الفصل السابع والعشرون

299 21 0
                                    

بعد امتلاء الحافلة "الأوتوبيس" بالركاب قامت باتجاه السائق و......
حور: بعد إذنك ممكن توطي الصوت
السائق باستخفاف: وده ليه ان شاء الله هتتحكموا الواحد يسمع إيه ولا هتقوليلي حرام!
حور وهي تحاول تمالك أعصابها: لأ خالص لكن حضرتك لو عاوز تسمع ممكن تسمع علي أد حضرتك لأن في ناس كتير تعبانة وعندهم صداع دا غير ان حضرتك أكيد مش هتحب تاخد ذنوب صح!
السائق بملل: طيب طيب روحي يا آنسة وانا هقفله خالص
ومد يده ناحية المشغل وأغلقه
فرحت حور وهي ترجع ولكن فرحتها لم تكتمل لقد سمعت من الرجل سُبة غير لائقة وهو يقول أن اليوم قد ضاع عليه!
لم تفعل شيئا وأكملت سيرها وتذكرت قولا لخالد بن الوليد رضي الله عنه علي أرجح الأقوال لأن تلك المقولة إنتسبت إلي بعض السلف الصالح أيضا
عندما سَبَّه "شتمه" رجل فالتفت إليه وقال "هي صحيفتك فاملأها بما شئت"
جلست لتقول دعاء الركوب " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون سبحان الله سبحان الله سبحان الله الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر "
"كتبته قبل كده عارفة الإعادة فيها إفادة"
وجلست لتضع سماعات الأذن وقامت بتشغيل سورة البقرة لكي لا تستمع لتلك الموسيقي
************************************************************
كانا يمزحان معا أثناء كلامهم في الهاتف لتهتف حياء وهي تضحك
: عسل والله يا حور
حور: عسلكِ الله
حياء وقد توقفت عن الضحك: قلتي إيه ؟
حور بابتسامه: عسلكِ الله
حياء: أول مرة اسمع الدعوة دي ده بجد!  ومعناها ايه ؟!
حور: اه والله وهقولك الدليل كمان بس ثانية أجيب النوت بتاعتي معناها قبضك الله علي طاعته وهو في أحلي من كده
وبعد ثوانٍ ……
أهو الدليل يا ستي قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
حياء: والله بجد جميل أوي الحديث ده أول مرة أعرفه
حور: أنا كمان والله لسه عارفاه النهاردة
حياء: جزاكِ الله خيرا يا حب منك نستفيد
حور:جزانا وإياكِ يا قلب الحب
************************************************************
كانت تصلي وتدعوا الله أن يمن عليها باستعادة ذاكرتها لتعرف علي الأقل ما كانت عليه ليس لتزيد حزنا علي حالها وإنما لترد مظالم من ظلمتهم لقد شعرت بذلك في قرارة نفسها
إنتهت من صلاتها ليراودها ألم حاد في رأسها سبب صداعا مؤلما لتتوالي أحداث حياتها كأنها شريط يمر بسرعة البرق أمام عينها لينتهي الصداع والألم وتسقط مغشيا عليها!
************************************************************
فتحت عينيها بتثاقل لتري وجوها تطالعها بتركيز حتي ميزتهم إنهم عائلتها
لتأتي والدتها مسرعة وتسألها ما الخطب لترد عليها سريعا بأنها قد استعادت ذاكرتها وأنها تحتاج للراحة لتُخرج والدتها إخوتها وتخرج هي بعدهم وتغلق مصباح الغرفة لتغرق في ظلام حالك ولكنه ليس أحلك من الظلام الذي في جوف نرمين في تلك اللحظة!
لم تنم أو ترتاح كما ادعت ولكنها بقيت تفكر في الماضي والحاضر لتضع النقاط علي الحروف وتتخذ قرارات صارمة بشأن حياتها وبشأن عائلتها وأصدقائها وحتي بشأن من ظلمتهم …
************************************************************
يتبع …
رأيكم

هو دليليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن