بينما ابتاعت حور كوبا من القهوة ودار بينهم الحوار التالي …
خديجة بعبوس: معرفش بس الموضوع بقي مستفز لأعلي الدرجات بصراحة
حور بهدوء: طيب اشرحيلي وجهة نظرك إيه اللي مستفز بالظبط؟
خديجة بتفكير : الحياة كلها! … الحلال بقي حرام والحرام بقي حلال… الكل بقي بيتجرأ عالفتوي!… حتي الزواج يا حور بقوا بيخترعوا فيه حاجات تجيب جلطة!
حور بتنهيدة: معاكِ حق والله
ثم انتبهت لآخر جملة وقالت: بس الزواج تقصدي إيه بالجملة دي؟ !
خديجة: كله بقي طالع بموضة الزواج عن حب والكلام ده بقوا يقنعوا البنات بحاجات تخالف الفطرة بينزعوا حياءهم بدون ما يحسوا! يعني أنا عشان اتزوج يا حور لازم أتكلم أو أخرج مع شاب بحجة اني بتعرف عليه؟ !! ايه ده بجد! !
أنا عندي قناعة مش هغيرها أبدا يا حور الموضوع عكسي أنا شايفة اننا بنتزوج عشان نحب
أنصتت إليها حور وأشارت لها لتوضح أكثر
أخذت نفساً عميقا وأكملت: إحنا مأمورين بغض البصر يا حور سواء بنات أو شباب هو معلش الواحدة هتبدأ تتعلق وتفكر في حد بعينه ازاي غير لو شافته ومركزة معاه صح؟! الزواج اللي بيسموه صالونات بنات قالوا جملة عجبتني أوي إسمه "زواج مصونات" شخص يتقدم سواء بقي من طرف حد صديق لأخ ليكِ مثلا أي حاجة تقليدي زي ما بيتقال بس عفة عندك صلاة الإستخارة هي اللي هتحددلك ده شخص كويس ولا لا فرضا ارتحتي عندكم فترة الخطوبة كافية تظهرلك معدنه في التعاملات تخليه يحكيلك مواقف وانتي هتحللي ردات فعله ووو حاجات كتير اوي تزوجتوا بقي ساعتها انتي مشاعرك لسه زيك بالظبط بكر حافظاها للشخص ده بس مش شايفة غيره هتحبيه وهو كمان هيحبكحور بإعجاب: ما شاء الله اللهم بارگ عليكِ والله ياريت البنات يسمعوا الكلمتين دول بجد الله يحفظك ويرزقك الزوج الصالح يا ديچا
خديجة بمزاح: بس يا به عاوزة تخلصي مني بدري أنا قاعدة علي قلبك لازم أفرح بيكِ الأول
حور وهي تبادلها المزاح: أنا أتدوز ليه؟! أنا إتجننت؟! أنا كيوت لسه لما أقدم علي فكرة مجنونة هختار الزواج
ثم قاما معا ليذهبا للمكتبة التي بداخل الجامعة ليبتاعا بعض الأقلام ويصورن بعض الأوراق لمحاضرة اليوم
************************************************************
"إذن فإن علي الإنسان أن يحرص علي اختيار غذاء الروح كما يحرص علي اختيار غذاء الجسد وعليه أن يعرض روحه علي أهل الذكر كما يعرض جسده علي أهل الطب وأن يعالج روحه كما يعالج بدنه وأن يحاسبها دوريا كما يجري الفحوص الدورية لجسده"
كانت تلك جزئية في فصل الوحي في مادة علوم القرآن أحبتها حور وبشدة
حقا يا لها من لذة عند دراسة المواد الشرعية
************************************************************
خرجت من المشفي بعد تعافيها جسمانيا بصورة كاملة بفضل الله ولكنها لم تعرف بعد من هي فقط كانت قد تأقلمت مع وضعها الجديد وعرفت من هم عائلتها وإسمها فقط من والدتها
توطدت علاقتها بشدة مع حبيبة أصبحت كأخت لها
جلبت لها حبيبة عند معرفتها بما حدث لذاكرتها ملابس فضفاضة وحجابا تتمني من الله أن يُرضيه كأنها تساعدها لتبدأ بداية جديدة وتقبلتها نرمين بشدة وقد راق لها حريتها في المشي واستشعارها للاحترام من الجميع
************************************************************
جلست معها بعد خروجها من المشفي بأحد المطاعم للترويح عن نفسها ثم بعد بعض الدردشات والمزاح اللطيف أُذن لصلاة العصر فأخذتها معها للمسجد وكانت قد علمتها الوضوء صبيحة ذلك اليوم وصلَّت الفجر و الظهر فشرحت لها حبيبة علي عجل الخطوات كما فعلت سابقا ولكن العصر أربع ركعات فقط
وبدأت الصلاة وهي مستشعرة عظمة الله لترفع يديها وكأنها ترمي الدنيا كلها خلف ظهرها وليس أمامها ولا في تفكيرها أحد سوى الله قائلة: الله أكبر
************************************************************
يتبع ……
أنت تقرأ
هو دليلي
Spiritualخلال رحلتنا في الحياة .. نبحث عن ما نستمد منه القوة .. الأمان .. الوضوح .. الهداية .. الإرشاد باختصار نحن نبحث عن دليل .. تتفرق بنا السبل بين ما نظنه دليلاً وبين ما هو دليل بحق .. والعاقل هو من يتمسك بالحق .