عَالَمُ خَاصٍّ

218 49 34
                                    

كَانُوا يَصِفُونَنِي بِغَرِيبَةِ الأَطْوَارِ?

خَلْفَ مَنْزِلِيٌّ وَأَسْفَلَ شَجَرَةِ الكَرَزِ تَحْدِيدًا كُنْتُ أَجْلِسُ عَلَى ذَلِكَ السُّورِ المُطِلُّ عَلَى سَاحَةٍ كَبِيرَةٌ مِنْ الزُّهُورِ الصَّفْرَاءَ وَالعُشْبِ الأَخْضَرُ, كُنْتُ أَجْلِسُ سَاعَاتٌ طَوِيلَةً أَمَامَ هَذَا المَنْظَرِ الخَلَّابُ, كَانَ كَمَنْ يَجْلِسُ عَلَى شَاطِئٍ أَزْرَقُ بِالنِّسْبَةِ لِي, أَسْمَعُ اِنْتِقَادَاتٍ كَثِيرَةً, وَدَائِمًا مَا يَصِفُونَنِي بِالاِنْطِوَائِيَّةِ وَالعُزْلَةِ, لَكِنَّنِي حَقًّا لَا اُعْتَبَرُ جَلَسَاتِي مَعَ تِلْكَ المَنَاظِرُ عُزْلَةً, فَعُزْلَتِي هَذِهِ الَّتِي يَتَحَدَّثُونَ عَنْهَا أَفْضُلُهَا أَلْفُ مَرَّةٍ عَنْ عَلَاقَتِهِمْ الكَاذِبَةُ تِلْكَ, سَمَاءُ وَاسِعَةٌ زَرْقَاءُ نَهَارًا مَعَ القَلِيلِ مِنْ الغُيُومِ البَيْضَاءَ وَدِفْءِ الشَّمْسِ وَفِي اللَّيْلِ دَاكِنَةُ السَّوَادِ لَكِنَّهَا تُضِيءُ ظَلَمَتَي بِنُجُومِهَا البَرَّاقَةِ وقمرهها المُنِيرُ. أَه تَذْكِرَتُ لَمْ أُخْبِرْكُمْ عَنْ أَعَزِّ أَصْدِقَائِي أَنَّهُ مِثْلِي تَمَامًا لَيْسَ كَتَشْبِيهٍ الجَمِيعُ فِيهُ فَأَنَا لَا أَتَحَدَّثُ عَنْ الجَمَالِ, أَنَّهُ القَمَرُ ذَلِكَ الجُرْمُ المُعْتِمُ أَنَّهُ مِثْلِي تَمَامًا يَبْدُو وَكَأَنَّهُ يُشِعُّ نُورًا لَكِنَّهُ فِي الحَقِيقَةِ لَيْسَ كَذَلِكَ, أَمَرَ الوِحْدَة فِي تِلْكَ المَجَرَّةِ الكَبِيرَةُ يَقْتُلُ حَقًّا تَمَامًا تُحِيطُنَا أُلَافِ النُّجُومَ وَمَا زِلْنَا نَشْعُرُ بالوحده, هُوَ رَفِيقُ دَرْبِي أين مَا اِذْهَبْ لَمْ يَتْرُكْنِي لَيْلَةً أَوْ طَالَ غيبابه, أَنَّهُ يَخْتَلِفُ تَمَامًا عَنْ الجميغ لَا يَغْدِرُ وَلَا يُكَذِّبُ أَحَبَّهُ حَقًّا!. - كُنْتُ دَائِمًا عِنْدَمَا تَكَادُ تَقْتُلُنِي أَفْكَارِي أَذْهَبُ إِلَى ذَلِكَ المَكَانِ فَفِيهُ يَتَوَقَّفُ عَقْلِي لَا إِرَادِيًّا عَنْ التَّفْكِيرِ وَيَدْخُلُ فِي عَالَمٍ أَشْبَهُ بِالسَّلَامِ.. 

إِنْ كَانَ عَالِمِي هَذَا حَقًّا غَرِيبًا لِلأَطْوَارِ أُرِيدُ العَيْشَ فِيهُ لِلأَبَدِ بَعِيدًا عَنْ هَذَا العَالَمِ المُوحِشُ!

يتبع.....

اٍّعَّمُّاٍّقِّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن