الفصل الحادي عشر

52.1K 1K 5
                                    

في عتمة الليل و السكون المحيط بهم بعد ساعات من منتصف الارض ، ينفث من انفه و فمه ذلك الدخان الكثيف من تلك الارجيله المليئه باالحشيش، في ذلك المكان السري الذي لا يتوافد عليه سوي القليل
هتف احدي الرجال و هو يشعل الفحم : طولت غيابك علينا يا معلم عيد
زفر عيد الدخان و لم يجيبه، فمال عليه رجل آخر قائلا بهمسا: من ساعة القاعده اياها و هو كده مش طايق نفسه و لا طايق حد
اجابه الاخر: حقه برضو يا جدع و هي سهله عليه ياكل قلم علي وشه كده قدام كبرات البلد
انتهي من اشعال الفحم و قال: ما عرفش يعلم عليه غير صقر
هتف عيد بهما بغضب: بتقولو ايه ياض انت و هو
اجاب احدهم: و لا حاجه يا معلم بساله علي مكان المعسل
اقتحم جلستهم و تمدد علي الاريكه الخشبيه و هتف بحماس: لافيني ولعه ياض خرمان.
ضحك احدهم قائلا: الله و معلم مجد كمان وصل، دي الليله صباحي يا رجاله
هتف مجد لذلك الشارد : ايه يا عيد مش تمسي

اجابه عيد بتافف: دماغي مش ريقالك يا مجد الساعه دي
قال له : دماغك مش رايقه من ساعه القاعده اياها و كده مش صح، لازم تظهر و تقفله تاني اه عشان ماحدش يستقل بيك
اسودت عينين عيد و قال : انا يوقفني زي العويل عشان راجل ما استعناش اشغله عندي يمسحلي جزمتي
اخذ انفاسآ متتاليه من ارجيلته و قال مزودآ البنزين علي نيران عيد: اه يا اخي هاتقولي علي صقر، ده قادر و دايما يحب يعمل نفسه كبير علي حساب اي حاجه ، و اللي يطاطيله ها
قاطعه عيد منفعلآ بغضب: اللي يطاطيله يا مجد، ما عاش و لا كان اللي يقل مني
اشار له مجد مؤيدآ بقوة و قال مؤكدا: امال يا جدع، عشان كده بقولك حقك ما تسيبهوش ، بس على الهادي
انتبه اليه عيد و قال : ازاي
نفث الدخان مجددا و قال بابتسامه خبيثه: ها قولك ...
،،،،،،،،،،
السلام عليكم و رحمة الله
تلك الكلمات التي القي بها صقر تحيته علي التجمع العائلي الذي وجده في بهو البيت الكبير عند دخوله، رددوا جميعا من خلفه التحيه، تقابلت عينيه بتلك الجالسه بجانب جده و التي اخفضت عينيها عنه بارتباك من حضوره الذي اصبح يربكها مؤخرا.
قال عتمان : حمد الله علي السلامه يا صقر، كنت هاكلمك تيجي بدري بس انت سبقتني و جيت
جلس صقر قبالته منتهبآ: خير ياجدي
اجابه عتمان : خير يا بني ان شاء الله، في عريس جاي لبنت من بناتنا و عايزك تسأل عليه
لا إراديآ توجهت عينيه عليها ثم قال بترقب : لمين
كانت اجابه والدته هذه المرة : اختك يا صقر و اكملت ضاحكه: كبرت و خطابها بقوا علي الباب
ابتلع ريقه و قال بأنفاسآ هادئه: خير ان شاء الله ، من عيله مين
اجاب رحيم : من عيله همام انا اعرف ابوة و اعمامه بس العريس لا، و دي مهمتك يا بني
اوما برأسه و قال : بسيطه، اللي فيه الخير ربنا يقدمه
قال عتمان من خلفه : ونعم بالله يا بني
قالت سعاد بابتسامه مبالغ فيها :شوفتي البنات هايكبرونا يا أمل، دي ايناس منين ما اخدها في حته، ام ده تكلمني و ام ده تلمحلي، و انا اقولهم بنتي ماتخرجش برة العيله ابدا
ثم اكلمت و هي تلوح لها بيدها ضاحكه: عقبال مانفرح بيهم عن قريب يا اختي
اخفضت ايناس وجهها قائله بخجل مصطنع: بس بقي يا ماما

عشق الصقر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن