كانت تصلي بخشوع وتدعوا الله أن يتم شفاء والدتها علي خير وتدعوا لوالدها بالرزق الحلال بينما كان والدها يمر بجانب غرفتها وسمع دعائها انتظر ليسمع باقي الدعاء وعندما انتهت ابتعد سريعا عن الغرفة وقد ترقرق الدمع بعينه ندماً.
عودة للخلف ......
دخلت المنزل وهي في غاية الفرح لما سمعته وتأكدت منه وركضت ناحية غرفة مكتبه اقتحمتها علي غير العادة فانتفض واقفا ليعرف سبب تلك الفرحة الظاهرة علي وجهها فأجابت علي تسائله غير المنطوق
وقالت: أيمن مش هتصدق أنا حامل وكانت تصفق بيدها من الفرح
ليأتيها رده الجامد كالصاعقة: لو ولد ساعتها هفرح إنما لو بنت متلزمنيش!صدمت من ردة فعله الغريبة تلك ولكنها أدركت فيما بعد سببها لقد أراد السند_كما يقول_ والوارث لما شيده وخرجت من مكتبه بعكس الوجه الذي دخلت به.
وبعد خمسة أشهر حان وقت معرفة نوع الجنين كانت تتمني من قلبها أن يكون صبيًا فإذا بها فتاه لم يصدر منه أي رد فعل فقط اصطحبها من المشفى للمنزل دون أن ينطق بكلمة.!لم يشاركها أي شئ يخص ابنته ليتركها هي تتولي تربيتها وبالتأكيد لم تربي تربية صحيحة ففي النهاية الجمال والمال يأتيان في المقام الأول !!!
عودة للوقت الحالي .......
وبعد أن ابتعد عن غرفتها ذهب لمكتبه وجلس يبكي ألم يكن ساخطاً علي وجودها يتمني الولد !!
وبعد فترة من البكاء تذكر مقولة سمعها وهو يبدأ في تشغيل الراديو المرفق بسيارته كان سيقوم بتشغيل قناة للموسيقي وأثناء البحث كانت إذاعة القرآن الكريم بهدوئها وسكينتها طاغية علي سمعه فتركها
ليستمع للشيخ وهو يقول : كان الإمام أحمد إذا بلغه أن أحد أصحابه رزق ببنت يقول: أخبروه أن الأنبياء آباء بنات.
ويحضرني حديث رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال: "لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات".
حتي أن أمير الشعراء أحمد شوقي قال في بيت له:
إن البنات ذخائر من رحمة .... وكنوز حب صادق ووفاء.فلتحمدوا الله علي نعمة البنات من رزق بإبنه فهنيئا له.
تجاهل يومها ذلك الحديث ولكنه تذكره الآن فقام يسجد لله شكراً.
********************************************
وافق والداها علي مقابلتها لحبيبة فاتصلت بها بفرح وأبلغتها بالموعد ثم ذهبت تجهز ملابس خروجها والذي تحفظ صفاته عن ظهر قلب
ألا يصف ولا يشف غير ملفت واسع وفضفاض وليس لباس شهرة " الموضة "
انتقت ملابسها بعناية وذهبت سريعا مع والدها للمكان الذي اتفقا عليه فوجدتها تنتظرها ولكن لفت نظرها ملابسها الفضفاضة وحجابها علي عكس الصور التي رأتها كاشفة لشعرها وملابس ضيقة وابتسمت بشدة فلقد علمت سر ذلك التغيير عندما كانت تتابع معها علي الرسائل النصية.وذهبت سريعا واحتضنتها وذهب والدها بعد اطمئنانه علي ابنته وشكل صديقتها فهي أمانته.
لتجلس الفتاتان بعدها ليتعارفا علي أرض الواقع.
********************************************
بجد بجد متوقعتش ان يكون ده شكلك عالحقيقة
نطقت بها حبيبة وهي منبهرة بردائها الواسع الفضفاض الذي كانت ترتديه
حور بمزاح: وحلو بقي شكلي ولا يع
ضحكت حبيبة وقالت: لا بجد عسولة جدا برغم اني مش شايفة وشك بس قمر
حور وهي تغمز لها : نقعد بس في حتة مفيهاش حد وهوريكي
حبيبة بضحك : ان شاء الله
ثم أخذت نفسا عميقا وقالت: عاوزاكي تحكيلي عن العوض يا حور بجد محتاجة اسمع اوي وخصوصا منك
حور بتأني :
قرأت مرة مقولة حلوة أوي بتقول:
-صف لي عوض الله؟!
-هو أن ترى الأرزاقَ مِن حولك فتظن أن نصيبك منها محدودًا، أو أنك لن تنالَ مقامًا يُرضيك فيما تتمنى، فإذا بك بعد صبرك تنال رزقك الخبيئ، الذي كان في غيبِ الله مُدّخّرًا خصيصًا لأچلِ قلبك، والذي هو أعظم بكثيرٍ مما فقدت.لازم تنسي المنطق وانتِ بتدعي مفيش شئ مُستحيل لأنه الله يكفي إسمه عشان تكوني مطمئنة ومرتاحة
حبيبة : ونعم بالله حقيقي أنا مبسوطة اني عرفتك أوي
حور : أنا أكتر والله ربنا يسعدك ويريح قلبك يارب و...
صرخت فجأة من المفاجأة!******************************
يتبع ...
أنت تقرأ
هو دليلي
Espiritualخلال رحلتنا في الحياة .. نبحث عن ما نستمد منه القوة .. الأمان .. الوضوح .. الهداية .. الإرشاد باختصار نحن نبحث عن دليل .. تتفرق بنا السبل بين ما نظنه دليلاً وبين ما هو دليل بحق .. والعاقل هو من يتمسك بالحق .