الفصل التاسع والعشرون

295 21 0
                                    

كانت حور جالسة تتنقل بين القنوات الفضائية حتي لفت نظرها برنامجا يتكلم عن الأسرة وما آلت إليه التربية في زماننا هذا فأحبت أن تري ما الذي ستقوله الدكتورة المستضافة في ذلك الموضوع ....
المذيعة: برأيكِ سيدتي ما هي أعظم المشاكل في التربية اليوم؟
الدكتورة: برأيي الخاص إن أكثر ما أراه سلبية في مجتمعنا هو تحويل الرجل لبنك والسيدة لخادمة!
المذيعة: وكيف ذلك؟
الدكتورة: إنظري حولكِ ترين ما أقصد إنه في كل مكان! 
الأم تهتم من صغرها بدخول ابنتها المطبخ وتعليمها فنون الطهي وبجلي الصحون وكيفية ترتيب المنزل في حين أنها لا تربي أخاها أن يساعدها في ذلك بل علي العكس تقول مقولة شهيرة " إنه ولد وأنتِ الفتاة " كأن الفتاة خلقت فقط لتلك الأعمال وتربي الأم الصبي علي أنه وكما يقول المثل الشعبي_الغبي جدا في نظري_ "الرجل لا يعيبه إلا جيبه! " فينشأ فقط علي أنه بنك يذهب ليعمل ليجني المال فقط لا غير لا يساعد أهل بيته ولا عندما يتزوج يساعد زوجته وبالتالي لا يربي أطفاله ويقوم معهم بدور الأب فعلا إنما يترك عبئ التربية فقط علي الأم!
المذيعة: حسنا سيدتي معكِ حق ولكن هل تقولين بأن الأنثي لا يجب أن تتعلم تلك الأمور؟
الدكتورة: أنا لا أقول ذلك أنا فقط أعرض المشكلة لكن علي الفتاة تتعلم ذلك لنفسها ولبيتها مستقبلا ولكننا نهمل في التربية كل شئ الدين والأخلاق والنظافة الشخصية حتي بعض الأمهات لا تنبه ابنتها علي ذلك وفقط نركز علي كونها طاهية و ماهرة في التنظيف!  بربكِ ما هذا! 
المذيعة: فهمت قصدكِ وبالنسبة للشاب أيضا ألا يجب أن يعمل لكي لا تشعر أسرته بالحاجة؟
الدكتورة: أيضا كما بالنسبة للفتاه يجب عليه العمل ليسد العجز في منزله ويساعد أهله لكن لا نحصر دوره في ذلك ف عليه مساعدة أهله في المنزل وأن يحترم أمه وأخته ولا يعتبرهما خادمتين عنده!  كما رأيت في عدة مشاكل أتت لي! 
المذيعة: هلَّا تفضلتِ سيدتي بتوضيحك لنا عن كيفية حل تلك المشاكل
الدكتورة: في الأساس علي الأم والأب تربية أبنائهم علي المنهج الديني التربوي وهو سيجلب معه حل تلك المشكلات الدين يغرس فيهم الخلق القويم منذ الصغر فينشأ كلاهما وهو يعرف دوره في الحياه وكيف يؤديه وبامتياز أيضا
وليهتم الوالدان بتنبيه طفليهما بالعناية الشخصية الأم تهتم بابنتها في تلك الناحية والأب مع ابنه أيضا
أتعرفين من المشاكل التي أتت لي بعض الفتيات يعرفن تلك الأشياء من صديقاتهن لكون الوالدة لم توضح لها شيئا وكذلك الصبي
بل والبعض يعاني من المجتمع في الخارج لعدم نظافتهم مثلا
أتمني من كل الآباء والأمهات الإهتمام بأطفالهم وفهم التربية حقا لا الزوج بنك ولا الزوجة طاهية!
المذيعة: كنت أتمني لو يطول وقت الحلقة للاستفادة منكِ أكثر سيدتي ولكن لابد من الختام نشكرك علي وجودك ِ معنا
الدكتورة: شكرا لكِ
المذيعة: إلي هنا تنتهي حلقتنا شكرا لحسن المتابعة مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبت حور تلك الدكتورة جدا وأعجبتها وجهة نظرها وكيفية حلها للأمور ثم أغلقت التلفاز وقامت لتحضر مسبحتها الإلكترونية تستغفر الله عز وجل
************************************************************
كان براء مستلقيا علي سريره ممسكا بهاتفه وهو يتصفح الإنترنت
دخل علي إحدي المواقع "فيس بوك" وبدأ التصفح بهدوء حتي لفت نظره منشورا لأحد أصدقاءه وكان ...
"كان داوود الطائي رحمه الله يشرب الفتيت ولا يأكل الخبز فقيل له في ذلك فقال: بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية!"
اعتدل بعد قراءته للمنشور وكأنه لُدغ ما هذا بحق الله! !
أين كان هؤلاء وأين نحن !
تذكر مقولة كانت تُقال عندما يري أحد أفضل منه وهي "نحن في مذيلة القطار" ولكنه احتقر نفسه وقال "نحن لسنا في القطار من الأساس! !
ثم بدأ يبحث عن مواقف السلف ليزداد عجبا فوق عجب! !
فمثلا قال ابن عقيل رحمه الله: "أنا أقصر لغاية جهدي أوقات أكلي حتي أختار سف الكعك وتحسيه بالماء علي أكل الخبز لأجل ما بينهما من تفاوت في المضغ توفرا علي المطالعة أو تسطير فائدة لم أدركها " !!!!

وكذا قال عبيد بن يعيش رحمه الله :"أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي_يعني بالليل_ كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث " !!!!
يا الله! !
فقام سريعا برغم أنه قرأ ورده وصلي فروضه وقرأ الأذكار ليراجع جزءا من القرآن الكريم
وهو يدعوا لصاحب ذلك المنشور لكونه أيقظه به!
************************************************************
يتبع ...

هو دليليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن