ياسمينٌ ذابل

219 12 8
                                    

" انه بهذا الطول! هو في السابعة من عمره! هذه صورة له!" قال الرجل الأشقر وهو يسلم صورة ابنه للشرطي بيد ويمسك بيده الأخرى فتىً ذا ثلاثة أعوام. لقد بدا الرجل منهكاً وقلقاً.

" ما اسم ابنك يا سيد نايت؟" سأل الشرطي وهو يدون الملاحظات.

" نيرو... اسمه نيرو نايت" قال الرجل - السيد نايت - بهدوء ثم شد قبضته على يد ابنه الصغير وقال بصوتٍ مرتجف : " أرجوك يا سيدي عليك أن تجده..." أخفض السيد نايت رأسه وأضاف : " لقد... لقد فقدت زوجتي للتو ... وابني هرب جرّاء ما حصل... ليس لدينا سواه يا سيدي... أرجوك لا أريد أن آفقده."

تنهد الشرطي وأومأ برأسه قائلاً : " سنبذل جهدنا لنجد ابنك... هلا أخبرتني ما اسمك يا سيدي؟"

أومأ السيد نايت وقال : "اسمي إدوارد... إدوارد نايت."


عاد إدوارد ليلتها لمنزله، لقد علم ان حالته لا تسمح له بالاعتناء بابنه الأصغر ساتسوكي، فقد تسبب بالكثير من الآلام لابنه الأكبر نبرو وهاقد رحل بعيداً في عالم كبير سيلتهمه -أميره الصغير- دون رحمة، لذلك ترك ساتسوكي في عهدة جارته السيدة موري.
تجاهل إدوارد بكاء ساتسوكي الحاد ومناداته لوالده.

سيكذب إدوارد ان قال أنه يشعر بالحزن، أو القلق، أو الخوف.

هو ببساطة... لم يشعر بأي شيئ...

لقد كان كالجثة الهامدة عندما دخل الى غرفته وتخبط في الأثاث دون وعي.

استلقى على الملاءات بهدوء واصدر السرير صريراً بكل إزعاج.

عزيزته جازمين كانت- كما يوحي اسمها- أشبه بالياسمين.

كانت فائقة الجمال، ولن يقدر أي أحد على رفع عينيه عنها.

كانت تعيش في حديقة، كل ما يحيط بها جميل، ولكنها كانت الأجمل.

ولكنها - كما الياسمين - كانت رقيقة وضعيفة بسبب مرضها، رغم ذلك كانت تحارب كل يوم بابتسامة جميلة.

قبل عام، سمعوا عن خبر احتراق قرية الستاثيروج....

تلك الفاجعة أدت لتدهور حالة عزيزته جازمين حتى انتهى بها الحال فوق اسرة المشفى القبيحة.

واليوم... فقدها إدوارد.

كانت كالياسمين. وهاقد ذبلت وذبل قلب إدوارد معها.

ولكن - كما الياسمين - لازال عبقها ملتصقاً بملاءات السرير.

ذكرياتها...

ابتسامتها...

ضحكتها....

حبها...

كله متجمعٌ هناك، في تلك الغرفة المظلمة ، عبقها يلتف حول عنق إدوارد فيقطع أنفاسه، ويعصر قلبه فينزف دموعاً

يالقسوتك يا جازمين....

ان تتركي زوجك يبكي حسرةً على فراقك هكذا.

ان تتركي زوجك يبكي حسرةً على فراقك هكذا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"جازمين... انقذيني..." همس إدوارد بضعف... عالماً بأنها لن تجيبه... ليس بعد الآن.

إدوارد نايتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن