○○

176 33 32
                                    

صراع بين النور والديجور قد أثمل فؤادي، ليالي باتت مؤرقة..
أهدابي أبت التصفيق براحة، وجفوني لم تسدل على حدقتي بهوادة..جسدي السقيم ما عاد يداويه ترياق الصبر.

ليلاء باردة تبرجت بها السماء بثلة من النجوم البراقة..

كالقلعة المحصنة أنا..
وزيرها أيسر ومستشارها أيمن..حاكمها غارق في اللاوعي.

عملة اتخذت من يسارها اليأس ويمينها خيط نجاة..

ماذا الآن..أأختار يميني ؟
لربما إن بنيت آمالا وأحلاما قد ينتهي الأمر بمدافع الحياة تطوقني وتهدم سقف توقعاتي.

أما يساري فهو طريقي المعتم في دهليز القنوط..يشدني من ياقتي إلى السبيل الذي اختارته تلابيب بداخلي..أغزل من خيوط الواقع تكهنات للعالم الخارجي..

موجب أيمني ويساري سالب.. ليس بينهما قوى التجاذب؛ فهما لا يخضعان لقوانين الفيزياء..
شحنة متعادلة هو ما أرغب.

أريكتي بدأت بإيوائي بحضنها الدافىء، وقطعة قماش زملتني تجعل المكان خانقا بخيلا بالهواء.

مطوق بيأس ضوئي أنا...

أما آن لقدوم عاصفة هوجاء تأتي وتنتزع حيرتي من جذورها المتأصلة بالظلام.

ماذا لو كنا نملك تلك الأداة السحرية التي تخولنا ان ندرك الأمور بالشكل الصحيح..بدون فقدان الثقة في دماغنا وإدراكه المطلق؟.

"نجهل حقيقة الاشياء ولا ندرك سوى ظواهرها"

ما لو خرج مارد علاء الدين وحقق لي أمنية، أمنية أن أتجرع كأسا من الواقع يخامره خليط من روح العاطفة ونصيب من الإرادة..

فتخلق لي روحا تنبئني بقدوم السلام..

"لو".. تُقال عند العجز حاضرًا،  وتقترن بالنّدم ماضيًا..

ستكون هذه مُحاولتي الأخيرة لخلق عالم واحد غير مُنقسم، محاولتي الأخيرة لسدّ هذه الفجوة الدّاكنة، لبرئها بنسيجٍ جلديّ آخر..
لا أمل مُطلق، ولا دستوبيا لعينة..

العائلة الّتي تخلّت عنّي ماضيًا، ستظلّ قائمة في إحدى أروقة الذّاكرة...والمشفى الّذي قُيّدت أجنحتي به، سيبقى نائيًا مهجورًا في شريط عقلي... وسأمضي، على جسرٍ أسفلهُ الهاوية، ونهايته النّعيم...

أنا الآن حُرّ، حُرّ في اتّخاذ قرارٍ مع نفسي... حُر في موازنة الواجب والممنوع..
هُناك آثارٌ على نُمو أجنحة... سيُحلّق رين، على مدى بصره..فوق الأرض... وتحتَ السّماء.

ما عليّ فعله تاليًا...
ضبطُ الأماكن الصحيحة... أن أكون كاتبًا.
________________

تمت.

فجوة سدفاء || مكتملة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن